الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وهل ( ثقافة) الّلطم على الأطلال والقتل في الشوارع على الهوية .... حرية!!!!؟

فاروق صبري

2006 / 2 / 12
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


قبيل إنتهاء عام 2005 بأسابيع قليلة طلب مني الصديق الشاعر أحمد عبدالحسين المشاركة في استفتاء قال أنه سوف ينشره في جريدة الصباح تحت عنوان "خارج المرآة" وأرسل لي هذه الاسئلة:
بعد أن سقطت الحرية على العراق محدثة دويّها الهائل، كان مقدّراً للثقافة العراقية أن يصيبها مسّ من هذه الحرية.
بوصفك مثقفاً عراقياً مقيماً خارج العراق .... ما الذي كنتَ تتوقع أن يأتي به الزمن الجديد للثقافة العراقية؟


ما الذي تمنيته لهذه الثقافة وحدث؟ ما الذي تمنيته ولم يحدث؟
هل ترى نفسك منخرطاً في سياق هذه الثقافة ومشاركاً فيها أم أن مكان إقامتك نأى بك عن المشاركة بفعالية فيها؟
اذا كنت عدت سابقاً للعراق فهل وجدت في ثقافة الداخل العراقي فضاءً أليفاً أم كان الاغتراب رفيقك؟
وان لم تكن عدتَ فماذا تتوقع؟
هل أنت من المتابعين لما ينشر داخل العراق؟ كيف تقيّمه بالمقارنة مع ماكان ينشر في الزمن الغابر؟

ولتقديري لتجربة عبدالحسين الشعرية ولوجده للإبداع والعراق أرسلت له "إجاباتي" قبل إنتهاء المدّة التي حددها لإستلام الإجابات وما يؤلمني أنه لم يرد على ثلاث رسائل ارسلتها_ بالإضافة إلى رسالة موجّهة لرئيس تحرير جريدة الصباح المنتخب بشفافية بنادق مليشيات عصر تحرير العراق من الطاغية صدام!! وهو الاخر لم يرد عليّ بحكم إنشغالاته !!_ له كي اعرف ما وصل إليه "استفتاؤه" الذي شاركت فيه بهذه السطور التي يبدو انها لم تنشر كونها غير ملائمة أو مزعجة أو معادية لتساقط (حرية) أسقطتها على أرض العراق ديمقراطية قاذفات البيت الابيض :



- الحرية سقطت على العراق!!!؟
متى وكيف وأين بالضبط تساقطت حرية أنتظرها 26 عاماً و11شهراً و8 أيام وساعات ليس المهم عددها ، بل الأهم ما شهدته وتابعته إذ لم أر ولم ألمس { ما عاشه أهلي وما يعيشونه ، لم أسمع ولم يخبرن شاهد عيان ممن أعرفه أو لا اعرفه }هطول زخات الحرية التي حلمنا وإياك بها ومازلنا لكن للحقيقة شهدت وتابعت وسمعت ومازلت دويّاً هائلاً ومخيفاً ليس كمحصلة وصدى لسقوط تمثال أقذر طاغية في ساحة الفردوس ، وهذا أمر افهمه في حدود برابرة غزاة جاؤا لمعاقبة ابنهم الضال الذي نصبوه لحرق أحلامنا لزمن امتد أكثر من ربع قرن ولكن بحكم تفجيرات أذكى قنابل الكابوي الأرعن واللحى الاسلاموية القذرة والمقاومة العروباوية الملفقة ، ولقد (مس) هذا الدويّ المفخخ بضجيجه الاعلامي وعفنه (الثقافي) جسد الثقافة العراقية وشلّها وحمّلها عقد وخيّبات وأوهام النفس الطائفي و"لطمه" على الأطلال !!!
وهنا أشير لــ"ثقافة عراقية" غير مختومة بشمع النخبوية ، إنها منذورة للجمال والمعرفة ولحياة الإنسان العراقية اليومية ، ومن المنطلق هذا يمكن أن نتساءل:
وأية حرية هذه التي تساقطت على عراق وعلى ثقافته صار فيه القتل في الشوارع والتعيين في الوظيفة و(الانتصار) في الانتخابات على الهوية الطائفية!!؟
أية (حرية) هذه التي سقطت على العراق بعد ثلاث سنوات من (تحريره) والاتصال الهاتفي الخارجي يتم بصعوبة عبر الأرقام اللندنية ووفق مزاج موظف السنترال!!!؟
وأين هي هذه (الحرية) وسائق سيّارة إسعاف متديّن يتعمّد ترك إنسان وشاعر مثل عقيل علي يموت على الأرصفة بحجة كونه سكير ويطرد شاعر مثل جمعة الحلفي من رئاسة تحرير الجريدة بعضلات وبنادق مليشيّات متخلفة!!؟
وأين هي هذه (الحرية) ودويّها المزعوم وباحث عراقي كردي مثل كمال سيد قادر يحكم عليه بثلاثين عاماً في محكمة لا شرعية استمرت مجرياتها ساعة واحدة لا غير
لأنه انتقد الوضع ألمعاشي والاجتماعي والسياسي في كردستان العراق ، !!؟
أية (حرية) هذه التي تساقطت على أرواحنا وما يزال قاص مثل محسن الخفاجي يهان وتستلب كرامته في زنازين أميركية داخل عراق (قيادته) مشغولة بتوزيع كراسي الحكم الطائفية !!؟
- وبالعكس من حلمي الذي يشيّع كالعراق يومياً جاء (توقعي) ليمنح (الزمن الجديد للثقافة العراقية) تاجر اعلاف وخريج كلية الشرطة ليقود مؤسساتها الرسمية كوزير لم يستطع من قول جملة مفيدة في لقائه مع فضائية أبو ظبي وتماهى بذلك مع لطيف نصيّف جاسم وزير الشعراء كما أسماه محمود درويش( شاعر) قضية العرب الكبرى فلسطين.
وبما يدمي حلمنا تسيّد (توقعي) ، إذ هناك محاولات جادة لشرذمة الثقافة في العراق وفق مقاسات وعقد وأوهام الدكاكين الطائفية والقومجية بعدما استدعيت هذه الثقافة لحروب الطاغية ولقصوره ، لزنازينه ولمرابده ، خرجت منها ، حاملة غبار الخسارات ودماء الضحايا ولكن ظلّت قناديل الإبداع لم تنطفئ ، وسوف تضئ سماء الثقافة في العراق بألوانها الإبداعية وهذا ما تمنيّته ولم يحدث لحد الآن ، أنا لا أقول لننتظر ، بل احرّض نفسي أولاً لأفعل في سياق حضور ثقافي متنوّر بقيم وجمال الإنسان والحياة وليس متديّن بإيمانيات الانتماء للعشيرة والطائفة والايديولوجيا.
يرعبني تغيير عبارة ( يقيم في نيوزلندا مؤقتاً) إلى عبارة ( هنا يرقد فاروق صبري ............ )
ومع إحساسي المرير هذا مازلت أحاول أن لا أتعثر عبر مسافة خرافية تفصلني جغرافياً عن العراق والتي بحق تعيق (مشاركتي بفعالية) في (ثقافته) ولكن أتجاوز ولنقل أحلم بتجاوز هذه المسافة عبر قراءة منجز الداخل الثقافي والتفاعل معه عبر عرض مسرحي عنوانه "أمراء الجحيم" أمل تقديمه في إحدى مسارح الوطن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بوتين يتعهد بمواصلة العمل على عالم متعدد الأقطاب.. فما واقعي


.. ترامب قد يواجه عقوبة السجن بسبب انتهاكات قضائية | #أميركا_ال




.. استطلاع للرأي يكشف أن معظم الطلاب لا يكترثون للاحتجاجات على 


.. قبول حماس بصفقة التبادل يحرج نتنياهو أمام الإسرائيليين والمج




.. البيت الأبيض يبدي تفاؤلا بشأن إمكانية تضييق الفجوات بين حماس