الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تسرقوا ما تبقى من عمري

عبدالكريم ابراهيم

2017 / 9 / 11
مواضيع وابحاث سياسية



يتذكر بعض العراقيين من عاشوا محن الداخل ،كيف وصل الأمر بهم إلى استجداء كيلو الطحين من حلق الزمن ، وهم يرمون بأنفسهم في سوح العمل غير عابئين بحرارة الشمس وزمهرير الشتاء . وأتذكر جيداً كيف كان جيراننا " ابو جاسم " يقرض داره شيئا فشيئا كأنه المنشار ، من الشباك حتى وصل إلى " شليمان " السقف كي يحولها إلى أوراق الطبع يسد بها رمق عياله .
هذا بعض ما حصل للعراقي وهو يصارع الحياة في زمن الطاغية ،والحوادث كثيرة تحتاج إلى مئات الكتب لأجل سردها .وفق هذه المعاناة المادية هناك تسلط آخر لا ينفع معه بيع شباك و"شليمانه" الدار ،أنها مطاردة الأجهزة القمعية من الأمن والحزب والَسُوق إلى قواطع جيش القدس واليوم النخوة إلى آخره من التسميات ، فضلاً على وجوب المشاركة في الاجتماعات والمظاهرات التي تخرج لتمجيد بطولة النظام البائد . ولعل طرق الأبواب في الليالي الظلماء من قبل أصحاب الوجوه الكالحة والشوارب الطويلة والملابس الزيتونية هي ديدن اغلب العوائل التي لم تنخرط في صفوف الحزب البائد . لعل الجرود الحزبية والأمنية والتهرب من وجه مختار المنطقة العبوس ، وخروج عمي الضرير بما يملكه من شجاعة وقوة أرادة لمواجهة مثل هذه الاستفزازات هي من الأساليب اعتاد عليها جيل- وأنا منهم - تلك الحقبة الزمنية من تاريخ العراق المعاصر . وبين التهرب والاختباء تحت مسمى الدراسة والعسكرية والحصار القاتل ضاع عمري مني، فلم أجد سوى الذكريات التي تجرني إلى الوراء رغم أن بعض يدعي انه جاء من اجل المظلومين والمضطهدين وأنا اقلهم ضرا .وكل ما أريد أن لا تسوقوا عمري الذي بقى منه القليل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لمحة عن حياة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي


.. بالخريطة.. تعرف على طبيعة المنطقة الجغرافية التي سقطت فيها ط




.. شاهد صور مباشرة من الطائرة التركية المسيرة -أكنجي- والتي تشا


.. محاكاة محتملة لسقوط طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في م




.. أبرز حوادث الطائرات التي قضى فيها رؤساء دول وشخصيات سياسية و