الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعوب بين ظلام المعلومة الخرافية ونور المعلومة العلمية.

احمد محمد الدراجي

2017 / 8 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


التاريخ مرآة الماضي لتفسير الحاضر وفهمه واستشراف المستقبل، فما من امة استطاعت أن تنهض دون الرجوع إلى تاريخها والاستفادة منه في حاضرها ومستقبلها،
لم يخلو التاريخ الإسلامي من براثن الكذب والتزوير والتزييف والتدليس الأمر الذي ألقى بظلاله الوخيمة على واقع المسلمين، بل واقع البشرية عموما...
ومن بين المثالب التي تضمنتها صفحات التاريخ الإسلامي هي وجود القصص والمعلومات الخرافية والأسطورية التي دستها وكتبتها الأقلام المأجورة والتي تعبر عن حالة الضعف والعجز والإفلاس التي تسيطر على من يروج للخرافة فيحاول أن ينسج الخرافات والأساطير ليستقطب الناس والسيطرة على تفكيرهم وسلوكهم ومواقفهم ما يخدم مصالحه الشخصية.
لقد أصبحت الخرافة ظاهرة مدمرة لأنها تستنزف ذهنية وتفكير الباحث والمتلقي بأوهام وأساطير لا تغني ولا تشبع، وتكبل المجتمعات بسلاسل الانبهار المزيف بقضايا لا وجود لها إلا في عالم الخرافة والأسطورة، وهذا يؤدي بالشعوب إلى مزيد من الضياع والعجز والضعف والجهل والتخلف وفقدان التفكير والإرادة، وبالتالي التبعية والانقياد والخنوع...
لقد كشف احد المحققين والباحثين عن تفشي ظاهرة الخرافة والأسطورة في التاريخ الإسلامي والتي كان من صناعها الخوارج المارقة، بعد أن قدم الكثير من الشواهد، ومنها ما ذكره نقلا عن ابن الأثير: الكامل في التاريخ9: 345: [ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَخَمْسِمِائَةٍ (564هـ)]... قال: {{[ذِكْرُ وَقْعَةِ السُّودَانِ بِمِصْرَ]: أـ فِي هَذِهِ السَّنَةِ فِي أَوَائِلِ ذِي الْقَعْدَةِ قُتِلَ مُؤْتَمَنُ الْخِلَافَةِ، وَهُوَ خَصِيٌّ كَانَ بِقَصْرِ الْعَاضِدِ، إِلَيْهِ الْحُكْمُ فِيهِ، وَالتَّقَدُّمُ عَلَى جَمِيعِ مَنْ يَحْوِيهِ، فَاتَّفَقَ هُوَ وَجَمَاعَةٌ مِنَ الْمِصْرِيِّينَ عَلَى مُكَاتَبَةِ الْفِرِنْجِ وَاسْتِدْعَائِهِمْ إِلَى الْبِلَادِ، وَالتَّقَوِّي بِهِمْ عَلَى صَلَاحِ الدِّينِ وَمَنْ مَعَهُ، وَسَيَّرُوا الْكُتُبَ مَعَ إِنْسَانٍ يَثِقُونَ بِهِ، وَأَقَامُوا يَنْتَظِرُونَ جَوَابَهُ، وَسَارَ ذَلِكَ الْقَاصِدُ إِلَى الْبِئْرِ الْبَيْضَاءِ، فَلَقِيَهُ إِنْسَانٌ تُرْكُمَانِيٌّ، فَرَأَى (مَعَهُ) نَعْلَيْنِ جَدِيدَيْنِ، فَأَخَذَهُمَا مِنْهُ، وَقَالَ فِي نَفْسِهِ: لَوْ كَانَا مِمَّا يَلْبَسُهُ هَذَا الرَّجُلُ (لَكَانَا خَلِقَيْنِ، فَإِنَّهُ) رَثُّ الْهَيْئَةِ، وَارْتَابَ بِهِ وَبِهِمَا، فَأَتَى بِهِمَا صَلَاحَ الدِّينِ فَفَتَقَهُمَا، فَرَأَى الْكِتَابَ فِيهِمَا، فَقَرَأَهُ وَسَكَتَ عَلَيْهِ!!!.
تسويق الخرافات والأساطير حرفة يمتهنها السلاطين ووعاظهم للسيطرة على شعوبهم، وتزاد الخطورة حينما يتم تمرير ذلك باسم الدين وهو ما حصل في الماضي والحاضر، ولأن تسويق تلك الأساطير يتم باسم الدين كما يفعله الدواعش وغيرهم فقد أخذت مفعولها بالرغم من أننا نعيش عصر التقدم العلمي والمعلومة العلمية لا الخرافية أو الأسطورية، ما أدى إلى ابتعاد المسلمين عن روح وجوهر الإسلام وقيمه العلمية والأخلاقية والإنسانية فكانت النتيجة الضياع والتبعية والخنوع....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين أنستغرام والواقع.. هل براغ التشيكية باهرة الجمال حقا؟ |


.. ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 34388 منذ بدء الحرب




.. الحوثيون يهددون باستهداف كل المصالح الأميركية في المنطقة


.. انطلاق الاجتماع التشاوري العربي في الرياض لبحث تطورات حرب غز




.. مسيرة بالعاصمة اليونانية تضامنا مع غزة ودعما للطلبة في الجام