الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا (أبا رغال) إرفع عنك القناع

عبدالقادربشيربيرداود

2017 / 9 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


وضْعُ العراق هو الأكثر تعقيداً من بين سائر الأقطار العربية الشقيقة، بسبب تركيبته الاجتماعية الخاصة ، والمقسمة قسراً بفعل فاعلين، على رأسهم الإمبراطورية المتعفة (أمريكا) ؛ مذهبياً، طائفياً وقومياً. ويمر بمنعطفات خطيرة نتيجة ابتلائه بحرب ضروس، ضد أشرس تنظيم إرهابي تكفيري ، عرفه التاريخ المعاصر باسم (داعش) ، أهلك الحرث والنسل بوحشية وقسوة فريدة، فغيّر بذلك وجه العالم نحو الأسوأ ؛ وحتّمت علينا تلك الانتهاكات ، أن نضع هزيمته من أولويات أهدافنا الاستراتيجية؛ لإعادة فرض السيادة العراقية ، والعمل على وحدة الأراضي، ومطاردته إعلامياً وثقافياً واجتماعياً في كل المحافل ، وتجفيف منابع أفكاره التطرفية بلا هوادة.
في هذا الوقت الحاسم والخطير من صفحات الحرب ، ونحن نقترب بهمة الغيارى من تشكيلاتنا الأمنية بمسمياتها المحترمة كافة ، من بوابات النصر المؤزر ، نتفاجأ حدّ الصدمة بتفاوض وصل مستوى الاتفاق والتنفيذ بين (حزب الله) اللبناني ، وبين عدونا اللدود منفذ جريمة العصر (سبايكر) بحق ثلة من الشباب بعمر الورود ؛ (داعش) الارهابي ، وتأمين الحماية لهم، وإطعامهم في أرقى المطاعم السياحية ، ونقلهم بأحدث الباصات المكيفة إلى الحدود السورية – العراقية، تحت غطاء جوي ممتاز للتحالف ، لأن إدارة الشر أمريكا هي من تدير اللعبة بفطنتها السياسية المعروفة ، وبشكل علني ، وأمام أنظار العالم دون خوف ، أو إعطاء أي اعتبار للعراق.
إن هذا الاتفاق هو خطوة خاطئة ، وفضيحة من العيار الثقيل ، فاضحة لكل الخونة أمثال أبو رغال العصر ، وكشف ما هو مستور فأسقطت بذلك تلك الأقنعة المزيفة عن الوجوه الكالحة من خونة الأمة ، وإساءة متعمدة لمشاعر الملايين من أبناء الشعب العراقي الصبور المحتسب؛ ممن تضرروا من عصابات (داعش) التكفيرية ، ويريدون القصاص العادل منه ، وتنفيذ دقيق لأجندات دولية إقليمية تعمل على تصفية حسابات بالنيابة ، وهذا دليل ملموس على أن تنظيم داعش الإرهابي تدعمه دول كبرى ، لأن داعش صنيعتها ويدها الطولى ؛ لتحقيق أهدافها الشيطانية في نهب وسلب ثروات الدول ، وإركاع أممها مستغلةً بذلك الجانب الطائفي والقومي ؛ لشق الصف الوطني في تلك الدول ، منها العراق المحتل ، ليدفع بذلك ضريبة الاتفاقيات المشبوهة والمكشوفة على حساب أمنه واستقراره وسيادته الوطنية المنقوصة إلى يومنا هذا.
من الجانب العسكري سيسمح هذا الاتفاق المشؤوم لعصابات داعش التكفيرية بإعادة ترتيب صفوفها ، وشن هجمات انتقامية جديدة على العراق ، فنكون بذلك ، وبعد كل تلك التضحيات الجسام قد عدنا إلى المربع الأول ، وهذا السيناريو هو تنكّر لدماء أبنائنا من السنة والشيعة ، بعربهم وكوردهم وتركمانهم وكل مكوناتهم وطوائفهم الأخرى ، وضحكٌ حد القهقهه على ذقون الشركاء في العملية السياسية ، ممن حاربوا كيان داعش الإجرامي ، ورخصوا الغالي والنفيس لمحاربته، وإلحاق الهزيمة به ، وتنكر لفتاوى مرجعياتنا الدينية الموقرة السنية منها والشيعية.
لنا أن نسأل ، وبألحاح : من هو عدونا الحقيقي ؟ من نحارب ؟ ممن نقتص ؟ بسبب تلك التداعيات الخطيرة ، وانعكاساتها السلبية على مستقبل العراق المجروح ، لأننا برغم كل مصابنا سمعنا من هنا وهناك ، من شخصيات عراقية في سدة الحكم ، تصف ذلك الاتفاق الجائر على أنه استراتيجية المعركة ضد الإرهاب ، وإجراء تفرضه طبيعة المعارك ، ومحذرة بقوة من الانسياق خلف محاولات الإساءة، وإثارة الشكوك ضد حزب الله راعي الاتفاق المشؤوم، والمشرف على تنفيذه ، فهذا التصريح ، وذاك الصنيع هو صفحة من صفحات الغدر والخيانة ، ودليل قاطع على أن بعض الساسة العراقيين يفكرون دوماً بمصالحهم الشخصية قبل التفكير بمصالح الشعب العراقي الصابر ، وأن البعض ممن نعدّهم أشقاء صاروا خناجر في خاصرتنا ، ولكن لن يشفع في القادم من الأيام لأصحابه أمام الرأي العام العراقي ، جريمتهم وتنكرهم للأخوة ، فالجبناء لا يصنعون التاريخ.
قال تعالى : (وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ) ، وليتعلموا قاعدة إذا سقط أحدنا سنسقط جميعاً ، ولكننا وبرغم الألم والصدمة سنمضي قُدماً كما عرفونا ، لأن الشجعان لا يستسلمون ، فالمواجهة والصمود طريقنا لرد الحق لأصحابه ، ولا تأخذنا الصدمة من غدر بعض ساساتنا ، وبعض أشقائنا، فقبلنا يوسف عليه السلام غدر به إخوته وهو أحد الأنبياء.. وللحديث بقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف يتصرف الألمان عندما يمرضون؟ | يوروماكس


.. لمى الدوري: -العراق يذخر بالمواقع الأثرية، وما تم اكتشافه حت




.. الهدنة في غزة على نار حامية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مسلسل المانغا - بون- : وحدة تسافر عبر الزمن وتحي الموتى




.. -طبيب العطور- بدبي.. رجل يُعيد رائحة الأحبة الغائبين في قارو