الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأدب عبر الإنترنت

رحيم العراقي

2006 / 2 / 13
الادب والفن


لتعاطي الأدب عبر الإنترنت إيجابيات كثيرة على الشباب والأدب الذي سيقدمونه من بينها:
- توفر المادة الأدبية والمعرفية بسهولة، من خلال خدمة البحث المتوفرة في معظم المواقع والمنتديات، مما يسمح للجميع بالبحث في الأرشيفات التي أصبحت مشاعًا لكل المبحرين في الشبكة، ولا تقتصر ملكيتها على الموقع وأصحابه.
- عدم وجود رقابة على ما يُكتَب غير الرقابة الذاتية، وهذا يمكّن الأديب من الاطلاع على أي نص مهما كانت فكرته، أو مضمونه، أو التيار الذي يمثله، وكذلك يمكّنه من الكتابة في ما يشاء من دون وجود رقيب عليه غير ذاته. ومن شأن هذا أن يعزز جانب الرقابة الذاتية عند الأديب الشاب، وأن يمنحه دفعة مضاعفة من الثقة بالنفس، بعدما أصبح هو المسؤول عما يقرأه ويكتبه على الشبكة.
ولكن الأمر لا يخلو من وجود بعض السلبيات، ومنها على سبيل المثال:
- كثرة المعروض على الشبكة بحيث يجد الأديب الشاب صعوبة في تمييز غثّه من سمينه، مما يجعل هذه المنتديات بيئة مناسبة لاكتساب معلومات مشوشة ومضطربة، وغير أكيدة.
- تفتح هذه البيئة الأدبية “الإنترنتية” ذراعيها لكل من يريد أن يكون أديبًا، بغضّ النظر عن توفر الموهبة أو عدمها، فيمكن للجميع أن يصبحوا شعراء على سبيل المثال، من دون رقيب يقف على بوابة “ديوان العرب” كي يحول دون دخول المتطفلين إليه.
- عدم وجود متخصصين في الأدب ونقده في معظم المنتديات الأدبية، لقراءة المشاركات الأدبية ونقدها أو التعليق عليها بما يعود بالنفع على الأديب نفسه، وعلى بقية أعضاء المنتدى، بل إن المترددين على المواقع الأدبية هم غالبًا من غير المتخصصين في هذا المجال، ولكنهم يحبون الأدب، ويرون هذا سببًا كافيًا لممارسة دور المتخصص في الأدب ونقده.
ومع وجود هذه السلبيات وغيرها إلا أننا يجب أن ننظر إلى الجوانب الإيجابية، وأن نعززها، مع محاولة تفادي السلبيات والتقليل منها قدر الاستطاعة، خصوصًا إذا كانت الإيجابيات تفوق السلبيات. ولا بد من إجراء دراسات ميدانية تحاول الكشف بدقة عن هذا الجانب، وأن يتم اتخاذ القرارات المناسبة بناء على نتائج هذه الدراسات.
إن المبحر في شبكة الإنترنت، والمتصفّح في مواقعها المختلفة، لا يملك إلا أن يخرج بانطباع مفاده أن هذه الشبكة فجّرت مواهب أدبية كامنة لدى شبابنا، أو حفّزتهم على التحليق في فضاء جديد، طال ابتعادهم عنه، لأسباب قد لا تكون معروفة، لكن يمكن تخمينها، أو توقعها، من مثل: إحساسهم بالحرية في الكتابة من دون خجل تحت ستار الأسماء المستعارة، وحب المغامرة الموجود فطريًا عند هذه الفئة العمرية. ومن المفرح أن في مقابل الأعداد الهائلة من الشباب الذين يستخدمون الإنترنت لتبادل ملفات الأغاني والأفلام والألعاب، يمكن التوقف عند عدد غير قليل من المواقع الثقافية والأدبية الجادّة، التي يترأسها شباب اتخذوا الأدب، إما حرفةً، أو هواية، أو وسيلة للوصول إلى قلوب الجماهير، واتخذوا من شبكة الإنترنت قاعدة ينطلقون منها، بديلا عن الوسيط الورقي الذي أصبح تداوله بين هذه الفئة عمومًا قليلا، وربما نادرًا.
والذي يلفت النظر في هذه النقلة في تعاطي الأدب من الطور الورقي إلى الطور الإلكتروني هو أن تفاعل الجمهور مع الطور الإلكتروني أفضل، كما يبدو من الدخول إلى عدد من المواقع والمنتديات الجادّة، من تفاعلهم مع النصوص المكتوبة على الورق. وفي هذا ما يثير الكثير من الأسئلة، إذ إن الأدباء الشباب وغيرهم كثيرًا ما عانوا من قلّة تفاعل المؤسسة الثقافية والنقاد والجمهور معهم، وعدم إقبالهم على ما يقدمونه من إبداع، ولكن المتصفح للمواقع الأدبية المختلفة على شبكة الإنترنت يجد وجهًا للجمهور، يختلف عن ذلك الوجه السلبي الذي عرفناه له في ما سبق. وبعبارة أخرى، يبدو أن المتلقي الإلكتروني يختلف عن المتلقي السابق، من حيث طاقته على التفاعل مع ما يُطرح أمامه إلكترونيًا. ولعل العلاقة في هذه الحالة طردية، إذ كلما زادت الخيارات المتاحة للمتلقي زاد تفاعله معها، والعكس صحيح..مو هيج..؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فايز الدويري: فيديو الأسير يثبت زيف الرواية الإسرائيلية


.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي




.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |


.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه




.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز