الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستفتاء و العودة الى المربع الأول، بعد تغيير العقلية العراقية حيال حقوق الشعب الكوردي .

هشام عقراوي

2017 / 9 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


لربما يتفق الكثيرون بصدد حصول تغيير كبير في العقلية العراقية حيال حقوق الشعب الكوردي أو الكوردستاني في العراق و خاصة بعد اسقاط صدام سنة 2003.
فالحكومات و المواطنون الغير كورد في العراق كانوا في خمسينات القرن الماضي يرفضون حتى اللامركزية لجنوب كوردستان و لحقها في سنوات السبعينات برفض الحكم الذاتي الحقيقي و أعتباره أنفصالا و كان الكثيرون مستعدين للقتال ضد الكورد من أجل منع الحكم الذاتي الحقيقي.
حتى في التسعينات كانت حتى المعارضة العراقية ترفض الفدرالية لجنوب كوردستان و حاولوا بشتى الطرق تمويه حقوق الكورد بأقتراح فدرالية المحافظات أو غيرها من أشكال الدولة.
بعد سقوط صدام تم فرض الفدرالية على العراق من قبل أمريكا و باقي دول التحالف و أنتهى الوضع بتقبل القوى العراقية للفدرالية في العراق و أعلان أقليم كوردستان الفدرالي و كلنا نتذكر في المراحل الأولى كان الاعلام العراقي يرفض تسمية العراق بالفدرالي و فقط الاعلام الكوردي كان يتحدث عن العراق الفدرالي على الرغم من ورود الفدرالية في الدستور العراقي.
و منذ سنة 2005 و الى الان أي خلال 12 سنة حصل تغيير كبير في عقلية القوى العراقية و المواطن العراقي، و صار يتقبل الفدرالية برحابة صدر كما صار الكثيرون يتعاملون مع الكورد على أساس المساوات القومية في العراق سواء كان كأمر واقع أو كأيمان حقيقي بالمساوات.
أعلان الاستفتاء في أقليم كوردستان و الرغبة في الاستقلال، رافقة الكثير من التغييرات في الخطاب السياسي و الإعلامي العربي و التركماني من جهة و الكوردي من جهة أخرى و على حد سواء و رجوعا مخيفا الى الوراء.
العراق و الفكر العراقي كان في طريقة الى تقبل الكونفدرالية و ربما الاستقلال أيضا لو تم التعامل مع مسألة الاستقلال و الاستفتاء بشكل صحيح و عقلاني.
و سواء كان الكورد جزا من العراق أو اقاموا دولتهم المستقلة فأن العرب و باقي القوميات و الطوائف ستعيش مع الكورد أما كجيران أو كمواطنين فن نفس الدولة و في الحالتين من الأفضل للكورد و للعرب العيش بسلام مع بعضهم البعض. ليس فقط العراق بل حتى في سوريا و تركيا و ايران فيهم المعادلة هي نفسها. لا الكورد يستطيعون أبادة القوميات الأخرى و لا العكس صحيح. وأذا كان على الاخرين الاعتراف بحقوق الشعب الكوردي فأن على الكورد أن يكونوا اخر من يدعم نشوب أو أنتعاش التعصب القومي الشوفيني العنصري.
المتتبع لتصريحات الكثير من القادة الكورد و العرب يرى أنجرار كبيرا نحو العداء الاعمى و العنصرية و التشجيع للحرب و الاقتتال و أثارة الفتنه بدلا من التعقل و التهدئة و محاولة حل المشاكل بشكل سلمي و بالتفاهم. لربما تطول المفاوضات و لكن ذلك أفضل من الحرب.
تأزيم الوضع في كركوك و المناطق الكوردستانية خارج الإقليم و كذلك بين أربيل و بغداد لا يصب أبدا في صالح الاستقلال بل أن هؤلاء المسؤولون الكورد يعطون فرصة ذهبية الى الشوفيننين و العنصريين في العراق سواء كانوا أحزابا أو أشخاص كي يشعلوا حربا قومية قد تستمر لعقود أخرى و تسفك دماء الالاف من الكورد و العرب دون جدوى و تؤجل حصول الكورد على حقوقهم لعشرات السنوات.
على القيادة الكوردية أذا أرادت استقلالا سلميا أن تعمل على أنهاء الحرب الإعلامية و التصريحات النارية لمسؤوليها كي تسحب البساط أمام العنصريين و الذين يعملون على أشعال حرب كوردية عربية في العراق.
و هنا نحن لا ندعوا أبدا الى عدم العمل من أجل الاستقلال، بل أن الاستقلال مسألة مصيرية و جوهرية للكورد و لكن يجب أن يضع الاستقلال ضمن أطارها القانوني السلمي و مخاطبة العقلية المتغيرة في العراق و التي تؤمن بحقوق الشعب الكوردي و هم كُثر في مرحلة سيطرة العقل على المشاعر و الحكمة على الانفعال.
أنه لخطأ كبير أن يخاطب الكورد العقلية المتطرفة و المتعصبين في العراق و ليس العقول الهادئة و المتوازنه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف قطاع الطائرات المسيرة


.. ماكرون يدعو لبناء قدرات دفاعية أوروبية في المجالين العسكري و




.. البيت الأبيض: نرعب في رؤية تحقيق بشأن المقابر الجماعية في قط


.. متظاهرون يقتحمون معهد التكنلوجيا في نيويورك تضامنا مع جامعة




.. إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة ا