الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تجحيش الديمقراطية

كريم كطافة

2006 / 2 / 13
كتابات ساخرة


نظام التجحيش من الأنظمة المعمول بها في الفقه الإسلامي وفق عدد من المذاهب. وهو خاص بتوفير مخرج شرعي لإصلاح ما تعطبه حماقات بعض الرجال. يحصل أن يندس (الشيطان) في رأس أحدهم من بين عبارات الغضب والشتائم والفشار بحق زوجته، ويجعله يتلفظ بعبارة (أنت طالق) ناسياً أنه سبق له أن طلقها واستعادها مرتين على سنة الله ورسوله. ما بعد الطلقة الثالثة ستدخل الزوجة في دائرة التحريم الكامل على زوجها القديم، فيما لو أراد استعادتها، ولا يصلح الأمر غير هذا المخرج الفقهي، الذي يقترح أن يعقد عليها رجل آخر ولو لليلة واحدة ثم يطلقها في الصباح. عندها يكون الدرب سالكاً للزوج المركوب شيطانياً لاستعادة حلاله. قيل في رواية؛ أن الأصل هو العقد وليس الوطأ، بمعنى؛ على العريس الجديد أن لا يصدق نفسه أنه عريس، لكن في رواية أخرى قالوا أن الأصل هو الوطأ، لا يحق لذلك الأحمق استعادة حلاله إلا بعد أن يفترشه رجل آخر. والروايات كثيرة بعدد الفقهاء والمتفقهين الذين يحق لهم الإفتاء بأشكال وأنواع المخارج. والواضح أن المصطلح مأخوذ من (الجحش) الحيوان، ولا أدري ما علاقة الحيوان مرة أخرى بمشاكل الإنسان، وإذا كان هناك من جحش في هذه العملية يا ترى من سيكون؛ الرجل الذي ركبه الشيطان أم الرجل الذي سيمارس عملية التجحيش أم المرأة موضوع التجحيش..!!؟ أعتقد أن هذا سؤال فقهي متروك للفقهاء.
أما الديمقراطية التي تلهج بها ألسنة القوم هذه الأيام، فأعتقد أنها الآن في محنة تشبه محنة تلك المرأة المجحشة. من حيث المبدأ، اتفقت الروايات الحكومية والمعارضة ولأول مرة في تاريخ هذه الأمة، أن أمر الديمقراطية برمته ما هو إلا بدعة، حيث الإسلام والعروبة قد وفرا حلولاً لكل المشاكل بما فيها فتحة الأوزون، وجوهر المشكلة لا يكمن هنا، بل في الغرب وأمريكا الذين لا يريدون لنا أن نحل مشاكلنا بطرقنا الخاصة وعلى راحتنا. لكن، ولأسباب قاهرة تخص شبح يجول في أرضنا ويدوس على بطوننا، مرة مكشراً بأسنان لبنية وأخرى يكشر لنا بأسنان من الحديد وهو شبح العولمة، ولحاجتنا الماسة إلى قروض صندوق النقد الدولي، حيث لا يمكن مواصلة الحياة بدونها، على الأقل لتوفير الخبز لبطون الجياع المسلمين الذين عجزت أرضهم وزنودهم وعقولهم عن توفيره. ولأسباب مستحدثة تخص وباء مستطير أنتشر في أرضنا اسمه الإرهاب السلفي التكفيري، الذي لا يريد أن يبقي حجراً على حجر قبل استعادة الخلافة المفقودة وعلى أسنة الرماح والسيارات المفخخة. لكل هذه الأسباب قررت النخب الحاكمة والمحكومة، من الأخوان المسلمين إلى الأخوان البعثيين إلى الأخوان القوميين إلى الأخوان الشيوعيين إلى الأخوان التكفيريين لكن من غير الإرهابيين؛ أن، طيب سنرد على الغرب الكافر هذه المرة ونطبق الديمقراطية التي أهلكونا بها وهم يرددون أنها علاجنا الوحيد. لكن، سوف لن نطبق ديمقراطيتهم، بل ديمقراطيتنا. هنا، ظهرت روايات التجحيش.
والروايات كثيرة، لكن على كثرتها اتفقت على ما يسمى بنظرية الدرج. وهذه النظرية وجدوها صالحة لكل الأنظمة. تم بناءها على قاعدة أن الأمة جاهلة، غافلة، متخلفة ومن الخطورة بمكان زرقها بجرعة كبيرة من الديمقراطية، لأن الأمة بهذه الجرعة ستأكل بعضها بعضا بالسيارات المفخخة والأحزمة والعبوات الناسفة. الشكل الأمثل لتطبيق نظرية الدرج، هو إيجاد مجالس شورى أو شعب أو أمة سمها ما شئت، يقوم الملك أو السلطان أو الحزب الحاكم بتعيين نصفها وتترك الميمنة والميسرة لأحزاب وفقهاء يتم تصنيعهم بعناية من قبل الحزب الحاكم نفسه، لكن، في كل الأحوال ستكون هناك انتخابات حرة ونزيهة وشفافة وبرعاية وزارات الداخلية والأمن الوطني. أما الرئيس أو الملك أو السلطان فوفق كل الروايات سيظل في دائرة البيعة، إذ على الشعب وكل خمس سنين أن يبايع رئيسه بكرنفال شعبي معتبر، حتى يفتكره عزرائيل ويبدله بواحد آخر. وبهذه المجالس المنتخبة والرؤساء المبايعون نكون قد حققنا ديمقراطيتنا الخاصة (المجحشة) وسنهري جلد العولمة ببيانات الشجب والاستنكار على الطالعة والنازلة وسندخل العصر من بوابته الواسعة ويا جبل ما تهدك ريح..!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان