الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطاب الكراهية بضاعة عصابة ولاية الفقيه في أسواق أميركا اللاتينية

عادل محمد - البحرين

2017 / 9 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


يتحدث الباحثان إيمانويل أوتولنغي ومكايلا فراي من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية عن سياسة إيران في نشر التطرف الإسلامي ببلدان أميركا اللاتينية تحت غطاء الاعتدال وبذريعة محاربة التطرف، وذلك عن طريق بناء مراكز ثقافية تسعى ضمن استراتيجيتها إلى تعبئة الجالية المسلمة وكسب مناصرين من السكان الأصليين.
سان باولو (البرازيل) - آية الله محسن الأراكي، الذي يدعو بصريح العبارة إلى “القضاء على إسرائيل” وقام بتعزيز علاقات ودية مع طالبان، وصل إلى مدينة ساو باولو البرازيلية وناقش كيف يمكن للمسلمين محاربة “الإسلام المتطرف”. يحتل الأراكي منصبا كبيرا في نظام الملالي الإيراني ويتظاهر بأنه معارض للتطرف، الأمر الذي يعطي المثال الواضح على طريقة سعي إيران إلى تصوير نفسها على أنها حليف للغرب في معركته ضد داعش والقاعدة.
الحقيقة أن زيارة الأراكي هي دليل آخر على سعي النظام الإيراني إلى تصدير النوع الخاص به من الإسلام السياسي، وذلك عبر تلقين وزرع أفكار الحقد والتطرف للجاليات الشيعية المهاجرة، بالإضافة إلى نشر وتعزيز نفوذ طهران في المنطقة.
ولم يكن مستضيفو الشيخ الأراكي في البرازيل سوى من المراكز الدينية المحلية المرتبطة بحزب الله والتي تروّج للثورة الإسلامية الإيرانية. وضمت اللقاءات شخوصا من الإسلام الشيعي مقيمين في أميركا الجنوبية بالإضافة إلى إيرانيين من أتباع محسن رباني، الملحق الثقافي السابق لإيران في أميركا اللاتينية والعقل المدبّر للهجوم الإرهابي لسنة 1994 في الأرجنتين الذي خلف 85 قتيلا في مركز آميا اليهودي.
ومنذ ثمانينات القرن الماضي عملت طهران بسرعة على إحداث البنية التحتية للعمليات العلنية والسرية في النصف الغربي من الكرة الأرضية، وتأتي زيارة الأراكي في إطار خطة شديدة الإحكام لتلقين الجاليات الشيعية الحالية أفكار التطرف وفي الوقت نفسه تتولى البحث عن أنصار جدد بين المتعاطفين المحليين مع الخطة السياسية الإيرانية.
والبرازيل ليست الهدف الوحيد للجهود الإيرانية في هذا الصدد، إذ قدّم الدعاة الإيرانيون ومساعدوهم المحليون في كافة أرجاء المنطقة أنفسهم على أنهم يدعون إلى حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية للحصول على موطئ قدم بين المجموعات المحرومة والمهمّشة في البرازيل وتشيلي وكولومبيا والسلفادور والمكسيك والبيرو. وكذلك بالاعتماد على حلفاء مثل بوليفيا وكوبا ونيكاراغوا وفنزويلا، حيث أقامت فيها إيران قواعد عملياتية متقدمة لنشر فكرها الدعائي.
بالرغم من القوانين الصارمة المتعلقة بمعاقبة من يروّج لخطاب الكراهية، فإن الحكومة البرازيلية سمحت بزيارة الشيخ الأراكي مما أثار غضبا شديدا بين المجتمعات الدينية
ولعل أفضل مثال لاعتناق الإسلام الشيعي على الطريقة الإيرانية هو إدوار كويروغا فرغاس، الناشط الحقوقي البيروفي، الذي تم احتواؤه من قبل دبلوماسي إيراني. واكتشف كويروغا الإسلام الشيعي في مؤتمر انعقد في سنة 2009 في بوليفيا برعاية التحالف البوليفاري للأميركيتين، وهو عبارة عن كتلة أسسها فيدال كسترو وهوغو تشافيز شاركت فيها إيران كدولة ملاحظة. وبعد وقت قريب سافر كويروغا إلى إيران لمدة ثلاثة أشهر، حيث تتلمذ على يد رباني، وعند عودته إلى البيرو أسس مركز “أنكري إسلام”، وهو أول مركز ثقافي إسلامي شيعي في البلاد.
ويختزل مركز “أنكري إسلام” استراتيجية لمزج التعاليم التقليدية بالإسلام الشيعي الثوري من خلال التركيز على أوجه التشابه في الخطابات التاريخية عبر مقاربات بين الاعتقاد الشيعي في عودة المهدي المنتظر والأساطير الخاصة بالمنطقة مثل عودة إنكا.
وأعطى كويروغا في الظاهر واجهة قانونية لمركزه الثقافي، في حين أن الحقيقة تتمثل في خدمة مصلحة إيران وتنفيذ مخططها. وتدعو عقيدة الإسلام الأنكري إلى تحرير الأنكا من “الاستعمار الصهيوني” حسب زعمها، وتؤمن بأن “انقراض الدولة الصهيونية” سيساعد على ظهور المخلّص السياسي.
معاداة السامية ليست أبدا بعيدة عن الكراهية لإسرائيل، وفي هذا السياق ووفاء لهذا التوجه اتهم كويروغا علنا 300 صيرفي يهودي صهيوني بارتهان اقتصاد واحد وثلاثين مليون مواطن بيروفي. وطفق يتهم أعوان الموساد الإسرائيلي بتنفيذ تفجير “آميا”، وأعلن عن استعداده ليكون “جنديا من جند الإسلام” لمصلحة الثورة الإيرانية، وهو تعهّد قد يسعى إلى الوفاء به عن طريق الحزب السياسي الذي أسسه مؤخرا في البيرو سمّاه “برتيدو دي ديوس”، أي “حزب الله” بالإسبانية.
كويروغا ليس ظاهرة منعزلة فقد فتح منذ سنة 2011 خمسة مراكز ثقافية أخرى في مختلف أنحاء البيرو، وأشرف على قرابة 25 طالبا سافروا إلى إيران لحضور البرامج والدروس الدينية التي يقدمها رباني في مدينة قم.
أفضل مثال لاعتناق الإسلام الشيعي على الطريقة الإيرانية هو إدوار كويروغا فرغاس، الناشط الحقوقي البيروفي، الذي تم احتواؤه من قبل دبلوماسي إيراني
وتقوم المراكز الثقافية الإيرانية ومرتادوها من الذين تلقوا تدريبا إيرانيا بنشر أجندة متطرفة ومتشابهة في مختلف أنحاء أميركا اللاتينية وكذلك على الصعيد الدولي، إذ يوفر المركز الثقافي المدعوم من إيران في سان دياغو بتشيلي مثلا، ترجمة إسبانية لكتابات الفرنسي روجي غارودي الذي شكك في المحرقة النازية ضد اليهود. وعادة ما تروّج الكثير من المراكز في مختلف أرجاء القارة لنظريات المؤامرة عبر الإعلام الاجتماعي وتمجّد ميليشيا حزب الله. وفي الأثناء يسوّق الإعلام الناطق باللغة الإسبانية المدعوم من إيران لخطاب نظام طهران.
ولا تقتصر الشبكات التي أقامتها إيران على الترويج لخطاب الكراهية بل ثبت تورطها في مشاريع إجرامية مثل تهريب المخدرات لتمويل حزب الله وغيره من وكلاء إيران.
وبالرغم من القوانين الصارمة المتعلقة بمعاقبة من يروّج لخطاب الكراهية، فإن الحكومة البرازيلية سمحت بزيارة الشيخ الأراكي مما أثار غضبا شديدا بين المجتمعات الدينية.
وتقول أوساط مدنية وحقوقية إنه يجب أن تكون هذه الجولة هي الأخيرة من نوعها لأي رجل دين إيراني يروّج للتطرف والكراهية، وعلى حكومات أميركا اللاتينية تقييم الأنشطة المتطرفة المدعومة من إيران مثل جولة المحاضرات التي قام بها الأراكي والعمل عن قرب مع الحكومات والمنظمات المحلية لمنع انتشار التطرف المدعوم من إيران في أميركا اللاتينية، تحت غطاء الاعتدال ومحاربة التطرف.
المصدر: موقع صحيفة العرب
----------
بالفيديو... فنزويلا على شفا الهاوية
https://www.youtube.com/watch?v=fQBE27uHp-0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حديث إسرائيلي عن استمرار علمية رفح لمدة شهرين.. ما دلالات هذ


.. مجلس الأمن الدولي يعرب عن قلقه إزاء التقارير بشأن اكتشاف مقا




.. سلسلة غارات عنيفة تستهدف عدة منازل في شمال غزة


.. الجيش الإسرائيلي يوسع عملياته في رفح




.. الجيش الإسرائيلي يطالب بإخلاء مناطق جديدة في رفح وشمال غزة