الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أستراتيجيات دول المشرق العربي بين الغباء والتواطئ

كرم خليل

2017 / 9 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


تُقدم دول السعودية ومصر والإمارات نفسها على أنها محور عربي واحد ضد المحور القطري الإيراني، وإذا اعتبرنا أن ذلك صحيح فيحق لنا أن نسأل: ماذا فعلت تلك الدول خلال ست سنوات من "حراثة" إيران لسورية والعراق واليمن؟ وهل تمتلك تلك الدول مفاهيم موحدة وأهدافاً مشتركة تجاه ما يحدث؟
الجواب بكل تأكيد لا، وهذا ما يقوله سياق الأحداث على مدى الأعوام الماضية، فالسعودية قامت بشرعنة الاحتلال الإيراني للبنان من خلال الحريري، الذي تم تنصيبه "كراكوزاً" في بيروت، وذلك بدلاً من أن تقلب الطاولة على إيران! ومصر، وبدلاً من أن تقف مع الثورة السورية ضد وكيل خامنئي في دمشق، ذهبت إلى أن تكون ما يشبه الداعم لهذا المجرم، بحجة الخوف من الإخوان المسلمين الذين تديرهم قطر حليفة إيران بالسر والعلن! أما الإمارات، فليس لديها أي موقف أو عمل ذو معنى ضد الهيمنة الإيرانية على سورية.
وعلى الطرف الآخر من سورية، وتحديداً في إسرائيل، فإن هناك من بدأ ينظر لسياسة نتنياهو المعادية لمشروع الهيمنة الإيرانية على المنطقة على أنها فخ نصبه له الإيرانيون أشغلوا به نتنياهو ليستفردوا بكامل مساحة الملعب، حيث اقتصرت السياسة الإسرائيلية على الالتزام والتحرك ضمن مجموعة معايير أمنية بخصوص اسرائيل.
أما بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، وحتى بعد وصول ترامب إلى السلطة، فما زالت تعتبر حليفاً نظرياً للسوريين المناهضين للاحتلال الإيراني، ولكن على الأرض تتلقى كل القوات التي تقودها إيران في العراق الدعم والمساندة الجوية، وفي سورية تحظى ذات القوات بتسهيلات مرور أمريكية وتغطية سياسية، مع اعتبار أن سبب الكوارث هو موسكو! وما زال نفوذ هذه القوات والمساحات التي تسيطر عليها تباعاً يتعاظم ويكبر، بل إنها باتت تحظى بدعم ومساندة جوية وبرية روسية أيضاً في السنة الأخيرة.
لقد صرح ترامب ذات مرة أن أوباما وكلنتون هما من صنعا داعش والنصرة، وهو صادق بذلك، ولكنه لم يكمل المعلومة و التتمة . أنهما خلقاهما بالتعاون مع إيران وقطر، لتسهيل وتبرير قيام إيران باحتلال المنطقة.
وقال ترامب بأنه سيقضي على مشروع أوباما (داعش والاحتلال الإيراني للمنطقة)، فوقف الروسي بوجهه وقال له ، لن تستطيع فأنا سأحميهم بعد أوباما، الذي كان يحميهم سابقاً. وهنا بدأت الماكينة العالمية، التي كان يمثلها أوباما، بشن الحرب على ترامب ، بزعم أنه حليف لروسيا عدوة أمريكا!
أما على مستوى السوريين أنفسهم، فقد صرّح غالبية اللاجئين السوريين إلى أوروبا والولايات المتحدة لسلطات تلك البلدان بأنهم هاربون من جرائم تنظيمي القاعدة وداعش، وذلك ليحظوا بأولوية في إعادة التوطين, وتقاطعت إفاداتهم مع بروبوغاندا الإعلام المؤيد للنظام ولليمين. فساهم هؤلاء في خلق أجواء مغايرة للواقع وللحقيقة في الدول الغربية, وساعدوا في تصوير نظام الأسد على أنه عبارة عن حكومة ترفض مطالب المعارضة الإصلاحية! .
غالبية هؤلاء اللاجئين المعارضين في العواصم الغربية انصرفوا إلى تسوية أوضاعهم القانونية والاقتصادية, ولم تستطِع هذه التكتلات البشرية تحويل نفسها إلى كتلة ضغط فعّالة في عواصم القرار من أجل خدمة القضية.
كل تلك الأحداث أوصلتنا إلى وضع دولي معقد جداً، لا يمكن أن يبدأ بالتفكك من دون استخدام القوة العسكرية الوطنية الحقيقية التي تأمن بسوريا الوطن سوريا المساواة بقيادة أبناء هذه الوطن الذي اصبح على حافة الهاوية بسبب غباء الاصدقاء قبل الاعداء، بدعم دولي أمريكي مطلق حقيقي دون المحيسطة والمراوغة مثل السنوات الماضية ، وبالتأكيد سيرضخ بوتين لذلك، وبعد تلك الحرب سيعود الاستقرار من جديد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل نجح الرهان الإسرائيلي في ترسيخ الانقسام الفلسطيني بتسهيل


.. التصعيد مستمر.. حزب الله يعلن إطلاق -عشرات- الصواريخ على موا




.. تركيا تعلن عزمها الانضمام إلى دعوى -الإبادة- ضد إسرائيل أمام


.. حراك الطلاب.. قنبلة موقوتة قد تنفجر في وجه أميركا بسبب إسرائ




.. لماذا يسعى أردوغان لتغيير الدستور؟ وهل تسمح له المعارضة؟