الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صفقة عرسال تطبيع علني بين داعش ومحور طهران – بغداد – دمشق-حزب الله اللبناني

عبدالغني علي يحيى

2017 / 9 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


القول أن صفقة عرسال تطبيع علني بين داعش ومحور طهران بغداد، دمشق حزب الله اللبناني، يعني الوجه الإخر له، ان تطبيعاً سرياً سبقه، والذي من الممكن التعرف عليه بسهولة في أمور عدة منها عدم تحرش داعش بايران ولا بالقسم الشيعي من العراق ولا بحزب الله اللبناني، ولو لم تكن هنالك علاقات سرية أو تطبيع سري بين دمشق وداعش لما كانت الحكومة السورية تسمح لداعش بكل هذه الحرية عبر اراضيها من لبنان غرباً الى الحدود السورية العراقية شرقاً.. من الباب الى المحراب ان القول بوجود علاقات بين دمشق وداعش لايحتاج الى دليل أو برهان، عليه فأن التطبيع العلني المشار اليه، ليس وليد ظرف أوتطور فجائي أو مزاج شخضي، انما له جذور تمتد عمياً في العلاقات بين داعش واطراف المحور ذاك، وسيظل التطبيع السري بين الاطراف تلك الاقوى من التطبيع العلني كما ان صفقة عرسال بدورها ليست بالصفقة الاولى توقع بين داعش واطراف المحور الرباعي، بل سبقتها صفقات اخرى كثيرة لعل من أبرزها واهمها صفقة تسليم الموصل مع أسلحة 6 فرق عسكرية وذلك بتاريخ 10-6-2014 وصفقة تحرير تلعفر من داعش التي جرت دون قتال ووردت هذه الصفقة على لسان المالكي باسم (الاتفاق) ولولا الاتفاق (الصفقة) لما كان بوسع القوات العراقية تحرير تلعفر في (6) ايام وهو القضاء الاكبر في العراق والاكبر من (4) محافظات عراقية كلا على حدة، ولما كان بمقدورها ايضاً تحرير ناحية العياضية في (4) أيام، وهي، القوات العراقية، خاضت معارك لاكثر من (3) اشهر قبل اكثر من عامين لتحرير ناحية امرلي الصغيرة الى الشرق من محافظة صلاح الدين.
لقد تلت صفقة عرسال صفقة تلعفر مباشرة وكانت المسافة الزمنية بين الصفقتين قصيرة جداً. ومن بين الصفقات الثلاث: الموصل، تلعفر، عرسال كانت صفقة عرسال مدوية جداً، لأنها لم تكن متوقعة وسط الثورية فوق العادة لدول المحور الرباعي في معادات اسرائيل وداعش وامريكا عرسال مدوية جداً، لأنها لم تكن متوقعة وسط الثورية فوق العادة لدور المحور الرباعي في معاداة اسرائيل وداعش وامريكا، تلك الثورية التي ملات الفراغ الذي تركته الناصرية والصدامية.. الخ من الثوريات فوق العادة، علماً ان الكونترا بين ايران واسرائيل كشفت مبكراً زيف الثورية فوق العادة الجمهورية ايران الاسلامية.
في صفقة عرسال كان وما يزال لاطراف المحور كافة دورها ونصيبها بهذا الشكل أو ذاك في ابرام الصفقة، وفي مقدمة تلك الاطراف ايران اذا علمنا ان وكالة فارس الايرانية للانباء كانت سباقة في الكشف عن دور ايران حين قالت: (ان صفقة عرسال لم تكن عبثية بل انها كانت اتفاقاً بعلم من الحكومة العراقية) وجاء القول سريعاً عقب نفي مكتب العبادي لعلمها بالصفقة، ولقطع الطريق امامه (المكتب) من مغبة المضي اكثر في النفي. وبخصوص دور الجانب السوري فان حسن نصر الله كان قد فاتح الرئيس بشار الاسد بالصفقة وان الاخير سمح بنقل داعش عبر الاراضي لسورية شرقا باتجاه الحدود العراقية، كما ان صفقة عرسال لم تكن مفاجئة لا لبغداد ولا لطهران بدليل ان رجل ايران الاول في العراق نوري المالكي سارع وأيد حسن نصر الله في الساعات الاولى من الاعلان عن نقل داعش الى الحدود العراقية، وأتهم المالكي مناوئي صفقة عرسال بالجهل. اما نائب القائد العام لقوات الحشد الشعبي في العراق أبو مهدي المهندس فلقد أظهر التضامن من الحشد الشعبي مع نصر الله. بشكل جد لافت قائلاً انه مع مشروعه (الصفقة) من السماء الى الارض، ولم يتخلف قطب التطرف قيس الخز علي رئيس ميليشيات عصائب اهل الحق عن المالكي والمهندس في دعم نصر الله.
وهناك قاسماً مشتركاً اعظم بين الصفقات الثلالث تلك: عرسال والموصل وتلعفر، الا وهو نوري المالكي نائب رئيس الجمهورية رئيس حزب الدعوة الاسلامية، كونه أول من تجرأ لمباركة نصرالله في توقيعه على صفقة عرسال، وبذلك فأنه خالف جميع المسؤولين العراقيين. والمالكي اول من أشار الى ان تحرير تلعفر حصل وفق اتفاق لا قتال والمالكي هو المتهم الاول والرئيس في صفقة تسليم الموصل الى داعش يوم 10-6-2014 لذا لاغرابة ان تخلص اللجنة التحيقيقة التي شكلت للتحقيق في قضية الموصل الى اتهام المالكي بالضلوع في تسليم المدينة الى داعش، والذي يقوي من صحة الاتهام، ان اللجنة التحقيقية ما أن فرغت من تقريرها واذا بالمالكي يفر الى ايران ولم يعد منها الى بعد أن سوت ايران مشكلته واوقفت التعقيبات القانونية بحقه، والجالب للانتباه في صفقتي الموصل وتلعفر أن يقوم المالكي بذر الرماد في العيون ويقدم على اتهام البارزاني والكرد بتسليم الموصل الى داعش وضمانهما لممر لداعش في تلعفر لليهرب عبره الى سوريا.
ان اية صفقة ستتم في المستقبل لابد ان تكون ايران المخطط لها وان يكون اداة تنفيذها وبطلها الشخص الاقرب إلى ايران. ولابد ايضاً من ان تتوج، اي الصفقات المقبلة بالاكاذيب واتهام اطراف بانجازها.
ادعى المالكي، ان اتفاقاً وقع بين البيشمركة وداعش في تلعفر قضى بتهينة ممر يعيد خلاله داعش إلى سوريا.
مع العلم ان القيادة العراقية قالت اكثر من مرة، ان تلعفر قبل أقتحامها كانت مطوقة من جهاتها: الشرقية والشمالية والجنوبية ما يعني ان الجهة الغربية تركت مفتوحة لكي ينتقل منها داعش الى سوريا. وبشأن العياضية ايضا ذكرت القوات العراقية انها طوقت العياضية من جهاتها كافة. هنا يتبادر سؤال الى الذهن، لما كانت تلعفر والعياضية قد طوقت فكيف تسنى لداعش اختراق الطوق ليتجه عن طريق البيشمركة الى سوريا؟
فضلاً عن ما ذكرت فان المتتبع لمعارك تلعفر والعياضية يقف على حقيقة ناصعة وهي ان معركة تلعفر كانت اصلاً بين البيشمركة وداعش، اذ شن داعش (5) هجمات واسعة على البيشمركة في قاطع العياضية حطمت جميعها، كما ان انتحارية تسللت من بين صفوف النازحين وفجرت نفسها امام نقطة عسكرية للبيشمركة وتسببت في مقتل عدد من البيشمركة والنازحين ايضا كما ان البيشمركة نصبت كميناً ناجحاً لعناصر داعش الذين وقعوا فيه وتركوا أكثر من 170 جثة لهم وقعت جميعها في قبضة البيشمركة، كل هذا علاوة على تسليم العشرات منهم انفسهم لقوات البيشمركة ووقع عشرات اخرين اسرى لديهم، ولقد طالبت الحكومة العراقية فيما بعد البيشمركة بتسليم الاسرى من داعش اليها، الى الحكومة العراقية. ان معركة البيشمركة مع داعش في تلعفر والعياضية كانت بلغة الارقام والحوادث مقابل ذلك يفتقر سجل القوات العراقية في معركتي تلعفر والعياضية الى مثل تلك الشواهد. لذا وكما كان للبيشمركة الدور الرئيس في استعادة سهل نينوى والساحل الايسر من الموصل وللتحالف الدولي في استعادة الساحل الايمن من الموصل، كذلك القول بالنسبة لمعركة تلعفر، فلولا البيشمركة والقوات الامريكية والفرنسية والبلجيكية لما استطاع الحشد الشعبي التقدم شيراً واحداً الى داخل ساحلي الموصل وكل من تلعفر والعياضية.
نعم، لم يكن هناك اي اتفاق بين البيشمركة وداعش في تلعفر والاصح هو وجود صفقة بين الحكومة العراقية وداعش هناك على غرار صفقتي الموصل وعرسال بين الحكومة العراقية وداعش هناك على غرار صفقتي الموصل وعرسال. واصاب النائب الموصلي في البرلمان العراقي: محمد نوري العبد ربه الحقيقة عندما اكد وجود اتفاقات من قبل جهات حكومية ودولية مع داعش في تلعفر.
ختاماً لقد كشفت صفقة عرسال عن حقائق كبيرة جداً منها وكما قال المحلل السياسي قحطان الحقاجي: (صفقة منها وكما قال المحلل السياسي قحطان الخفاجي: (صفقة عرسال اثبتت ان داعش صناعة اقليمية) اي ايرانية سورية عراقية.
على امتداد الاعوام الماضية وجهت اتهامات كثيرة الى دول عدة بدعم داعش ومن قبله القاعدة، بينها الولايات المتحدة وتركيا ودول خليجية وحتى اسرائيل، واذا كانت الشكوك تحوم حول هذه الدول والى الان، فان الشك يبقى باطلاً ما لم يقطعه اليقين، وبالنسبة لدعم ايران واطراف المحور المذكورة فان دعمها لداعش قطع الشك باليقين وبات الجميع مقتنعا ان ايران وحلفاء ها هم وراء داعش، يوجهونه ويفدقون عليه بالمال ويتقلونه من مكان الى اخر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استشهاد فلسطينيين اثنين برصاص الاحتلال غرب جنين بالضفة الغرب


.. إدارة جامعة جورج واشنطن الأمريكية تهدد بفض الاعتصام المؤيد ل




.. صحيفة تلغراف: الهجوم على رفح سيضغط على حماس لكنه لن يقضي علي


.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية




.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس