الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوجه الاخر لمسألة الروهنغا ببورمة

الرفيق طه

2017 / 9 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


الوجه الآخر لمسألة الروهنغا

يمثل الروهينغا اقل من 20./.من شعب بورما او ماينمار. الحرب الاهلية قديمة جدا في في هذه البلاد منذ قرون خلت .لكن اشتعال فتيلهابين البوذيين التبت و المسلمين حديثا دشنته بريطانيا بداية عقد الاربعينات من القرن الماضي لفرض سيطرتها على البلاد . فبعد المقاومة الشديدة التي لاقتها بريطانيا المستعمرة من المسلمين الذين يقيمون في الولايات الجنوبية عملت على عزلهم من المناصب الادارية لتحل محلهم غيرهم من التبت و الاقليات الاخرى . و شجعت تانيب العرقيات و المذاهب الاخرى ضد المسلمين . هذا ما يسر على بريطانيا التحكم في البلاد خاصة ان اهمية بورمة قوية خاصة بعد سيطرة فرنسا على اللاووس و فيتنام .
منذ ستينيات القرن الماضي و بورمة تعيش تحت الحكم العسكري الذي حاول لم شمل البلاد و اخراجها من الحرب الاهلية و اعادة الحكم للمدنيين الذي لم يتم الا قبل سنتين من الآن . المصالح المتداخلة للدول الاستعمارية تركت البلاد معاقة امام التطور و الاستقرار ، و كلما خطت خطوة الا و طفى ملف من الملفات للواجهة يجعل البلاد في ازمة دولية و محلية . و هكذا سنة 2011 لما حاول المجلس العسكري الحاكم تاسيس دستور للبلاد طفت على السطح قضية الروهينغا و استعملت كل الضغوطات الاعلامية و الدبلوماسية و القرارات الدولية توجت بتسليم جائزة نوبل للسلام لزعيمة المعارضة و التي تسلمت الحكم في البلاد الان .
و رغم الدعم الدولي الذي تلقته زعيمة ماينمار و القوة المعنوية التي اكتسبتها كحاصلة على جئزة نوبل للسلام و رغم تبنيها لخطاب مترفع عن الاثنيات و المذاهب و الديانات فقد وجدت نفسها امام مطبات ستعصف بكل المجهودات التي تدفع نحو الاستقرار .
موقع دولة بورمة او ماينمار يجعلها عرضة لكل الاطماع الامبريالية ، كما ان تعدد حساسياتها الدينية و العرقية يجعل منها لقمة سائغة و طيعة للفتنة و التدخلات الخارجية .
البلاد التي تعتبر من اغنى المناطق بالخشب الثمين و 80./.من اراضيها غابوية ، و تسيطر على اهم مخزون عالمي من الياقوت و المرجان. و باطنها يحتوي على نسب مهمة من معدن الزنك و صفائح الذهب . ينضاف لها مخزون من الغاز و البترول ، هذا كله اذا اضفناه لمجار مائية جد مهمة و شواطئ تنافس تايلاند .
يساهم في سيلان لعاب الشركات و الدول الامبريالية و يجعل مصالحهم تتصارع للتحكم في مدخرات ثرواتها .
من الناحية الاستراتيجية يعد موقع ماينمار او بورمة ذا اهمية لا تضاهى في منطقة جنوب شرق آسيا . بلاد تقع بين الهند و الصين كقوتين عالميتين اقتصاديا و ديمغرافيا ، و تجاور تايلاند و اللاووس و البنغلاديش و قريبة من الفيتنام و اندونيسيا .
الذين يتابعون السياسة الدولية منذ عقود يتفهمون ما معنى خلق دول فاشلة بالقرب من دول عظمى . تجربة افشال الدولة بافغانستان و جعلها مرتعا للارهاب الرجعي له اثره الكبير على الاتحاد السوفياتي في فترة الثمانينيات كبلد جار و كحليف لنظام نجيب الله . و الحرب في افغانستان و تنبيه النعرات الاثنية و المذهبية و الدينية و حرب المجاهدين لم يكن هدفها تحرير الافغان من الروس و لكنه اسلوب لاضعاف الدولة العظمى في الاتحاد السوفياتي و القيام بحرب استنزاف بالوكالة ضده . هذا الاسلوب الناجح هو نفسه تم استغلاله في الشيشان و البلقان ثم في اوكرانيا . كما استعمل في العراق و سوريا . و اليوم و بعد التحولات الدولية التي عرفها العالم على المستوى الاقتصادي و السياسي و عدم قدرة الولايات المتحدة على احتكار موقع الريادة في تسيير العالم و بظهور اقطاب جديدة تنافس القطب الاروامريكي كقطب البريكس و الذي تعد فيه الصين و الهند و روسيا كدول محورية اضافة الى جنوب افريقيا و البرازيل و في ظل انفلات خيوط اللعبة و توازن الرعب في شبه الجزيرة الكورية من يد الولايات المتحدة و حلفائها و بلوغ الازمة الى مداها الذي لن ينتهي الا بتسليمهم بقوة كوريا الشمالية و استقلالها و صعوبة اللعب في المحور الرابط بين روسيا كوريا الشمالية و الصين الا كمن يلعب بالنار . كما ان روسيا تمكنت من تجاوز كل الازمات التي خلقتها لها الدول الغربية و تحديها لاستراتيجياتهم المتتالية لتصبح اليوم قوة عالمية لا يمكن الفعل فيها بل هي اليوم فاعل متحكم في الجزء الاهم من محيطها و مناطق نفوذها بل ان توسعها ينذر بالارتفاع طولا و عرضا . في ظل كل هذه الظروف ستصبح بورمة هي المستنقع الذي ستتجمع فيه كل اشكال الارهاب الدولي المتستر تحت اسماء القاعدة و داعش و الجهاديين باسماء و القاب تختلف في الشكل لكنها تتوحد في المضمون لخلق بؤرة تتمكن من خلالها الولايات المتحدة الامريكية و حلفاؤها من النبش في حدود الصين و خلق مناطق توتر عالمية من هناك قد تدفع بحروب اهلية تؤثر على اقتصاد المنطقة و استقرارها ، بل يصبح ملف بورمة وسيلة ضغط و ابتزاز ضد الصين التي عرفت كيف تتجاوز الوقوع في فخ الحروب الاستنزافية التي تديرها امريكا و حلفؤها ضد اعدائها . و يعد ملف تايوان و كوريا الشمالية نموذجين صارخين على نباهة القيادة الصينية . بؤرة توثر بورمة و المنطقة جنوب شرق آسيا توفر للامبريالية ملاذا آمنا لبيع الاسلحة و خلق مستعمرات جديدة بوكلاء طيعين .
و في كل مرة يبقى الاسلامويون تحت عناوين متعددة هم خزانا لن ينضب لتمرير مخططات الامبريالية العالمية بتوفير التموين المالي و البشري و الايديولوجي و الفكري لتمرير مخططاتها ، كما انها هي حطب النيران المشتعلة لحرق الشعوب باسم الجهاد و الدفاع عن المسلمين او احد مذاهب المسلمين . للاشارة فان مسلموا بورمة هم في اغلبيتهم من اصول بعيدة من اليمن و السعودية و اندونيسيا بنسبة ضعيفة جدا . هم اليمنيون الذين يذبحون في اليمن على يد تحالف دول و منظمات هم انفسهم يدعون للدفاع عن اليمنيين في بورمة . فهل سيخلف المسلمون الموعد على خدمة الامبريالية العالمية و يعودون لرشدهم و يفوتوا على اعداء الشعوب فرصة استغلال معتقداتهم لحرق شعوب و طاقات بشرية و مادية و استغلال ثروات الشعوب المضطهدة .؟؟؟ لا امل في المدى القريب و المتوسط .
سي محمد طه الدار البيضاء 06/08/2017








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أشاركك الرأي يا رفيق
عاطف الكيلاني ( 2017 / 9 / 7 - 14:42 )
نعم .. هذه قراءة مختلفة عما تحاول الدوائر الإسلاموية المرتبطة بالأجندة الإمبريالية ترويجه حول ضرورة مساهدة مسلمي مينامار في شنّ حرب مقدسة ضد كل مكوّنات المجتمع البورمي . إنه نفس الخطاب والسيناريو الذي استعملته تلك الدوائر في العراق وسورية واليمن وليبيا وقبل كل ذلك في افغانستان . علينا ألا ننساق وراء هذه الدعاية المغرضة والرخيصة في آن . سوف ننشر مقالك في موقع - الأردن العربي - www.arabjo.net ،
المقال مهم ... شكرا لك وللحوار المتمدن


2 - أشاركك الرأي يا رفيق
عاطف الكيلاني ( 2017 / 9 / 7 - 14:51 )
ارجو من الكاتب الكريم أن يراسلني على هذا الإيميل
[email protected]
مع الشكر


3 - تصريح بالنشر
الرفيق طه ( 2017 / 9 / 8 - 00:47 )
تحياتي للاستاذ الكيلاني ،يسعدني مرورك و اسعدت بتعليقك و اشير لك بالنشر و لكل من له الرغبة في نشر المعرفة .دورنا هو تعميم المعلومة .مع التقدير و الاحترام لكل القراء .


4 - اصبت الهدف.
خليل احمد ابراهيم ( 2017 / 9 / 9 - 14:01 )
حقيقة موضوع رائع واصاب صميم العلة،هذه العلة الموجودة في الإسلام وبالذات المسلمين
العرب.

اخر الافلام

.. إيران :ماذا بعد مقتل الرئيس ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. إيران تعيد ترتيب أوراقها بعد مصرع رئيسها | #التاسعة




.. إسرائيل تستقبل سوليفان بقصف مكثف لغزة وتصر على اجتياح رفح


.. تداعيات مقتل رئيسي على الداخل الإيراني |#غرفة_الأخبار




.. مدير مكتب الجزيرة يروي تفاصيل مراسم تشييع الرئيس الإيراني وم