الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهوية العراقية بين الضرورة الوطنيةوالتجاذبات مع الهويات الفرعية الأخرى

جاسم الصغير

2006 / 2 / 11
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


جاسم الصغيرتعد الهوية العراقية التعبير الصادق والطبيعي التي تسمو فوق كل الهويات الضيّقة التي طالما تجاهلتها الخطابات المتنوعة التي كانت سائدة في العقود السابقة وتعبر عن هويات فكرية أو دينية أو أثنية ولا يغيب بالطبع عنا الخطاب القومي السابق والذي تسيّدَ على السلطة السياسية فترات طويلة جداً وكانت تحت إمكانياته منابر إعلامية واسعة جداً أن الهوية العراقية والتي تعكس التعلق بموروث عميق جداً تشكل على هذه الارض والذي إرتبط بمجموعة محددات ترسم آفاق هذه الهوية على الرغم من التنوع الثري على هذه الارض لتشكيلات سوسيولوجية وثقافية استوطنت أرض السواد ورسمت آفاق الجغرافية والتأريخ تفاعلاتها وعبر زمن طويل تداخلت بها أحداث ومخاضات طويلة يقول الاستاذ سليم مطر ان هويتنا العراقية عي هوية سمحاء تعترف بالتنوع واننا نؤمن بأن هويتنا الوطنية الجامعة هي بحيلرة تصب فيها العديد من انهار الهويات المحلية الاقوامية –اللغوية والدينية والمذهبية والمناطقية وان محبة الكل لاينبع الا من محبة الجزء وان هويتنا هذه مستمدة من تاريخنا العريق الممتد لالاف الاعوام ومن جغرافيتنا المتمثلة بهذين النهرين الخالدين دجلة والفرات وماحولهما من سهول وجبال واهوار وصحارى ولقد كانت هذه الهوية على تفاعل دائم مع إرهاصات الزمن وعلى التغيرات السياسية والثقافية الكبرى إذ أن الهوية العراقية هي أصيلة وتمتلك مقومات التفاعل والبقاء في صيرورة التاريخ لقد تعرضت الهوية العراقية الى طعنات كبيرة جداً حاولت إزالتها أو محوها ومن جملة هذه المحاولات ما عملته الآلة السلطوية القومية، يقول الاستاذ حسن العلوي: أن ثقافة الإنقلاب القومي قد حددت للعراقي لكي يكون عربياً ومن هنا أقصد العروبة كثقافة وليست معتقد سياسي شروطاً نظرية وسياسية ولم يكن العراقيون في أوائل القرن العشرين يفهمون العروبة إلا إحساس فطري وانتماء طبيعي ولم يكن فقهاء التأسيس الوطني والزعماء العراقيون وهم يضعون شروطهم لتأسيس دولة واقامة حكومة يتصورون أن تكون هذه الدولة قومية على طراز بسمارك أو كافور من حيث أن الشخصية النازية الصارمة التي حددها بسمارك والتي استمدها هتلر فيما بعد ومنه القوميون العرب تتعارض تماماً مع ما ترسمهُ العروبة العراقية من سماتٍ للشخصية الإنسانية كالعفو عند المقدرة والتسامح والنجدة والمروءة والكرم والعفة والرجولة واحترام الجار وهي القيم التي تنسجم مع القيم العراقية السامية التي كانت مناراً للإخاء والتآخي سواء القومي أو الديني وأبرز مثال على ذلك وجود تشكيلات قومية وأثنية عاشت واستوطنت هذه الارض وهو دليل أخاء وتسامح واضح لها تاريخ ومرتبط بالهوية العراقية لأنها أصبحت تمتلك تاريخاً مشتركاً سواء جغرافي أو ثقافي دخل في تفاعلات مشتركة أصبحت تمثل تمازج ثقافات وتفاعلت فيما بينها ولطالما تعرضت هذه الثقافات والهويات الى إضطهاد السلطة الفاشستية القومية على يد دكتاتور مجنون أراد إزاحة كل ماهو عراقي تاريخياً أو ثقافة ولطالما استخدم تعابيرمثل الامة العربية وليس الامة العراقية وغيرها. وبزوال الصنم ودكتاتوريته المقيتة وسقوط ثقافة الإستبداد القومي تفاءل العراقيون وتنفسوا الصعداء باستعادة الهوية العراقية بهاءها ومكانها الطبيعي الذي يليق بها ويعكس توجهات شعب يرغب في أن تسود فيه شخصيته الوطنية ممثلة بهويته العراقية ولكن الملفت للنظر أن هويات فرعية ليست بالقليلة قد استحوذت على الخطاب السياسي والإعلامي وهذا ليس بالغريب وحسب رؤية ونظرية أحد الإنثروبولوجيين الغربيين والتي أطلق عليها نظرية الثلاجة حيث يقول أن بزوال العنصر المؤثر في الإستحواذ وطرد العناصر الاخرى تبدأ العناصر التي كانت سابقاً محكوم عليها بالطرد تبدأ باشغال الفراغ الكامن بعدما انتهى تاثير العنصر الطارد وكأنها كانت في ثلاجة وفيها طبقات كانت متجمدة بفعل البرودة ولكن ما أن تتوقف البرودة حتى تبدأ بالذوبان والظهور حيث تظهر طبقات كانت متكلسة وهكذا بدأت الهويات الفرعية بالظهور والإعلان والترويج عن نفسها وهذا أمر طبيعي جداً في عصرٍ تسود فيه التعددية السياسية والفكرية إلا أن الأمر غير الطبيعي هو هيمنتها على الهوية الاساسية وهي الهوية الوطنية العراقية وهي العنصر الاساسي للإنتساب لهذه الأمة المعطاء تاريخياً وجغرافياً وباعتقادي أن هذا التشخيص يعكس أن هناك خللاً كبيراً جداً في التقاليد السياسية والفكرية وهذا يعكس أن المعادلة السياسية والثقافية تسود فيها نوع من الإرتباك والقلق مما يعني أنها غير متوازنة بلغة التعابير الكيميائية، أن الهوية العراقية والتي طالما تم تجاهلها بحاجة اليوم الى التأكيد عليها سياسياً وثقافياً لأنها هوية تمتلك الإصالة وهي حافظة وحاضنة لشخصية العراق والمجتمع العراقي وطالما نرغب بعراق واحد ديمقراطي يجب أن نحافظ على الإنتماء على هوية عراقية وطنية ديمقراطية تحتضن جميع مكونات الشعب العراقي ولكن بلغة العصر من ديمقراطية وحرية لمكونات المجتمع العراقي الثري بقومياته المتآخية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نور وبانين ستارز.. أسئلة الجمهور المحرجة وأجوبة جريئة وصدمة


.. ما العقبات التي تقف في طريق الطائرات المروحية في ظل الظروف ا




.. شخصيات رفيعة كانت على متن مروحية الرئيس الإيراني


.. كتائب القسام تستهدف دبابتين إسرائيليتين بقذائف -الياسين 105-




.. جوامع إيران تصدح بالدعاء للرئيس الإيراني والوفد المرافق له