الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الألحاد والخلافة ومابعد الماركسية

محمد محسن السهلاني

2017 / 8 / 27
مواضيع وابحاث سياسية



غالباً ماكانت طاهرة الألحاد في المنطقة العربية صفة تميز الكثير من المثقفين وأصحاب الفكر الحر والدلالة الحقيقية،لكن مصطلح الألحاد ضل خفياً متخذاً أشكال اخرى للظهور متمثلة أحياناً بكتابات خلف القضبان،وأحيان أخرى كان بعبارات مكتوبة على جدران الخوف تعترف بفكرها الحر،وطوال عقود مضت ضل مدعي الألحاد في المنطقة العربية يسيرون في طريق الخوف تارةً،وتارة أخرى معلنين الحادهم أمام زملاء الأمس من مدعي التدين،بعد التطورات الأخيرة في المنطقة وتنامي ظاهرة أخرى لها من يؤيدها ويسير خلفها وهي الخلافة الأسلامية المزعومة بقيادة تيارات متطرفه أتخذت من تفسيرات مختلفة للقرآن والسنة لتمتهن الذبح والسبي في زمن النانو،والمفارقة الغريبة في هذا الأمر هو إن نتاج تلك الدولة المزعومة التي تنادي بعودة الدول الى حكم رجعي كانت سبباً في تنامي ظاهرة الألحاد،وكانت بمثابة طوق نجاة لمن كان يعلن تأيدة للدين والحكم الأسلامي علناً،بينما يحمل بداخلة ميول خاصة تجاه تناقضات كبيرة في الحركة الأسلامية عموماً،وصرنا نشهد دعاة أسلاميين يعلنون الحادهم علناً وينتقدون ماكانوا بالأمس القريب يؤمنون به حد الثمالة،وهذا بدورة نتاج طبيعي ادى الى تراجع الحكم الأسلامي النوعي لبلدان المنطقة العربية بشكل خاص،وهنا يجب ان يطرح التساؤل الأتي:ماهو السبب في تراجع المنظومات الدينية العربية في ضل تنامي الثروات الكبيرة لتلك البلدان؟مقارنة مع تقدم التيارات الليبرالية واليسارية الاقل دوغماتية؟
الجواب بسيط وسهل لمن يملك فكراً حراً بعيد عن الفهم الخاطئ وزيف الحقيقة،كنا ولازلنا نكتب الكثير في نقد الماركسية وهو مااعتبره الكثيرين حجاً للحقيقة،وكوني اوضع في خانة الماركسية نشرت قبل أيام شيئاً من هذا النقد،وكان احد المعلقين مبتهجا حتى ان ابتهاجه دفعه ليقول ان الإسلام نظرية متكاملة...فإذا الماركسية التي تكاملت قبل قرن ونصف في رحم مجتمع العلم والعقل يجري نقدها ، بحيث ظهر تيار من رحمها يقوده سمير أمين اسمه مابعد الماركسية، فكيف يكون الإسلام نظرية متكاملة صالحة لكل زمان ومكان ؟تلك التناقضات وغيرها الكثير وضعف النقد الذاتي لتلك التيارات الاسلامية لنفسها هو من كان سبباً في تنامي ظواهر الالحاد امام تجديد الفكر الماركسي المتجدد اصلاً بفعل حركات تصحيح وتجديد قادها كبار المفكرين الماركسيين،إضافة الى إنعدام من ينتقد النظرية الأسلامية حتى بعد ظهور نسخة متطرفة متمثلة بداعش والقاعدة،فضل الاسلامييون يرمون التهم جزافاً بكون تلك الحركات لاتمثل الدين الأسلامية رغم ان المتابع لخطابات داعش والقاعدة يجدها تحكم بالقرآن والسنة وتنفذ تعاليم فكرية نابعه من تفسيرهم لها،وضلت تلك الهفوات التأريخة تفتح باباً اخراً لأعلان الألحاد بعد ان كان متخفياً طوال عقود مضت..ترى هل ستكون تلك التيارات اليسارية والليبرالية التي تحمل فكر الالحاد بمثابة طوق نجاة لتلك الأمة التي ضلت تحكم بسياسات دينية ادت بشكل او بأخر لتراجع شعبيتها مقابل تقدم لليسار الذي يحتاج للنقد ايضاً؟وهل يكون الحكم الأسلامي الرادكالي مفتاحاً لمجتمعات عربية ملحدة بعد ان شاهدت مظاهر الذبح السبي لدولة الخلافة المزعومة؟ام ان الاسلاميين لم يستسلموا بسرعة وسيعيدوا ترتيب أوراقهم من جديد؟وفي النهاية فأن تهمة ازدراء الأديان وتنامي ظاهرة الألحاد تبقى مجرد نزعات فردية لايمكن التعويل عليها مستقبلاً كون الجميع ينحدر من خلفيات اسلاموية ربما غيرت توجها لتلائم المرحلة الحالية....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهدد بحرب واسعة في لبنان وحزب الله يصر على مواصلة ال


.. المنطقة الآمنة لنازحي رفح | #غرفة_الأخبار




.. وثيقة تكشف تفاصيل مقتل الناشطة الإيرانية نيكا شكارامي عام 20


.. تقرير إسباني: سحب الدبابة -أبرامز- من المعارك بسبب مخاوف من




.. السعودية تسعى للتوصل لاتفاقيات شراكة أمنية مع الولايات المتح