الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


((رفح – العريش ))؛الجيب الملعون.

عساسي عبدالحميد

2017 / 9 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


قطاع غزة أشبه ببركة ماء آسنة يزداد منسوب عفونتها يوم بعد يوم ؛ وهذه البركة الراكدة تبحث لها في الوقت الراهن عن مجاري وقنوات ومخارج لتصريف مياهها الملوثة المسمومة؛ والمسلك الأنسب لذلك هو باتجاه سيناء عبر الجيب الملعون (( العريش_رفح ))؛ لأنه أكثر انحدارا وانسيابية ؛ عكس الجانب الإسرائيلي والذي لا يمكن للبركة أن تفيض اتجاهه.

.
وإذا كانت مدينة أريحا قديما قد نالت وابلا من اللعنات على لسان أنبياء العهد القديم؛ فإن مربع رفح_العريش من الأماكن التي تستحق اللعنة عن جدارة واستحقاق.
.
شريط رفح- العريش يبلغ طوله حوالي 50 كلم و عرضه لا يتجاوز ال 15 كلم؛ أي 0,08 من إجمالي مساحة مصر ؛ وساكنته لا تتعدى ثلاثة مائة ألف نسمة؛ أي ما يقارب 0,3 من ساكنة مصر ؛ فهو من المفهوم الأمني يسهل تدبيره والسيطرة الكاملة عليه؛ فلا وجه للمقارنة بينه وبين تضاريس أفغانستان الوعرة؛ أو أدغال الأمازون ومجاهل إفريقيا ما وراء الصحراء ؛ أو بجبال كردستان حتى.
.
من أي منفذ بري أو بحري اذن ينساب هذا الكم الهائل من السلاح ليتوجه لمخازن أنصار بيت المقدس المبايعة لداعش؟؟علما بأن جميع الأبواب والمخارج يمكن لراعي غنم فقط وليس لجندي مدرب رؤيتها ومراقبتها بوضوح؛ فليس السلاح الخفيف هو وحده من يلج الشريط الملعون؛ بل أيضا سيارات الدفع الرباعي والذي ثبت حسب مؤشر عدادات الكثير منها أنها لم تتجاوز مائة كيلومتر.
.
قد نجد تفسيرا لبندقية أو قنبلة يدوية بحجم رمانة أن تدخل ؛ لكن أن تتسلل عربات ومجنزرات فهذا ما لا يتقبله عقل بشر .

.منذ أن مسك السيسي بدفة السفينة بدل أخيه من الرضاعة محمد مرسي؛ و هذا الشريط بالذات يشهد أكثر العمليات استهدافا للجيش والأمن المصري؛ و قد تتعدى الحصيلة الشهرية المائة ضحية بين قتيل ومعطوب في جيب صغير لا يتطلب مناظير مكبرة أو رادارت متطورة لضبط دبيب الحشرات ؛ فالعوائل والشيوخ الذين يحضنون الدواعش معروفة و خرب الإرهابيين شبه مكشوفة والمساحة المتعامل معها صغيرة.
.
المربع الملعون هو جزء من المقاربة الأمنية للنظام المصري ؛ فهو بمثابة فزاعة يبقيها ماثلة في وجه الشعب المصري؛ لكي يقبل بالقليل من الحقوق؛ و لكي يعذر المواطن الدولة ان فشلت في تدبير الملفات الاجتماعية من سكن وتعليم و تطبيب و تشغيل؛ واطلاق المشاريع التنموية الكبرى عوض توسيع الترع وصبغ الأرصفة؛ وأن يغض هذا المواطن الطرف عن لصوص المال العام؛ فلا بأس من عيشة تحت ضلال هذا النظام؛ ولا بأس أن يسقط جنود مصر في المربع الملعون عوض العيش في جحيم مشابه لجحيم اليمن أو سوريا.
.
وهذا ما يمرره الذراع الاعلامي للسيسي عندما يتبول في أذن المواطن (( انظروا ماذا يقع باليمن وسوريا ....)).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتماع مصري إسرائيلي أميركي مرتقب بشأن إعادة فتح معبر رفح| #


.. المتحدث باسم الخارجية الأميركية لسكاي نيوز عربية: الكرة الآن




.. رئيس مجلس النواب الأميركي يعلن أن نتنياهو سيلقي كلمة أمام ال


.. أربعة عشر متنافسا للوصرل إلى كرسي الرئاسة الإيرانية| #غرفة_ا




.. روسيا تواصل تقدمها على جبهة خاركيف وقد فقدت أوكرانيا أكثر من