الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لهيب الأنابيب

عبد الملك بن طاهر بن محمد ضيفي

2017 / 9 / 6
الارهاب, الحرب والسلام


-ثورات التدمير والتخريب ورايات التكفير والترهيب آخر مقدمات حروب الأنابيب
ولا أدل على ذلك من تفكيك الخطاب السياسوي الذي كان من أهم محركات التسعير في هذا الربيع الملتهب الذي بدأ من الشعب ثم أصبح مطية للنخب يلفت النظر إلى اتفاق كل أو جل أطراف النزاع على أمور أهمها
1-إتفاقهم على مشروعية هذا الحراك الشعبي وسلميته لكن خلافهم كان على أسباب عسكرته وكل طرف يتهم الآخر بالاستثمار في دماء الأبرياء من أجل إحراج خصمه واستدراجه
2-إتفاقهم على أن الصراع أصبح دوليا ومن المحال إنهاء هذا التدافع ويستحيل إسكات المدافع محليا لكن خلافهم على تحديد العميل الذي كان سببا في التدويل
3-إتفاقهم على أن القتال الدائر ليس بين أطراف وطنية لذلك يتبادلون التخوين فطرف يكفر الآخر ويخرجه من الدين وآخر يتهم بالعمالة خصومه ولا يعدهم من الوطنيين وثالث يحتكر الكلام باسم الوطن والدين إلى غير ذلك من التهم التي تبنى غالبا على الظن والتخمين
4-إتفاقهم على مشروعية استجلاب المرتزقة وشرعية القتال تحت الرايات المتفرقة لكن كل طرف يحتكر هذا الحق لنفسه ويعيبه على خصمه
5-إتفاقهم على أن تقاتلهم أوصلهم إلى مرحلة تكاد تستأصلهم وأن الكل خاسر ولا رابح إلا عدوهم لكن خلافهم على تحديد الأعداء والأصدقاء
ومع كل هذه التباينات يوجد اتفاق هو من أغرب الاتفاقات ألا وهو الصمت المطبق والغياب المطلق للحديث المعلن عن المصالح والتفاهمات أي أنهم على تباينهم يعترفون أن كل ما يحدث على حساب مصالحهم وأن المتضرر الأكبر هو وطنهم وأهلهم لكنهم مجمعون على عدم ذكر الثمن الذي يُطَالَبون بدفعه وعلى أي جهة سيعود نفعه وإذا سألتهم من سيتحمل تكاليف القتال ومن أين ستدفعون لمرتزقتكم وكيف ستسددون ديون ممويليكم وداعميكم؟ لم تسمع إلا همهمة مبهمة وتمتمة فهذه أسئلة لا جواب لها ألهذا الحد يحرجهم الجواب وهذا مما يثير الدهشة ويبعث على التساؤل والاستغراب
لذلك نسأل
1-لماذا تمتنع كل أطراف الصراع في منطقتنا عن إخماد نيران الفتن التي سعروها؟

2-لماذا لا يتحاجزون رحمة بهذه الدول التي دمروها؟

وأخيرا نسأل الإخوة الأعداء

3-لماذا يحجمون عن ذكر الوعود التي قدموها للجيوش التي استقدموها؟
والعجيب أنهم يعلمون وأحيانا يعلنون أنه لا هم للقاعدة في العراق والشام بذراعيها " داعش والنصرة " وكل من يدور في فلكهما ويمثل هذا المسخ الهجين من الوهابية والإخوان المسلمين إلا إفساد الدنيا وتشويه الدين هكذا هو الإرهاب الذي يدعمه الصهاينة والأعراب سرا وعلانية وحتى بعد إعلان هزيمته وإفلاسه يحرصون على المد في أنفاسه لأنه ذريعة وجودهم وذراعهم التي يقاتلون بها لذلك يريدون توطينه في منطقة فراغ استراتيجي حيث يطوق بادية الشام ويتخللها ويتحكم في مداخلها " ولا يعلم أنه سيدفن داخلها " ليتمدد في مفازة دوية مُهلكة إذا تمكن من تطويعها تسبب في مَهلكة تُعيد تفتيت المنطقة فالتقسيم حينها سيكون في كل الاتجاهات ولن تسلم تركيا ولا الخليج ولا كل المحميات بعد الفراغ من العراق وسوريا ولبنان ثم التفرغ لمصر وإيران لتحين لحظة الحقيقة بتأمين كل حدود هذه الدولة اللقيطة التي كانت ومازالت تتحكم بالجغرافيا السياسية والعسكرية فتخلط الأوراق متى تشاء وترسم الخطوط الحمراء كيفما تشاء مراهنة على احتياطي الأعراب من المهانة والغباء فأموال الأمراء ومواعظ الخطباء كانا سببا في حشد السفهاء ليرسم لهم إعلام العديد والسيلية وأبواق توابعه الأعرابية خطط الحرب ومددها بعد بيان أهدافها وتحديد قواعدها
-وأولها حرام على المجاهدين القتال في فلسطين بل عليهم حماية حدود الصهاينة الغاصبين فالبغدادي والجولاني يحميان الصهاينة من حوران إلى الجولان وعيونهما على منابع المياه في جبل الشيخ والقنيطرة ويتشاركان الغوطة وبعض أحياء دمشق ومخيماتها وكذلك فعل جيش الإسلام والجيش الحر قبل أن يقاتلا فيلق الرحمن والكل يعلم مخازي علوش واللبواني لكن وهم الطوق النظيف بات من الماضي بعد صمود الجيش الأول وانتصاره في حمص ثم في حلب الشهباء ومضي الجيش الثاني والجيش الثالث في تطهير سيناء أما الحشد الطائفي الذي ساهم في إفشال مخطط الحلفاء فقد وجد في حربه على الإرهاب خير غطاء لفظائعه وفضائحه فعاث في الأرض فسادا خرب ونهب وهجر في أكبر حملة تطهير عرقي تمر بها العراق والمنطقة في هذه الحقبة أما استماتته في الوصول إلى الحدود العراقية السورية فظاهرها الإسراع بإغلاق المنفذ الغربي لداعش نحو سوريا من الموصل عبر تل عفر والمنفذ الجنوبي نحو الأنبار أما حقيقته فاستكمال تعبيد الطريق لأنابيب الغاز الإيراني لتمر عبر العراق ثم سوريا ثم البحر حيث تكون تحت سمع وبصر حليفها اللبناني ويتزامن ذلك مع إغلاق كل الحدود السورية أمام أنابيب الغاز القطرية وهذا من أهم أسباب ما يسمونه الثورة في سوريا وما جعلهم يطلقون اسم عاصمة الثورة على حمص إلا لأنها المكان الذي اكتشف فيه حقل غاز قارة بقدرة إنتاجية كبيرة وما يُتوقع اكتشافه من الغاز في المياه السورية يجعل سورية مرشحة لتكون الدولة الأغنى بعد هذه الاكتشافات الغازية وما يتوقع اكتشافه من الغاز في مياه لبنان وحقول غاز فلسطين التي يسرقها الصهاينة وآخرها لفيثان ما اضطر روسيا للتدخل عسكريا حفاظا على مصالحها
-المياه الدافئة
-القواعد العسكرية
-القرب من مصادر الطاقة
-والتحكم في المنطقة الأمثل لتجميع الغاز
-والقرب من حليفيها المصري والجزائري حيث الغاز والموقع الممتاز
ما يجعل نابوكو الأمريكي بين فكي سيل روسيا الشمالي والسيل الجنوبي لتصبح أوروبا عالة على روسيا كمصدر أساسي ويكاد يكون وحيدا في إمدادها بالغاز أما مشروع نابوكو فقد تم تأجيل نعييه لاسيما بعد توقيع اتفاقية الغاز الإيرانية العراقية السورية سنة 2011 ما يُكسب سوريا أهمية بالغة في منطقة شرق المتوسط ففيها يتم تجميع وإنتاج الغاز ومنها يتم تصديره وبهذا تخرج تركيا من معادلة الغاز فمشروع نابوكو لم يتم تنفيذه وحلف خصومها يطوقها ويبسط نفوذه وإحساسها بالعجز أمام ألمانيا شريك روسيا في إمداد أوروبا بالغاز وتوسع غاز بروم برأسيها الروسي والأوروبي فغاز بروم الجرمانية لها امتداد في قبرص ما يثير القلق التركي على مستقبل نابوكو مشروعها مع الحليف الأمريكي الذي يتحول بمرور الأيام إلى مجرد حلم غير قابل للتنفيذ فحرص أوروبا على أمنها الطاقي جعلها تتبنى السيل الشمالي الذي يجعل من بولندة خاضعة تماما لروسيا فتنتهي بذلك ظاهرة تمرد الدول السوفيتية على روسيا حتى لا تقطع عنهم الغاز وهذا الغطاء الأوروبي للسيل الشمالي يجعل روسيا مطلقة اليد تبيع الغاز لمن يدفع أكثر في الوقت الذي تكتسح فيه جرمانيا غاز بروم السوق الأوروبية بقوة ولم تكتف بفرض وجودها في بريطانيا وإيطاليا وهنغاريا حتى تركيا لجرمانيا غاز بروم فيها شركاء بل جففت المنابع التي يعتمد عليها مشروع نابوكو الأمريكي فاشترت غاز بحر قزوين وآسيا الوسطى ولتتأكد من تعطيل أو إنهاء العمل بمشروع نابوكو عمدت إلى بناء خط أنابيب يصل إلى أوروبا يوازي مسار خط نابوكو إذ أنها شريكة في المشروع بقريب من الثلث 30% وبعدما أمنت حدودها الجغرافية بادرت إلى تأمين حدود حليفتها الاستراتجية التي شرعت في مد خطوط أنابيب الغاز عبر وسط آسيا وأهم هذه الخطوط الخط الذي يمتد على الشاطئ الشرقي لبحر قزوين ليُمد الصين منذ سنة 2009 بغاز تركمانستان الطبيعي ويقطع الطريق على خط نابوكو ليحرمه أو ليقلل حصته من احتياطيات الغاز من تركمانستان ثم رسخت الصين قدمها وعززت تواجدها سنة 2010 بمشروع عملاق تربو تكلفته على الملياري دولار يمكن الصين من الاستئثار بالغاز هناك بعد ربط موارد تركمانستان الغربية بخط أنابيبها الشرقي وهذا بمثابة النعي الحقيقي لخط أنابيب نابوكو في هذه المنطقة كما أنه يحول دون إتمام خط أنابيب الغاز الذي تخطط له أمريكا وتريد مده من تركمانستان عبر أفغانستان ثم باكستان والهند ومما عزز التمشي الصيني العقد الذي أبرمته إيران مع باكستان ويترك الباب مواربا أمام الهند أو الصين للاستفادة بغاز إيران وهذا الخط يقرب منابع الطاقة في منطقة الشرق الأوسط والخليج من بكين لا سيما أن الصين من أهم المستثمرين في النفط والغاز العراقي وهذا ما تريده روسيا جعل الغاز في هذه المنطقة يتجه شرقا في حين تتغلغل غاز بروم غربا لإخضاع أوروبا للإرادة الروسية المدعومة منذ سنة 2001 من منظمة شانغهاي للتعاون ما يجعل وسط آسيا وبحر قزوين منطقة نفوذ لروسيا والصين ولا تتم هيمنتهما إلا بتمتين العلاقة مع تركيا منفذ العبور الأمثل للأنابيب والسكك الحديدية متعددة الجنسيات وهي أحد أوراق الضغط التركية على الدول الأوربية ما جعل الصين ترفع مستوي علاقاتها مع تركيا سنة 2010 إلى مستوى التعاون الاستراتيجي ثم شاركت الصين في مناورات نسر الأناضول القتالية الجوية كما يحتاجان [ روسيا والصين ] إيران التي تشاركهما الحدود مع بحر قزوين وتصلهما بالخليج العربي بحر الطاقة الذي يحتكره الغرب ويبحث فيه الحليفان الروسي والصيني عن مكان ويبدوا أنهما إلى الآن يتقدمان في أكثر من مكان في هذه الممالك فالشركات الصينية تنتشر تدريجيا في السعودية وشركة أرامكوا السعودية أصبحت من كبار المستثمرين في الصين حيث تشغل أكثر من مصفاة واحدة في تشينغداو وأخرى في فوجيان في الوقت الذي يمر فيه مشروع ربط البحار الأربعة بمرحلة حرجة تحاول الصين وروسيا نفخ الروح فيه لإعادته إلى الواجهة واعتماده كورقة رابحة في المواجهة لتتعانق دمشق والصين على ضفاف بحر قزوين علما أن حرب الأنابيب لم تنته عند الغاز بل هي حرب مياه كذلك قُطع فيها الطريق على أنابيب المياه التركية التي تنطلق من مناوجات التركية لتصب في المستوطنات الصهيونية وحرب المياه كذلك لا تنتهي عند هذا الفصل بل لها تتمة قد نذكرها لاحقا عند الإشارة إلى الدور المنوط بالأكراد وما إصرارهم على دخول الرقة والضغط على دير الزور بعد تأمين الحسكة إلا لحاجتهم الملحة لمجاورة نهر الفرات وحماية مجاريه وتأمين السد من داعش لتفادي الكارثة التي قد تحدث إذا تم تدمير السد أو تعطيله ما قد يتسبب في موت أكثر من مليوني شخص أو تجويعهم كما أن منطقة ما بين النهرين دجلة والفرات هي المنطقة التي يُراد للإرهاب أن يقيم دولته عليها وقد فعل قبل أن يُجتث من الموصل ويُهزم في تل عفر والرقة ودير الزور ويُطارد في البادية وعلى الحدود وبأفول نجم هذا الوحش الدموي تفقد تركيا حليفا كان يمدها بالبترول ويقاتل خصومها الأكراد وما عين العرب وعفرين منا ببعيد ومع ذلك فتركيا مازالت تمسك بأهم الأوراق في ملف المياه مثل مشروع جنوب شرق الأناضول كما يمكنها قطع المياه عن السد وكلا الأمرين مستبعد الآن للمصالح التي تربطها بروسيا وإيران لتعلم أن الحرب على وفي سوريا والعراق حرب مصالح وكل طرف له أدواته وأوراقه
وعندما يتفق الجميع وتنجز المشاريع فلا باكي إلا القطيع
وأهم المشاريع التي هي قيد الإنجاز الآن إعادة ترسيم حدود المصالح وتحديد مناطق النفوذ ثم تقاسم المغانم ففي الوقت الذي تلتقي فيه المصالح الروسية الأمريكية في البادية السورية يتم تجاهل الملف الليبي وتأجيل حسمه فمن غير المسموح لأحد من الأقوياء الاستئثار بهذا الفضاء الذي تعتبره أوربا غنيمة حربها وتعده أمريكا تابعا لها وتحرص روسيا على رده إلى حضنها وتتقاتل فيه وعليه تركيا ومصر والإمارت وقطر وتحتمي منه دول الجوار








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال