الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كريستيان ساينز مونيتر:العراقيون يعتادون على الحياة في الظلام

كهلان القيسي

2006 / 2 / 12
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


كريستيان ساينز مونيتر:العراقيون يعتادون على الحياة في الظلام
ترجمة: كهلان القيسي
-الكهرباء في بغداد تهبط إلى مستويات أوطأ بكثير من مستويات ما قبل الحرب.
يعمل السيد يونس عباس ألشمري نجارا بدكان في الهواء الطلق يطل على شارع الزاوية في بغداد، الذي يعني بأنّه كان يعتمد على الكهرباء لأغلب أعماله من نشر، حفر, وصقل. على أية حال هذه الأيام، نادرا ما يعمل، فالكهرباء مقطوعة أكثر مما هي متوفرة. وتقع ورشته على شارع تجاري في منطقة هادئة نسبيا في الجزء المركزي من المدينة. حيث العديد من الأعمال الحرفية والتجارية الصغيرة هنا بحاجة للكهرباء لكي تعمل، لكن السّيد ألشمري يخمّن بأنّه يحصل على ساعتان من الكهرباء لكلّ أربعة ساعات انقطاع. وهذا التخمين يعادل مرّتين معدل ما تحصل عليه بغداد عموما.
بالإضافة إلى الأمن المتدهور، فالكهرباء - سويّة مع الماء، ومياه المجاري، وإنتاج نفط – انخفضت تحت مستويات ما قبل الإحتلال، على سبيل المثال، كانت بغداد تستلم معدل على الأقل 16 ساعة من القوّة الكهربائية في اليوم. إما اليوم تحصل المدينة على أربع ساعات فقط، وليس قياسا كل الأيام.. ويقول ألشمري أبضا إن دخله الشهري لا يكاد يكفي لدفع إيجار دكانه، وعلية إعالة عائلته التي تسكن جسر ديالى وعددهم 13 فردا, ويؤكد على إن التيار الكهربائي كان ينقطع قبل فترة الحرب ولكن ليس أثناء العمل.
كان العراق ينتج 4,500 ميكاواط قبل الإحتلال الأمريكي. لكن بحلول شهر نوفمبر/تشرين الثاني السنة الماضية تلك القدرة هبطت إلى 3,995 ميكاواط، وهي أوطأ بكثير من المطلب الوطني الذي يقدر ب 7,000 ميكاواط، وطبقا لتقرير صدر في يناير/كانون الثّاني عن مكتب المفتش العام الخاصّ لإعادة بناء العراق. بان الإنتاج قد هبط على الرغم من تخصيص 3 مليار دولار خصصت لمشاريع الكهرباء.
ستيوارت بوون، المفتش العام الخاصّ لإعادة بناء العراق، شهد الأربعاء أمام لجنة العلاقات الخارجية التابعة لمجلس الشيوخ بأنّ العراق يحتاج إلى أكثر من 56 مليار دولار التي خمنت من قبل البنك الدولي والأمم المتّحدة في عام 2003 لإعادة بناء البلاد لكنه لم يعطي رقم جديدا. وقال السيد بوون للجنة بان إمدادات المياه ونظام المجاري وشبكة الكهرباء كانت أسوأ حالا مما توقعناه.
عندما كان الوقود أرخص من الماء، قبل أن ترفع الحكومة أسعاره في ديسمبر/كانون الأول، كان ألشمري يعوض نقص الكهرباء باستعمال مولد يعمل على البنزين. لكن سعر الوقود ارتفع الآن ثلاثة إلى خمس مرات مما كان عليه قبل ثلاثة شهور فقط، لذلك فالمولد الذي يعمل بالوقود لم يعد خيارا له..
يتسال الدكتور همام الشماع- خبير اقتصادي في جامعة بغداد- "كيف يفترض للعراق أن يعيد الانتعاش الاقتصادي إذا كانت معظم الأعمال التجارية تعتمد بصورة أساسية على الكهرباء؟ ""وقلة الكهرباء تؤثّر على الأمن، أيضا، لأن الشوارع لم تضاء وبعد المغيب تغلق معظم الأعمال التجارية على عكس ما كان في السابق. ويوافقه الرأي النجار ألشمري الذي قال انه كان يتسلم 4 طلبات لعمل غرف النوم للعرسان الجدد وينفذها بالكامل ، أما ألان فلا يستطيع إنجاز إلا غرفة واحدة، وهذا يؤثر على دخلة وعلى حركة الاقتصاد. انه يفكر في ترك عمله وبيع دكانه. يدفع ألشمري 4,000 دينار عراقي في شهر للكهرباء، حوالي 2.75 دولار أمريكي، بينما يدفع مستهلك اعتيادي حوالي 450 دينار لثلاثة شهور من الاستعمال - حوالي 40 سنت.
مشكلة الكهرباء العراق عنصر أساسي في حياة العراقيين الذين كانوا يحصلون على الكهرباء في أيام صدام حسين كهدية رسمية ويدفعون أسعار رمزية التي كانت غير ملائمة للمعايير الدولية. وجادل المسؤولين الأمريكان مرارا وتكرارا على رفع الدعم المالي الحكومي عن الخدمات الأساسية وبهذا سيتوفر التفقد الكافي لمشاريع إعادة البناء المطلوبة بينما يرى الآخرون، بان القلق من مثل هذه الإجراءات يمكن أن يؤدّي إلى الإضطرابات الاجتماعية في وقت يحتاج البلد فيه إلى الاستقرار.

www.csmonitor.com
10فبراير/شباط, 2006








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عودة الصدر للسياسة تقترب.. كيف تلقى دعما من السستاني؟ | #الت


.. تونس..مظاهرة تطالب بتحديد موعد لإجراء الانتخابات الرئاسية|#غ




.. الهجوم الإسرائيلي على رفح وضع العلاقات المصرية الإسرائيلية ع


.. تحقيق إسرائيلي يوثّق انتحار 10 ضباط وجنود منذ بدء الحرب




.. قوات الاحتلال تطلق قذائف على صيادين في البحر