الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تركيا على درب النازية

لاوند ميركو

2017 / 8 / 31
مواضيع وابحاث سياسية




تعتبر القراءات الخاطئة للتحولات الجارية في ساحة الشرق الأوسط منذ مطلع القرن الحالي من أهم الأسباب التي تساعد على تفاقم الأزمة الدموية وتعقيدها بل وعلى العكس من ذلك تؤدي بأصحاب السياسات المرحلية الضيقة المرتبطة بأحد أشكال وعناصر تشكل الأمم كظاهرة تاريخية قديمة لاتناسب المقاس العصري والتوازنات التي يتم السعي إلى إيقافها عند حدود الأجندات المختلفة والمتصارعة في المنطقة.
وتركيا كدولة إقليمية لها ثقلها في دهاليز السياسة العالمية تعرضت لأسوأ مراحل تاريخها المعاصر في قراءاتها للواقع الراهن وسقوطها في تقارباتها من الأزمات المشتعلة في ليبيا ومصر وبعدها سوريا بالإضافه للعراق منذ حرب الخليج الثانية وتجددت في أزمة ماسمي بالدولة الإسلامية في العراق والشام ( داعش ) وهي التي تحمل إرثا لايستهان به من أزماتها الداخليه مع حزب العمال الكردستاني ( الأكراد ) والمعارضة الإسلامية المتمثلة بفتح الله غولن الموجود في أمريكا أو اليسار التركي بجناحيه السياسي والعسكري أو حزب الشعب الجمهوري ذو الغالبية العلوية .
أو خارجيا منذ احتلالها لقبرص أواخر القرن الماضي ومشاكلها مع جيرانها من الدول الإقليمية أو مع حلفائها الغربيين خاصة بعد إغلاق قاعدة أنجرليك في وجه أمريكا والناتو إبان حرب العراق ما جعل تركيا تغوص في أزمات مركبة ومزدوجة مع أعدائها وحلفائها على وجه سواء.
تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي والتي سعت جاهدة للإنضمام للإتحاد الأوربي فقدت كافة معايير حقوق الإنسان والعدالة المجتمعية وانحدرت بشكل سريع نحو حكم الحزب الواحد والزعيم الواحد في زمن اندحار هذه المفاهيم والأشكال السلطوية مابعد ألمانيا الهتلرية عالميا ومابعد المرحلة الصدامية في الشرق الأوسط ما ضيق الخناق عليها وهو الأمر الذي أدى إلى إفلاس تركيا سياسيا ودبلوماسيا وحتى اقتصاديا ومجتمعيا وما عملية إعدام السفير الروسي على الهواء مباشرة من أحد أزلام الدكتاتور العثماني رجب طيب أردوغان إلا أحد أشكال هذا التخبط بالإضافة إلى الضربات الموجعة التي وجهتها إليها حركة صقور كردستان من عمليات نوعية في العمق التركي وفي أماكن يفترض أن تكون الحراسة الأمنية فيها قوية بالإضافة إلى كافة التطورات التي حصلت بعد الإنقلاب الفاشل والإعتقالات التي طالت الآلاف من السياسيين والعسكريين وشرائح المجتمع المدني ماجعل حزب العدالة والتنمية الحاكم ذو الصبغة الإخوانية يتفرد بالسلطة بعد تحجيم دور العسكر على حساب البوليس مايعكس عمق الأزمة الداخلية والتي حاول أردوغان إلهاء الرأي العام عنها باحتلاله مناطق من شمال سوريا وهي المنطقة الممتدة من جرابلس حتى اعزاز ومارع والباب بنسبة ضعفي المساحة التي تحتلها اسرائيل في الجنوب السوري .
إن فشل السياسة التركية في الشمال السوري والموصل رغم تقديمها تنازلات كثيرة وصلت حد الإهانة لأي دولة تملك السيادة في تاريخ بناء الدولة القومية وحتى الأن .
كل هذا جاء نتيجة القراءات السياسية الخاطئة للمرحلة الراهنة والنزعة الفردية في التفرد بالحكم من جانب شخص الدكتاتور التركي والذي وضع تركيا في عزلة دولية مايؤشر إلى وصول المجتمع والدولة التركية حافة الإنهيار في مرحلة شبيهة بمرحلة حكم السلطان العثماني عبدالحميد الثاني ماعلينا سوى الإنتظار ومشاهدة سقوط الباستيل العثماني ووقوف دكتاتور أنقرة على منصة المقصلة والأيام القادمة حبلى بمصير أسود يتهدد المملكة الطورانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بسبب نقص الغاز، مصر تمدد فترات قطع التيار الكهربائي


.. الدكتور غسان أبو ستة: -منعي من الدخول إلى شنغن هو لمنع شهادت




.. الشرطة الأمريكية تفض اعتصام جامعة فرجينيا بالقوة وتعتقل عددا


.. توثيق جانب من الدمار الذي خلفه قصف الاحتلال في غزة




.. نازح يقيم منطقة ترفيهية للتخفيف من آثار الحرب على أطفال غزة