الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما تصادر الديمقراطية ذاتها

عبد العزيز الخاطر

2006 / 2 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


لا أدري هل تبقي الديمقراطية أسماً على مسمي عندما يطلب من الفائز سواء كان حزب أو كتله أو تجمع أن يغير من برنامجه أو أجندته التي تم بموجبها وعلى أثرها تم انتخابه من قبل الجماهير والشعوب . عندما يحدث مثل ذلك تتحول الديمقراطية الى عقيده صلبه لها شكل واحد ومحدد وهو ما لم يشهد له التاريخ في بلدان نشأتها . اليوم يطلب من حماس أن تتغير لتدخل ضمن جلد ديمقراطية محدده لها شروطها وإملاءاتها حتى يسمح لها بممارسة السلطة بدعوى أن المرحلة القادمة على الحركة أن تلعبها سياسياً بعيداً عن مشروعها النضالي السابق وعليها بالتالي أن تغير أهدافها وتوجهاتها وهنا يطرح سؤالاً قد تتغير حماس كما يريدون ولكن هل ستتغير نفسية واتجاهات من صوت لها واختارها من قطاعات الشعب الفلسطيني الواسعة وكيف يمكن أن تكون معبرة عن هذه القطاعات بعد ذلك ؟ الإشكالية تتمثل في أن الديمقراطية بشكلها الحالي منتوج غربي في النهاية وعلى من يستعملها أن ينتج ما يتفق ويتصالح مع بلد النشأة لهذه العملية في حين أن الشعوب البائسة واليائسة من أنظمتها القائمـة تتطلـع الى من يحقق إرادتها وطموحها ، هنا نحن أمام عملية " نفي " مزدوج أما أن تنفي الديمقراطية نفسها بانقلابها على مشروعها الذى اوصلها وأما أن تستمر على صـورة من انتخبها ليأتيها " النفي " حينئذ من الخارج كما حدث في الجزائر في أوائل التسعينات المنصرمة . البعد الفلسفي بين الديمقراطية ونتائجها هو فى الحقيقة تجلى لواقع معين وليس اسقاطا فوقيا وهو ما يرفضه هذا الغرب هنا . المراد أنه حتى الديمقراطية تحتاج الى قوة أما ديمقراطية الضعفاء فأنها لا تلبث أن تنفى نفسها أو ينفيها الآخرون .
[email protected]










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة سقوط صاروخ أطلق من جنوب لبنان في محيط مستوطنة بنيامين ق


.. إعلام سوري: هجوم عنيف بطائرات مسيرة انتحارية على قاعدة للقوا




.. أبرز قادة حزب الله اللبناني الذين اغتالتهم إسرائيل


.. ما موقف محور المقاومة الذي تقوده إيران من المشهد التصعيدي في




.. فيما لم ترد طهران على اغتيال هنية.. هل سترد إيران على مقتل ن