الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مريوان حلبجيي امام تهديد الاسلاميين في كردستان

طه معروف

2006 / 2 / 14
الصحافة والاعلام


اصدرالكاتب مريوان حلبجي في الآونة الاخيرة كتابا بعنوان (الجنس والشرع والمراة في تاريخ الاسلام) ويدور موضوع الكتاب حول مكانة المرأة والجنس في الاسلام. استند الكاتب، في بحثه على الآيات القرآنية والاحاديث الموثوقة لمحمد و مجموعة كبيرة من امهات الكتب و المصادر الاسلامية المعتبرة. الا انه إثار الاسلاميين و نزعتهم الرجعية المتخلفة في كردستان. ففي مسعى خبيث لهم للوقوف بوجه حرية الرأي والتعبير نظموا مظاهرة في مدينة السليمانية وطالبوا حكومة ادارة السليمانية بإتخاذ إجرائات صارمة ضده و وتمكنوا من تسجيل دعوى ضده و اصدار امربالقاء القبض عليه، الامر الذي اجبر الكاتب على الاختفاء خاصة بعد ان تلقى عدة تهديدات من اطراف اسلامية عدة و بصورة علنية من قبل اتحاد الاسلاميين الشركاء في سلطة اقليم كردستان الذين يطبل لهم دائما "بالاعتدال وبكونهم ديمقراطيين وينبذون العنف".واستقبل محمد كزنيي وزير الاوقاف، المتظاهرين و" استجاب لمطالبهم"، مطالبا الحكومة المركزية في بغداد باتخاذاجرائات القاء القبض عليه و محاكمته متذرعا بان الدستور العراقي الدائم لايسمح بنشر ما يتعارض مع الاسلام.
سجل الاسلاميين في كردستان منذ تاريخه الباكرولحد الآن مليئ بالتهديدات والاعتدائات على المثقفين والكتاب حيث اقدم هؤلاء على اغتيال الكاتب عبدالخالق معروف في اربيل في ثمانينات القرن الماضي و بالتواطؤ مع اجهزة البعث القمعية وموافقتها على خلفية تأليفه كتاب حول مكانة المرأة في الاسلام إضافة الى عدد اخرمن الكتاب والمثقفين الذين اخترقوا الممنوعات و المقدسات الفارغة للاسلاميين. ولكن اية مقدسات؟وماهو اقدس من حرية الانسان؟ ألا يحق اليوم ان نتسائل عما حققته هذه المقدسات للجماهير في العراق وكردستان؟وهل استطاع هؤلاء الاسلاميين بعد كل جرائمهم ، في قتل المفكرين والكتاب والمثقفين ،منع الموسيقى والحفلات وحرق و تفجير محلات بيعها و تداولها ،إهانة المرأة والتعامل معها كسلعة تماما كاية سلعة في الاسواق،الصراع الطائفي وإقامة المذابح الجماعية ،فرض وتحويل الحياة وأماني واهداف الانسان الى مراسيم وطقوس دينية خرافية ،تقويض ومصادرة الحياة الطبيعية للاطفال من خلال زرع الرعب والحقد والطائفية في عقولهم ،مصادرة ربيع حياة الشباب وتحويل اجسادهم الى قنابل ومتفجرات ،سرقة اموال الجماهير و التطاول العلني على قوتها اليومي من قبل حفنة من الائمة، تعبئة عقول و اذهان الناس بالخطب والدروس الخرافية المسمومة ضد كرامة الانسان ،إجبار وقمع الجماهيرعلى العيش تحت خط الفقر واعتبار اعتراضه كفرا على الاسلام ،إضفاء الشرعية على نشر الجهل والخرافة وتقديس رجال الدين كاصنام الجاهلية ... ان يقنعوا الجماهير المتمدنة بان مقدساتهم لا تتناقض مع الحياة المدنية والاهداف الانسانية وكرامة المرأة على عكس ما يقوله ناقدوا الدين الاسلامي ومن ضمنهم مريوان حلبجي؟
إن هذه المقدسات التي تقتلون وتذبحون الناس من اجلها ، ليست ، بالنسبة للجماهير سوى كابوسا اسودا يجب تجاوزها ذلك ان ترجمة ممارستها والدفاع عنها في العراق وكردستان قادتنا الى هذا الوضع المأساوي الذي يتجسد اليوم باشكال ماساوية ، منها مصادرة وتجريد حياة المجتمع من ماهيته الانسانية. ان النضال من اجل فضح هذه المقدسات الاسلامية المفروضة على الجماهير ،هو مهام ملحة تواجه كل الكتاب والمثقفيين والسياسيين اليساريين والعلمانيين و ما قام به الكاتب مريوان حلبجي هو تنفيذ جزء من هذه المهام ،اي كسر طوق المقدسات الاسلامية حول عنق الجماهير بهدف الخلاص منها وتنظيف الحياة من هذا الغلاف الزائف و الكابوس الكالح لكي يتسنى لها العيش في طبيعتها الانسانية الخالدة بعيدا عن الخرافات والمقدسات الدينية الفارغة.ومن جانب آخر فان تهديد الاسلاميين للكاتب مريوان ،ان دل على شئ ،فهو انما يدل على غياب الحريات السياسية وحرية الرأي في كردستان بعكس ما تدعي الاحزاب القومية في كردستان التي ساهمت في تقوية هذه الحركات الاسلامية الارهابية ووفرت لها كل الامكانيات ووقفت الى جانبها ضد قوى اليسار وخصوصا الحزب الشيوعي العمالي العراقي الذي يمثل الارادة الحرة للجماهير.واخيرا علينا ان لا نسكت امام هذه التهديدات الاسلامية البربرية على حياة الكاتب مريوان حلبجي ونباشر بحملة واسعة في الداخل والخارج للتصدي لها وإلقاء المسؤولية على عاتق الاتحاد الوطني الكردستاني للحفاظ على سلامته و حياته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انعكاسات مقتل رئيسي على السياسة الخارجية لإيران |#غرفة_الأخب


.. تحقيق للجزيرة يكشف مزيد من التفاصيل حول جرائم ميدانية نفذت ب




.. منير شفيق: وفاة رئيسي لن تؤثر على سياسة إيران الخارجية والدا


.. كتائب القسام تطلق صاروخا طراز -سام-7- تجاه مروحية إسرائيلية




.. خامنئي يكلف محمد مخبر بمهام إبراهيم رئيسي وتعيين علي باقري ك