الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حماس تلج المجتمع الدولي من البوابة الروسية

نضال العبود

2006 / 2 / 12
القضية الفلسطينية


شكل فوز حماس في الانتخابات الفلسطينية الأخيرة مفاجأة لكل الأطراف سواء الداخلية على الساحة الفلسطينية أو الإقليمية أو الدولية. حتى أن حماس نفسها لم تنج من هذه المفاجأة، فهي لم تعد العدة لهذه النتائج التي تجعل منها اللاعب السياسي الوحيد و الأقوى الذي سيتحمل إعادة بناء المؤسسات الفلسطينية المنهارة على الجبهة الداخلية و إدارة الصراع مع الكيان الإسرائيلي على الجبهة الخارجية.
و لكن المهمة الأصعب التي ستواجهها حماس في المرحلة القادمة ستبقى إقناع المجتمع الدولي بأنها طرف جدي يمكن الاعتماد عليه في مفاوضات السلام الجارية على قاعدة اتفاقية أوسلو و خارطة الطريق.
لقد اعتمدت حماس في انتصارها الكاسح في الانتخابات الديمقراطية التي اعترف بنزاهتها الجميع على عدة أوراق قوية، ليس أقلها إرثها النضالي الاستشهادي في مقاومة الاحتلال ، فهي قدمت قافلة من الشهداء على رأسهم مؤسسها الشيخ أحمد ياسين و قياديها البارز الدكتور عبد العزيز الرنتيسي ، و استفادت من سخط الشارع من فساد السلطة الفلسطينية التي تزعمتها منظمة فتح في الفترة السابقة، فقد قامت بتوقيف العشرات من الفاسدين و أصدرت مذكرات إيقاف بحق آخرين استطاعوا التسلل إلى الخارج و طبعاًَ المبالغ هائلة بالنسبة لسلطة ناشئة و تقدر بمئات الملايين من الدولارات، عامل مهم آخر ساعد على انتصارها هو الغضب الفلسطيني العارم على سياسة الولايات المتحدة في المنطقة المؤيدة لإسرائيل تأييداً يكاد يكون مطلقاً.
و تحاول حماس من خلال جولة رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل في كل من سوريا و مصر و قطر و عبر الاجتماع مع قادة هذه الدول كسب تأييدهم و إقناعهم بجدية حماس كلاعب سياسي بعد تصريح مشعل بأن حماس مستعدة للدخول في هدنة طويلة الأمد مع إسرائيل إذا توقفت الأخيرة عن ضرب الأهداف الفلسطينية و قبلت بالانسحاب إلى حدود الرابع من حزيران عام 1967. لكن يبدو أن إسرائيل التي تراوحت تصريحاتها بين رفض حماس كمفاوض فلسطيني و بين إمكانية القبول بها شرط أن تتخلى عن العنف و أن تشطب من ميثاقها بند تدمير إسرائيل و أن تعترف بها دولة لها وجود لم ترض بهكذا حل و طلبت المزيد من التنازلات.
و تأتي الدعوة التي وجهها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من مدريد لقادة حماس إلى زيارة موسكو صفعة قوية لقادة إسرائيل و فشلاً للسياسة التي يسعون من خلالها إلى تشكيل جبهة دولية معادية لحماس. و من الملفت للنظر أن فرنسا قد سارعت إلى تأييد الدعوة الروسية شرط أن تنبذ حماس العنف. و بغض النظر عن دوافع الدعوة الروسية فإن روسيا و الاتحاد الأوروبي لا يعتبران حماس منظمة إرهابية بخلاف الولايات المتحدة و إسرائيل، لكن هذا بالمقابل يعتبر خروجاً عن إجماع اللجنة الرباعية المعنية بالصراع العربي الإسرائيلي و المؤلفة بالإضافة لروسيا و الاتحاد الأوروبي كل من الولايات المتحدة و الأمم المتحدة و التي أنهت اجتماعاً لها في الشهر الماضي. من المرجح أن تقود إسرائيل حملة واسعة موجهة ضد الموقف الروسي و لا يستبعد أن تثير قضايا معينة تضعف الموقف الروسي مثل قضية الشيشان و غيرها. و يبدو أن روسيا ستعمق النهج الذي بدأته من خلال تعاملها مع الملف النووي الإيراني برسم سياسة مستقلة عن الولايات المتحدة، سيما أنها بدأت تتعافى من مشاكلها الاقتصادية لتعود فاعلاً أساسياً في كل ما يخص الشرق الأوسط الذي يقف على بوابتها الجنوبية و تربطها به مصالح حيوية و إستراتيجية.
أما الاتحاد الأوروبي فإنه يعي أن الشعب الفلسطيني هو الذي أفرز حماس و معاقبة حماس تعني معاقبة الشعب الفلسطيني بأكمله و هذا ما يخالف الوجه الإنساني و الأخلاقي الذي يحاول أن يظهره أمام شعوبه على الأقل.
السؤال الذي يطرح نفسه هل تستطيع حماس الاستفادة من التناقض في السياسة الدولية الذي سببه ظهورها في مقدمة الانتخابات، و هل تستطيع التوفيق بين السياسة و العقيدة التي قامت على أساسها، يبدو أن الإجابة ليست في المتناول الآن بعد أن رفضت الفصائل الفلسطينية الأخرى مشاركتها في السلطة على الأقل في هذه المرحلة الحرجة من تاريخها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب جامعة أكسفورد البريطانية يواصلون الضغط على جامعتهم لمقا


.. خفر السواحل الجيبوتي يكثف دورياته بمضيق باب المندب




.. وصفته بـ-التطور الشائن-.. وكالة -أونروا- تغلق مجمّع مكاتبها


.. بين مؤيد ومعارض.. مشرعون أمريكيون يعلقون على قرار بايدن بتجم




.. السويد.. مسيرة حاشدة رفضا لمشاركة إسرائيل في مهرجان غنائي في