الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المشهد الشعري السوري 10 قصيدة النثر ما أبسط أن تكون وحشاً لميلاد ديب

أديب حسن محمد

2006 / 2 / 11
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


ما أبسط أن تكون ..وحشاً
لميلاد فؤاد ديب
ـــــــــــــ
عندما تفرغ من قراءة المجموعات النثرية الثلاث للشاعر الحمصي ميلاد فؤاد ديب تتأسف لأنك لم تسمع حتى الآن باسم هذا الشاعر،ولأنك لم تقرأ عنه أي مقال في جريدة أو موقع الكتروني،فالشاعر ميلاد ديب يمتلك الأدوات التي تؤهله ليكون صوتاً مميزاً في سماء قصيدة النثر السورية،وتكاد مجموعاته الثلاث:
ـ لا ولن ولكن
ـ أعتذر من الفرح
ـ ما أبسط أن تكون..وحشاً
أن تنشغل كلياً بما يسمى بالقصيدة الومضة تلك التي تلتقط بكلمات معدودة موقفاً أو مفارقة ما لتبني عليها أسس شاعريتها،وعلى عكس المعروف فإن هذا النمط من الكتابة يحتاج إلى ذهن متيقظ وإلى خيال خصب إضافة إلى قوة اللغة التي تختصر بمفردات قليلة إيحاءات ومقولات الفكرة الكلية للنص،ومن هنا فإن قراءة مجموعة"ما أبسط أن تكون...وحشاً"لميلاد ديب تدخلنا إلى فضاء شعري ممتع بامتياز،وتجتمع في هذا الفضاء العديد من اللوحات النثرية الخاطفة التي تشكل التماعات ذهنية أو فلاشات يقتنصها الشاعر من الحياة اليومية بكل بساطتها وعفويتها،ولكن الشاعر بمهارة وإتقان يستطيع توليد الإيحاء المطلوب لإخراج الصورة من رتابتها:
"ما الذي قاله العصفور
لتلك الشجرة الوحيدة
حتى يبست؟؟"...ص26
إن هذه الومضات تحاول إمساك غوامض الحياة بالمزيد من الأسئلة،وهي أسئلة يؤدي التفكير بأجوبتها إلى مأزق وتأزم يستطيع معه النص توريط قارئه في لعبته المتقنة:
"ماذا ستفعل
إذا لم يضحك الشجر
أو لم ينشق التراب
عندما تتحدث سراً إلى الجذور؟؟؟".....ص26
لكن هذه الومضات على بساطتها وعفويتها تحاول أحياناً تلمس الأسئلة الكبيرة ..أسئلة الوجود والعدم،وهي إذ تفكر في استحالة التفسير فإنها تحاول استشعار إلفة ما بعيون المفردات التي تقترب من بعضها حد التماهي فتبدو الومضة مثل شعاع ثاقب يخترق أبجدية المجهول:
"جلس وراء الوراء
وبعينين مقفلتين
أبصر الدهر"..ص9
ولدى الشاعر في قصائده الطويلة قدرة على الانتقال بين الصور الشعرية المتتابعة التي تشكل أساس عمارة النص،ويتسلّح الشاعر بحساسية عالية تمكنه من اختراق ثوابت المشهد والقفز على الأبعاد الفيزيائية للأمكنة،عندما يصف مدينة حمص:
"الشتاء الحار في زجاجات السكارى
الصيف الناضج على الشرفات
والنهود
حمص...
الجمال الذي يقوم
من بين الأموات
كل يوم على أصابعي"..ص59
لا تختصر مجموعة"ما أبسط أن تكون وحشاً"بهذه القراءة المتواضعة،
فهي تنفتح على عوالم رهيفة،تلتقطها مجسات الشاعر،
وتضفي مخيلة الشاعر غبار محنتها على الأشياء فتعيد ترتيبها في عالم جديد..
عالم تنتفي فيه القوة الحمقاء،وتسود فيه لغة الشفاه والقبل...
وهو عالم يستطيع ميلاد ديب ابتكاره وببراعة يحسد عليها
ـــــــــــــــــــــ
ما أبسط أن تكون وحشاً
شعر ميلاد فؤاد ديب
إصدار خاص حمص‏2006‏‏
74 صفحة من القطع المتوسط








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في 


.. دعوات أميركية للجوء إلى -الحرس الوطني- للتصدي للاحتجاجات الط




.. صحة غزة: استشهاد 51 فلسطينيا وإصابة 75 خلال 24 ساعة


.. مظاهرات في العاصمة اليمنية صنعاء تضامناً مع الفلسطينيين في غ




.. 5 شهداء بينهم طفلان بقصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي السعو