الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ارهاب الاعلام واعلام الارهاب ..!!

امجد المصرى

2017 / 9 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


أرهاب الأعلام وأعلام الأرهاب ..!!

بقلم : أمجد المصرى

يعتمد الارهاب لتحقيق اهدافه السياسيه على عنصرين اساسيين هما افشاء الذعر والخوف من ناحيه ونشر الفكر الهدام من ناحيه اخرى ...فهى حرب نفسيه فى المقام الاول فغالبا لا يسعى الارهاب كثيرا الى تحقيق اضرار عسكريه بالخصم بقدر سعيه الى هدم معنوياته واكراهه على اتخاذ قرارات او قبول املاءات لم يكن ليتخذها او يقبلها لولا هذا العامل الارهابى الخارجى .
ويوصف الارهاب بانه عنف غير رشيد يقع على ضحايا ابرياء فى الاغلب لا علاقه لهم بطرفى الصراع .. ويمكن القول بان الارهاب وسيله وليس غايه فللأرهاب اهدافا خفيه يقوم هو بدور الوسيله لتحقيقها الا ان تلك الوسيله احيانا قد تطغى على الغايه فيصبح الارهاب غايه فى حد ذاته لبعض المرضى والشواذ عقليا وفكريا والواقعين تحت تاثير الشحن المعنوى المزيف والمضلل.. حيث يصل الارهابى احيانا الى حاله من الياس فتتحول عملياته الارهابيه الى انتقام مجرد من اى هدف او غايه .
الخطا الذى نقع فيه احيانا ونحن نتصدى للارهاب اننا لا نفكر مثل الارهابيين فنركز على الوسائل دون الغايات التى غالبا تكون غير واضحة المعالم ولا تدل عليها الاحداث الا بالمزيد من التفكير والتحليل المسبق لنمط تفكير هؤلاء الاشخاص .. فهؤلاء لا يسعون دائما الى احتلال الارض او تدمير العتاد العسكرى مثلما كان يحدث فى الحروب التقليديه وانما قد يكون لهم اهداف صغيره وغير متوقعه لا تخطر على بال احد ومنها بل واهمها على الاطلاق هو مجرد اثارة الفزع وبث الخوف فى النفوس فهم فى الغالب يبحثون عن اكبر عدد من المشاهدين لاعمالهم الارهابيه بقدر اكبر كثيرا من سعيهم لاسقاط عدد كبير من القتلي .
اذا فالارهاب هو عمل موجه الى النفوس والعقول بالدرجه الاولى اكثر منه توجيها الى الاجساد والمنشات وبالتالى فان اهم علاقه يجب رصدها هنا هى علاقة الارهاب بالاعلام ...حيث تتوافق قوة العمليه الارهابيه ودرجة نجاحها غالبا تناسبا طرديا مع درجة التغطيه الاعلاميه لها حيث تزداد القوه التاثيريه فى خلق الذعر وبث الخوف اطرادا مع كثافة التغطيه الاعلاميه لها .. فقد لا تسعد الجماعه الارهابيه كثيرا بقتل المئات من الرهائن فى عمليه واحده بقدر سعادتها واحتفالها بقتل رهينه واحده فقط اذا كان الحدث يبث مباشرة على شاشات التليفزيون فالامر هنا يعتمد على الدور المرعب الذى تلعبه وسائل الاعلام في تضخيم العمل الارهابى وانجاح مخططات من نفذوه فى غرس الرعب في النفوس واضعاف المعنويات وخلق الاثاره واسقاط الانتماء وهز الثقه فى مؤسسات الدوله ومكوناتها الامنيه على الاخص .
اذا فأن الاعلام يقدم دون ان يدرى فرصه غير مسبوقه للارهاب حيث زاد من نشر هذه العمليات التى ربما كانت تحدث من قبل دون ان يكون لها هذا الاثر الهائل فى النفوس الذى نراه الان فاصغر عمليه دهس او تفجير او حتى اطلاق نار عشوائى فى احدى الدول الاوربيه اليوم اصبحت تمثل ذعرا عظيما لكافة سكان هذه الدوله والدول المحيطه ايضا نتيجة بث هذه الاحداث تليفزيونيا والمبالغه فى تغطيتها اعلاميا وفضائيا لتصل الى كل بيت وكل عقل فيحدث ما تمناه منفذوها من خوف وفزع وهزيمه معنويه .

وتمثل العمليات الارهابيه قمة الاثاره والجاذبيه لاى محطه تليفزيونيه حيث يتسابق الجميع لنيل شرف البث المباشر وسبق التغطيه دون ان يدرى بخطورة الاسراف فى اشاعة واذاعة هذه الاحداث وتضخيمها والاثر السلبى الذى توقعه هذه المشاهد فى نفوس مواطنى الدوله .

اذا فلاعلام يؤدى خدمات مجانيه لا حصر لها لهؤلاء الارهابيون وينفذ لهم اغراضهم الاساسيه الغير معلنه بنشر الرعب سواء نجحت عملياتهم على الارض ام فشلت فسيتكفل الاعلام دائما بباقى المهمه بنجاح ولو تمعن هؤلاء قليلا لادركوا حجم الجريمه التى ارتكبوها دون ان يشعروا حتى مع التحجج بحق الانسان فى المعرفه الا ان هذا الحق قد يسقط احيانا اذا تعارض مع المصلحه العامه للدوله .

يجب ان يدرك رجال الاعلام انهم جزء اصيل من مشكلة الارهاب ونشر الشائعات والحرب النفسيه التى تمارس على بعض الدول فالدعايه التى يقدمونها مجانا هى من اقوى اسلحة الحروب الحديثه وبالتالى فعليهم الالتزام بقدر كبير من الحياديه بنقل الخبر وفقا لحجمه الحقيقى دون مغالاه فى اضفاء الاثاره الاعلاميه بل والسعى نحو التقليل من الاثار السلبيه لنشر مثل هذا الخبر او الشائعه بقدر يسير من الذكاء الاعلامى لهدم الفكره الاساسيه للارهاب وهى نشر الفوضى والخوف واسقاط الدول من الداخل .

ان قضية الاعلام والارهاب شديدة التعقيد ويجب تناولها بعقلانيه وذكاء بما يحفظ للاعلام حريته ومصداقيته وفى نفس الوقت يقلل من الاثار السيئه على نفوس ابناء الدوله من بث اخبار مغالطه للحقيقه او تضخيمها لمجرد جذب الانظار ومتابعة هذه القنوات دون الاخذ فى الاعتبار لمصلحة الدوله ومواطنيها ..
فى النهايه يبقى السؤال ... هل سيرغم الارهاب بعض الدول على تضييق مساحة الحريه الاعلاميه ام ان ألامر اصبح حتميا ولا مفر منه ... انها حروب الجيل الرابع والخامس والتى تعتمد دائما وابدا على كسر العزيمه وقهر الانتماء واشاعة الفوضى ..فهل يفيق رجال الاعلام ام يستمرون فى اللهث خلف الاعلانات والارباح ونسبة المشاهده والشهره الزائفه وتقديم العون الرائع لهؤلاء الارهابيون دون ان يشعروا كالدبه التى قتلت صاحبها ... حفظ الله الوطن من كيد الاعداء وغباء المحبين ......!!!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا