الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ست تأويلات في فيلم المحاكمة لأورسن ويلز

محمد احمد الغريب عبدربه

2017 / 9 / 10
الادب والفن


مقدمة
تجربة أورسن ويلز في تحويل رواية الاديب التشيكي فرانز كافكا المعنونة بـ "المحاكمة" إلي فيلم سينمائي، تجربة فريدة إلي أقصي مدي، تجربة احتفت بها المعاهد الاكاديمية للسينما في العالم وضمتها في منهاجها الدراسية، وهذا الاحفتاء امتد للنقاد، والجمهور، وحتي قراء الرواية الكافكاوية اللذين شاهدوا الفيلم شعروا ان هناك قراءة جديدة عن طريق بصريات الفيلم، حيث يكاد يكون الفيلم عمل فني موازي للرواية، يستحق المشاهدة والتأمل لاكتشاف مساحات جديدة للعمل الروائي لم تكن مكتشفة، لم يقم أورسن ويلز بنقل الرواية حرفيا كما هي، بل جسد روح الرواية مع رؤيته الاخراجية والسينمائية بالإضافة إلي الرؤية الفلسفية والأدبية الخاصة به التي استخلصها من النص الأدبي حيث لم تنفصل عن فلسفة وفكرة الرواية نفسها، ليصنع بهذا الفيلم العظيم عملا خالدا مدهشا، يستحق الكثير من الاشادة.
وتميزت أعمال أرسن دائما بعدم التكلف والقدرة علي ابتكار تقنيات أسلوبية سينمائية جديدة، وهذا الفيلم جاء في سياق اعمال ارسن السينمائية التي جاءت علي نصوص أدبية مثل النص الأدبي الخالد (عطيل) الذي حوله الي فيلم مدهش ايضاً، وهذه روح أورسن في السينما، الروح الادبية الفلسفية الذاتية الخاصة به، التي يطبقها في كل افلامه، مع مراعاة النصوص الادبية التي ينطلق منها، وهذا ما يجلعه في مكانة خاصة وفريدة في تاريخ السينما، ففي فيلم المحاكمة استطاع أن يوظّف أدواته السينمائية ولغته التعبيرية الجديدة أثناء كتابته للسيناريو وكأنه يعيد كتابة الرواية الأصل من جديد، إنه يستعير منها ثيمتها، أو بالأحرى فكرتها، أو أجواءها لكنه ظلّ أمينا لروحها أو الجو العام الذي أراده الكاتب رغم أنه لم يلتزم بنصها، والى حد ما بحسب المعايير النقدية الحديثة أنه كتب نصا جديدا.
وارسن ويلز استخدم معادلات بصرية كثيرة ومتعددة للتعبير عن الفكرة الفلسفية في الرواية، وذلك يؤكد عبقريته، وتفرده الاهم في الفيلم بجانب رؤيته الفكرية والفلسفية، هذه الرؤية البصرية، نجدها في تجسيد السلطة القميعة للأنظمة السياسية في أكثر من المشهد عبر مجسم للبيروقراطية الشمولية الهائلة وغريبة الشكل، بأذرع أخطبوطية معقدة، تجسدت بخيال سينمائي جامح ومدهش، وعبر صيغ مبالغة مقصودة مسبقا في تعميق غربة الفرد عن تلك البنية الاجتماعية التي صنعت ذلك المجسم، وتغييب لفردية الإنسان.
وهناك ملاحظة علي الرواية وقد ظهرت ايضا في الفيلم، ان أنسب طريقة للفهم وفك الشفرات والرموز ومحاولة تشريح التأويلات والافكار هو التحليل الرياضي والاستعانة بالرموز المنطقية ، لأن تشابكات الاحداث وتعقيدات المتاهات والحكايات السردية شئ متعب للغاية ولا ينفك الا بالأحالة الي تشابكات وتعقيدات اخري، فهناك امتدادت كثيفة لكل حدث أو معني في الرواية، والخطوط الرئيسية لا تتوقف عن الظهور والحضور دائما، وملحقات الأفكار دائما تأخد موضعها بقوة، وهناك دايرة كبيرة تحيط بكل تفصيلة كبيرة او صغيرة، دوائر هندسية وفراغات ومتاهات صنعها كافكا بحرفية مدهشة، من أجل الاحاطة بالمعني العام للحياة والعالم وفهم اشكاليات كثيرة منها السلطة والقانون واشكالية الوجود، مأزق الانسان.
معاني وتأويلات متعددة
ويأتي الفيلم المقتبس عن رواية كافكا معبرا عن أكثر من معني، فليس هناك معني واحد، او معني محدد، يمكن للمشاهد ان يتوقف عنده، هناك مساحات كثيرة من التأويلات المفتوحة، والتي لا يمكن القول أن بعضها صحيح والباقي خطأ ، المشاهد للفيلم، او القارئ للرواية، يكون مشاركا في فهم النص او الفكرة، فليس هناك سلطة محددة للفهم، وقد استطاع ارسن ويلز أن ينتهج هذا التوجه التأويلي للفكرة وأن لا يظهر تأويل وحيد لهذا العالم الكافكاوي، فليس هناك معني واحد في الفيلم ينتظره المشاهد بفارغ الصبر، ويتوقف عنده ويشعر بالانتصار لأنه فهم معني الفيلم. وهنا يمكننا القول اننا اما عدة تأويلات عن مغزي الفيلم او الرواية يمكن سردها كالأتي:
التأويلي البيرقراوطي والقانوني
استطاع ارسن باتقان التعبير بصرياً في أكثر من مشهد عن النظام البيروقراطي والفساد الرهيب في أجهزة القضاء، وهذه الرؤية كانت محور الفيلم بشكل رئيسي، كانت الاحداث تدور في اروقة المحكمة وكل الاشخاص ينتسبون لذلك، واسم الفيلم وايضا اسم الرواية لفرانز كافكا، وهذا التأويل القانوني ليس شرطاً ودليلاً علي انه المغزي الوحيد او المعني الرئيسي للفيلم، قد يكون مغزي شكلي للتعبير عن معني اخر، او معاني متعددة علي اكثر من صعيد. أو معني بجانب المعاني والتأويلات الأخري، فهو رمز للاحالة لمعاني اخري، وايضا يعبر عن معني في ذاته.
وشهد الفيلم بصريات كثيرة عن البيراقراطية "الدواوينية"، حيث يقف جوزيف ك. في مواجهة هذه البيرقراطية والنظام القضائي، الذي اتضح من خلال المشاهد أن هناك حالة من الفوضوية واللاجدوي في هذا النظام، وأيضا اتضح أن القانون كمعرفة صعبة للغاية، فهناك صعوبات فوق صعوبات، وليست الصعوبات لأهمية وقوة القانون علميا ومعرفيا، ولكنها صعوبات بسبب المتاهة من تراكم القوانين فوق بعضها، وايضا لكثرتها، وايضا لأنها تعمل من اجل سلطة لم يحددها الفيلم، وهذا قد يشير أن السلطة قد تتجاوز السلطة الحاكمة والقيم السلطوية في المجتمع وفي العالم الإنساني، هي سلطة منتشرة في كل مكان، سلطة في حد ذاتها وهي احدي التعبيرات والتفسيرات للسلطة وفقا لفلسفات ما بعد الحداثة، انتشار وتشتت القيم في أي مكان، وعدم ثبات شئ يمكن رؤيته والاتفاق حوله.
وهو ما جسده المخرج الامريكي أورسن ويلز وفقا للرواية في رؤية بصرية محيرة ومليئة بالتوهان، حيث أحد عملاء المحامي الاكبر والذي يجسد في الفيلم كمحامي لجوزيف ك. بطل الفيلم، هذا العميل يجلس في احد غرف المحامي يقرأ طوال اليوم عن كتب القانون ويحاول الفهم دون فائدة او الوصول الي شئ ويتم مراقبته من قبل الخادمة والسكرتيرة التي تعمل مع المحامي، هذا العميل قصير ويعاني من حالة وضعف واستسلام دائم، فرغم انه اشار إلي انه لديه اعمال تجارية الا انه ترك كل ذلك من اجل العيش مع المحامي في احد الغرف، وقد اشار المحامي أنه افضل العملاء وهو مستمر علي هذا الحال منذ سنين.
ويتضح من خلال الفيلم أن جوزف ك. تم توجيه له اتهام غير موجود أو غير محدد ومعروف من قبل القضاء، واصبحت هناك تهمة دائمة طوال الاحدث ضد جوزف، وهو لا يعرف ما هذه التهمة، ولماذا هناك ملاحقة قضائية ضده، فتبدأ الاحداث بإعتقال "جوزف ك."، موظف البنك المرموق، في صبيحة يوم عيد ميلاده حين يقتحم محققان أمنيان خلوة "جوزف" و يسوقانه إلى التحقيق في تهمة لا يبوحان بها، و يبقى "جوزف" طوال الرواية يسأل عن تهمته و لا جواب. شيئاً فشيئاً ينزلق "جوزف" إلى لعبة الإحساس بالذنب أمام هيمنة المؤسسة القضائية و السلطوية الطاغية فيبدأ عملية الدفاع عن نفسه ضد تهمة لا يعرفها أساساً فيما النظام الفاسد و القاسي يمعن في قهره حتى يصل الأمر بـ"جوزف" إلى نهايته المفجعة صبيحة يوم عيد ميلاده بعد عام من بدء محنته. وذلك يمثل متاهة تبدأ بكارثة ومفاجأة غير سارة، وتنتهي نهاية اكثر كارثية ضد شخص واحد.
الفيلم ملئ بالرموز الأغواء الأنثوي، حيث يشارك العنصر النسائي في تأويل القانون، وتأكيد فوضويته وعدم جدواه، وسلطته الضخمة الغاشمة، فهناك مشهد تضمن غرفة كبيرة بها الاف الكتب فوق بعضها موجود في منزل المحامي، يذهب اليها جوزيف ك بطل الفيلم والعميل الجديد لدي المحامي حيث يسير ويقفز علي تلال هذه الكتب بعد ان اغرته السكرتيرة، ويقوم بمحاولات بائسة بممارسة الحب معها، هنا يأتي الأغواء الانثوي في تمييع المعرفة بالقانون، ففوق الكتب تقوم الانثي بغزل خيوطها الاغرائية للعميل، ومحاولة العبث معه، فمعرفة القانون تقوم بتأويلها أنثي عاهرة ليس ثبات او استقرار، جنون اغرائي بلا ملامح او توصيف مجرد اغراء بائس يزيد من عبثية وسلطوية القانون، وفقدان دفة التعامل معه، او محاولة سبر اغواره. ويأتي هذا المشاهد في سياق العنصر النسائي، حيث يتعرض جوزف لأغواء النساء الثلاث (صاحبة الشقة التي يقيم فيها- فنانة الملهى و جارته - ممرضة وسكرتيرة المحامي الذي يتابع قضيته الغير معروفة) وذلك يشير الي مزيد من الإلتباس و الغموض الذين تعمدهما المخرج ويلز في الميول الجنسية لشخصية جوزف، وذلك من أجل تعميق الإضطراب و القلق و الذنب في الشخصية.
التأويل الديني
وهناك ما يشير إلي تأويل ديني لهذه القصة، وهو ما استطاع ارسن ويلز أن يلفت الانتباه اليه ببصريات مدهشة، وذلك في تمثل الاله في صور عديدة، فالمحامي الذي قام بدوره مخرج الفيلم ويلز، والذي جسد سلطة كبيرة، الكل يهابه، حتي العملاء والموكلين، فمثلاً قيام احد الموكلين لديه في منزله بالاستسلام له والحديث بضعف امامه، وكان قد يسجد له، وكان يتحدث مع شخصية البطل جوزيف ك. حوله، علي أنه مقدس بالنسبة له، وأنه يراعي شؤونه ويتدبر امره، وكلام يؤكد قدسية المحامي وأنه فوق الذنوب ولديه علم وحكمة، وهناك أشارة دينية مرتبطة بتكليف هذا الموكل الذي لا حيله له سوي الانصياع لاوامر المحامي بأن يقوم بقراءة كتاب قانون طول الوقت حتي يستوعبه، وكأن هذا الكتاب يحمل كلام مقدس ومهم، وان المعرفة والحكمة التي يجب تحصيلها موجودة في هذا الكتاب، وهو ما ظهر في الفيلم حيث يسكن العميل في حجرة صغيرة في منزل المحامي، حيث تقوم سكرتيرة المحامي بمراقبته طوال اليوم لكي يقرأ هذا الكتاب المهم، وتقوم بنقل اخباره للمحامي، وهذه المراقبة تمثل سلطة دينية، فالموكل يخاف ان يخطأ في تلبية هذا التكليف. ويأتي تفوق ارسن هنا في الفيلم في رسم ملامح الموكل، في ذقنه الطويله، وملامحه الضعيفة التائهة، وأيضا الحجرة التي يعيش فيها، كل شئ يخص الموكل استطاع ارسن بصرياً ان يرسمه بخفة ورشاقة بأن هذا الموكل ينصاع لسلطة دينية عليا، وفي المقابل ملامح المحامي وطريقة حديثه، وانه ينام فوق السرير رمزا لشئ ديني، الراحة والمراقبة والمتابعة والشعور بالعزة، كل هذه رموز ودلالات لشخصية المحامي.
وايضا رحلة البحث التي لا يتوقف عنها جوزيف ك. طوال الفيلم، أنها رحلة بحث دينية، كأن الرؤية المتجسدة تعبر عن قصة ممثلة لرسالة دينية مبطنة في ثنايا النص القصصي لتكون أمثولة دينية وعرضاً لبحث الإنسان عن الله. فهناك شئ غير محدد يبحث عنه ك. بدون توقف، فهي ممارسة يومية بجانب عمله وحياته.
التأويل السلطوي
ويأتي تأويل أخر عن التعبير عن الصراع الدائم ومحاولات فرض الهيمنة والتسلط والقمع بوجهيه التوتاليتاري والبطريركي في مجتمعات أوروبا الغربية في بداية القرن الماضي. وذلك اتضح من السياق الاجتماعي والتاريخي في مشاهد كثيرة في الفيلم، ورموز كثيرة عن السلطة في كل شئ، رغم ان جاءت السلطة القضائية بؤرة رئيسية في الفيلم، حيث كانت هذه السلطة القضائية اسقاط لخبرة وعمل الروائي كافكا في الواقع، فكان يعمل في مؤسسة قانونية، ولذا قد ذكرنا ان البعد القانوني ليس التأويل الوحيد والرئيسي للفيلم او الرواية.
فهناك كثير من أنواع السلطة يشير إليها الفيلم، فمنها السلطة الدينية، والسلطة القانونية، والسلطة النسائية، وسلطة الانسان نفسه علي نفسه ومع الآخرين، وسلطة الوجود، واكثر من سلطة خفية تدير مجريات الامور، تكدس السلطات في الفيلم يشير إلي ان كافكا لا يكتفي سلطة القضاء فقط، انما هناك تراتبيات وتشابكات من السلطات، وهو ما جسده أورسن ويلز بأقتدار في الفيلم، فهناك لمحات بصرية لهذه السلطات.
التأويل الذاتي
وهناك تأويل أخر ان هذا العالم البائس هو يمثل انعكاس لتجربة شخصية مرَّ بها كافكا حين فشلت علاقته العاطفية مع الآنسة فيليس باور وخضع كما يروي أحد النقاد دون توثيق .وهذا تأويل قد يكون مؤثرا في تكوين هذا العالم الروائي القاسي، ودافعاً للكتابة، بمعني انه كان دافعا لكافكا لكي يكتب، او قد يكون سببا في تجسيد هذا العالم، كل هذه احتمالات وتأويلات لا تكف عن الظهور والتكشف . ونقد البيرقراطية " الدواوينية " ومواجهة بطل القصة وجها لوجه في مواجهة النظام القضائي يتسق مع أن كافكا نفسه قد عايش المعاناة في وظيفته و حياته الشخصية . لهذا لا توجد غرابة عندما تجد كما كبيرا من الكلمات القانونية في الرواية . في مشاهد كثيرة خصوصا ما يتعلق بالمكاتب التابعة للمحكمة نجد ان كافكا يركز على الفوضوية و التعقيد و كثرة الاجراءات و الاعمال الورقية . وقد اخذ ارسن ويلز ذلك في الحسبان، فكانت شخصية جوزيف ك. في بعض المشاهد تعبر عن نفسها ومعاناتها الذاتية، كأن كافكا هو جوزيف ك. وايضا قام ويلز بأداء دور المحامي، هو ما يعني ان الفيلم يعتبر جزء من ذاتيه المخرج اورسن، وهنا شارك ويلز كافكا في ذاتيته لهذا العالم الكابوسي.
التأويل العبثي
يحمل الفيلم ايضا تأويلات عبثية لمصير الأنسان والوجود، فلعلها قصة عن المصير الإنساني البائس وعبث الوجود الذي ينتهي بالموت دون أن يقيم اعتبارا للبراءة .وأيضا هناك روح استسلامية ضخمة وبشكل يثير الضحك والبؤس في نفس الوقت، وهذه الروح تشير إلي أستسلام الأنسان المعاصر أمام الفضاء المعرفي للقانون، دون تحديد لإطار هذا الفضاء، ومن يقف ورائه، فالتحديد غائب للغاية في الفيلم وخاصة في علاقة هذا العميل الرث الضعيف القصير مع محاميه الشرس ذو السلطة.
والانسان عبثي ليس لا قيمه له، فأسم الشخصية حرف ك.، وكأنه تجريد من كون إنساناً وتحول إلى مجرد حرف أو رقم، كما الحال مع السجناء. وذروة العبث في الفيلم تمثلت في استبداد القوة المجهولة بالمصير الفردي للإنسان، حيث شكك جوزيف ك في نفسه وفي براءته.
التأويل النفسي
جوزيف ك وشخصية المحامي والعميل القديم للمحامي والانثي والمحققين، والمراقبين كلهم لديهم عصاب وذهان بسبب الموقف الذين يعيشون فيه من تسلط متبادل بينهم فهناك ما يسمي بهذيان السلطة، فالعميل القديم لدي المحامي والذي يمثل شخصية منهزمة ومستسلمة لرغبات المحامي يصبح تطورا لشخصية جوزيف ك، حيث ك يمثل التمرد وأعلان أنه ضد هذا الخضوع ليصبح في المستقبل مثل هذا العميل القديم، ولكن الفيلم اشار إلى أن استمراره في تمرده سيؤدي الي نهايته، وهذا ما حدث فاذا أصبح مستسلماً فالنهاية ستتغير سيصبح ذليلاً مثل العميل القديم، او يصبح مع الوقت ذو سلطة فوق رؤوس الاخرين، فالعلاقة هنا عصابية صراعية للغاية، ليس هناك حلول وسط، ومحاولة الوصول الي تهدئة. وشخصية جوزف ك. هي شخصية قلقة، متوترة، عُصابية، مترددة، خائفة. وقد استطاع ويلز خلق أجواءً مفعمة بالقلق و التوتر البصري عبر زوايا الكاميرا و حركتها خلال ديكورات و عناصر المكان التي توحي بالضيق حيناً و بالفراغات المفزعة بإتساعها حيناً آخر فيما هذه الفراغات تتداخل و تنفتح على بعضها فيما يشبه متاهات العقل البشري حين ينفلت من المنطق و المعقول.

المصادر
1- عصام الزهيري، هوامش على متن رواية كافكا "المحاكمة"، مدونة احمد طوسون، أبريل 2013.
http://ahmedtoson.blogspot.com.eg/2013/04/blog-post_1546.html
2- علاء اللامي، قراءة جديدة في-محاكمة- كافكا: تشريح شعري ساخر لعبث الوجود، موقع الحوار المتمدن، أغسطس 2011.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=270056
3- جيمس نيرمور، ترجمة أمين صالح، المحاكمة بين ويلز وكافكا، موقع سينماتك، ب.ت.
http://www.cinematechhaddad.com/Cinematech/Cinematech_Special/Ameen/Ameen_Others/Ameen_Other_19.htm

4- أفضلُ عشرة أفلام مستوحاة من أعمال فرانز كافكا : أعداد موقع ليستات، الموقع الالكتروني المعرفي ليستات، ديسمبر 2016.
http://listat.net/%D8%A3%D9%81%D8%B6%D9%84%D9%8F-%D8%B9%D8%B4%D8%B1%D8%A9-%D8%A3%D9%81%D9%84%D8%A7%D9%85-%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%88%D8%AD%D8%A7%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%A3%D8%B9%D9%85%D8%A7%D9%84-%D9%81%D8%B1%D8%A7%D9%86/
5- أورسون ويلز، سيناريو فيلم المحاكمة، ت: إبراهيم العريس، سوريا، منشورات وزارة الثقافة، سلسلة الفن السابع، العدد الاول، 2005.
6- أمنية عادل، «المحاكمة».. رواية الرمز والعبث، صحيفة البيان، ديسمبر 2016.
http://www.albayan.ae/books/eternal-books/2016-12-20-1.2800831

7- قاسم علوان، كافكا وأرسون ويلز في (المحاكمة) ؛ سلطة الأدب وسلطة الكتابة في السينما، الموقع الالكتروني الناقد العراقي، يونيو 2013.
http://www.alnaked-aliraqi.net/article/16565.php








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حورية فرغلي: اخترت تقديم -رابونزل بالمصري- عشان ما تعملتش قب


.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا




.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ


.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث




.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم