الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المؤسسات الأهلية بين الشكل والمضمون!

إعتراف الريماوي

2006 / 2 / 12
القضية الفلسطينية


للمؤسسات الأهلية دور هام وبارز في المجتمع، ويشكل هذا الدور محورا هاما في الحياة الإجتماعية والثقافية السياسية، ولكن تتباين آثار وفعل هذه المؤسسات وفقا لأجندتها المحددة وإستراتيجياتها وطرق تنفيذها، وبالتالي فإن الفعل التراكمي لها منوط بجوهر برنامجها ورؤيتها في المجتمع نحو التغيير والتطوير.
الإنتخابات التشريعية التي جرت في 25/1/2006 كشفت عن نتائج لافتة للنظر تعود أسسها إلى الكثير من العوامل الإقتصادية والإجتماعية والسياسية والثقافية، وفي هذا الباب أود التحدث عن مقارنة بسيطة ما بين أثر ودور المؤسسات الأهلية التي تأخذ الطابع "العلماني" وما بين تلك التي تنضوي تحت حركات الإسلام السياسي، بحيث أن الإنتخابات قد أشارت إلى تفوق فعل ودور المؤسسة الثانية على الاولى كإحدى الأسباب التي أسهمت في النتائج النهائية.
كما يبدو للعيان، فإن غالبية المؤسسات الاهلية تأخذ الصبغة العلمانية في طابعها وبما تطرحه وتُعرف به عن ذاتها، في مختلف المجالات والقطاعات التي تعمل بها، ونعلم ان لهذه المؤسسات علاقات مستمرة ومتواصلة مع المجتمع وفئاته بما فيها المرأة والشباب، ولكن ما هو الأثر الفعلي لهذه العلاقة؟ وما هو التراكم الحقيقي والنقلة النوعية التي حققتها تلك المؤسسات مع المجتمع وفئاته؟!
بإعتقادي ان هذه المؤسسات لم تنجح في أن تكون عنوانا ومنبرا للفئات والقطاعات الإجتماعية والشعبية، ولم تعمل على مراكمة نشاطها وبرامجها وفق إستراتيجيات تنموية شاملة، فكثير من هذه الأنشطة يُعنى بالمواطنة بعيدا عن الحدث السياسي، وكثيرة هي المفاهيم التنموية وكأن الإحتلال إنتهى، بالإضافة لغياب محددات فكرية تنطلق منها هذه الانشطة والبرامج. وبالتالي فلم يتم تسليح الفئات المستهدفة بهوية واضحة، ولم تستطع هذه الفئات من التوسع المطلوب في إستقطاب الآخرين من خلال إجتذابهم والعمل المشترك لتحقيق المصالح الإقتصادية والإجتماعية والسياسية المشتركة، وفي المحصلة نشأت هناك علاقة "مكتبية وموسمية" ما بين المؤسسة والمجتمع، وليست علاقة إجتماعية متواصلة تنبع مما هو مشترك في الهم والهدف.
بالمقابل ، لو تفحصنا قليلا المؤسسات الأهلية" الإسلامية"، فهي مؤسسات تنفذ سياسات واضحة بخلفيتها الفكرية وبخطابها الإجتماعي والسياسي، وهي مؤسسات تعبر عن عناوين عمل وتحرك، فهي تعمل على الوصول للناس، وتعمل على وضع برامج تتناسب مع الإحتياجات التي يعيشها الناس، وتتصل داخليا بهيئات تعبوية وتثقيفية تعبر عن رسالتها وأهدافها، وبالتالي فهذه المؤسسات رغم حداثتها الزمنية، إلا أنها إستطاعت أن تعمل على تشكيل دورها بالمعنى الإجتماعي والسياسي وسط الجماهير، ، وقد إستقطبت فئات مجتمعية متعددة وبأعداد كبيرة، على صعيد المرأة والشباب والطلبة...إلخ.
إن الفرق في الدور ما بين المؤسستين المختلفتين كما تقدم، يُعلن أن العمل في المجتمع ومن أجل المواطنين وقضاياهم المختلفة والمتكاملة، لا يمكن أن يكون مجزوءا ومبتورا، ولن ينجح هذا العمل إذا ما كان يعبر عن خلفيات فكرية وإقتصادية وإجتماعية وسياسية تسهم في تأسيس حركات إجتماعية بهوية واضحة، تستطيع التقدم وتخوض الحراك وتقول كلمتها في التغيير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكسيوس: الولايات المتحدة علّقت شحنة ذخيرة موجهة لإسرائيل


.. مواجهات بين قوات الاحتلال وشبان فلسطينيين أثناء اقتحامهم بيت




.. مراسل الجزيرة: قوات الاحتلال تقوم بتجريف البنية التحتية في م


.. إدارة جامعة تورنتو الكندية تبلغ المعتصمين بأن المخيم بحرم ال




.. بطول 140.53 مترًا.. خبازون فرنسيون يعدّون أطول رغيف خبز في ا