الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل أمريكا مؤهلة أخلاقيا لمحاسبة كوريا الشمالية؟

محمد جمول

2017 / 9 / 4
مواضيع وابحاث سياسية



باستسلام يشبه التعامل مع القدر، ينظر العالم إلى ما تقوله امريكا بخصوص كوريا الشمالية وأي دولة أخرى لا تنصاع للإله الأمريكي الذي يحكم الأرض من الأرض.أمريكا لم تعد نمرا إلا لمن لا يزالون" مستضبعين" بتأثير مرحلة القطب الواحد حين كانت إذا عطست أمريكا يصاب العالم كله بالزكام. وبغض النظر عما إذا كانت المشكلة في قوة أمريكا او في ضعف الآخرين، فإن هذا الواقع لم يعد قائما. قوة امريكا نابعة من عقلية الكاوبوي الذي لايفكر إلا بمسدسه. وبالتالي كان سعيدا بتدمير أي شعب أو دولة لا ترضى بالاستعباد الأمريكي تحت شعار الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.
يحق لأمريكا أن تفعل ما تشاء في أي مكان من الأرض وإذلال وإبادة أي شعب يعترض على المشيئة الأمريكية. ويحق لأي عضوين من الكونغرس أن يقترحا أي قانون لمعاقبة أي فرد أو دولة على سطح الأرض، وكأن الكونغرس الأمريكي هو مجمع آلهة الأولمب الذي يحق له فعل ما يشاء. وللعلم فإن أعضاء الكوننغرس بغالبيته من " "الزعران" المجرمين وأحفاد البيوريتان الذين سبق أن نفتهم الإمبراطورية البريطانية إلى امريكا الجديدة للتخلص منهم. وللعلم كان البيوريتان يعادلون ما نشاهده الآن من إرهابيين في عالمنا الراهن. ولمن يقول إن هؤلاء حملتهم الديمقراطية إلى مجلس الشيوخ، نقول إن الديمقراطية الأمريكية ذاتها هي التي أوصلت رئيسا مجنونا إلى البيت الأبيض وأن قوانين ديقراطيتهم يحق لها أن تحكم بلادهم وليس العالم كله.
يحق لأمريكا أن تفعل ما تشاء. ويحق لمن تحبه أمريكا أن يفعل ما يشاء. وبالتالي لا يجوز لأحد أن يعترض أو يتساءل بخصوص ما تخزنه إسرائيل من قنابل نووية أو غير نووية بينما وجود مدفع عند دول معينة يعتبر انتهتاكا للقانون الدولي تجد أمريكانفسها ملزمة " اخلاقيا" بتصحيح الوضع فيها.
يحق لأمريكا أن تبتز الأمم المتحدة وتهديدها بقطع التمويل عنها إذا لم تصدر القرارات التي تريدها وتتبع السياسة التي تخدمها. ويحق لها القيام بانقلاب على أي حاكم في العالم إذا لم ينفذ ما تريده ويخدم مصالح شركاتها ولو كان في ذلك خراب العالم. وإذا لم تكن الانقلابات ميسورة، فهناك الثورات الملونة التي سرعان ما تتحول إلى حرب اهلية تحرق الأخضر واليابس.
لماذا يحق لإسرائيل أن تطور أي نوع من الأسلحة، بما فيها النووية، ولا يحق لكوريا أن تفعل الشيء ذاته. ولماذا يحق لأمريكا ان تطور ما تشاء من الأسلحة ولا يحق لكوريا وغيرها الشيء ذاته. إنه حكم القوة وشريعة الغاب التي تحاول كوريا الشمالية الإفلات منها. كوريا تدرك أنها حين تصبح قوية سيحترمها الأقوياء، ومنهم الولايات المتحدة. لا شيء غير القوة يخول أمريكا حق معاقبة من يخرج عن إرادتها. ومن حق أي دولة أن تصبح قوية بهذا الشكل كي تفلت من أنياب الوحش الأمريكي. فلماذا لا تتخلى الدول النووية عن أدوات الدمار هذه إن كانت تريد الخير لسكان الأرض بدلا من زيادة تكديسها ومحاولة حرمان الآخرين منها؟
فليكن لدينا عالم خاليا من أسلحة الدمار الشامل أو ليكن توازن الرعب النووي ضمانة لعدم استخدام هذا السلاح. وفي كل الأحوال ليس هناك ما يعطي الأمريكيين تفويضا أخلاقيا بتحديد من يحق له امتلاك هذا السلاح أو ذاك، خصوصا وأنهم الدولة الوحيدة التي استخدمت السلاح النووي من دون مبرر سوى نشر الرعب في العالم وتأديب الدول لعشرات السنوات التالية للحرب العالمية الثانية. عندها أدرك العالم أن قوة مجنونة تمتلك أخطر سلاح في العالم وأنها لا تتردد في إبادة إي شعب إذا اقتضت مصالحها ذلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البرازيل.. سنوات الرصاص • فرانس 24 / FRANCE 24


.. قصف إسرائيلي عنيف على -تل السلطان- و-تل الزهور- في رفح




.. هل يتحول غرب أفريقيا إلى ساحة صراع بين روسيا والغرب؟.. أندري


.. رفح تستعد لاجتياح إسرائيلي.. -الورقة الأخيرة- ومفترق طرق حرب




.. الجيش الإسرائيلي: طائراتنا قصفت مباني عسكرية لحزب الله في عي