الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العملية السياسية والمخاض الدستوري ونصف الكأس المملوء

جاسم الصغير

2006 / 2 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


الذي ينظر للعملية الدستورية الجارية الان بين الأطراف السياسية العراقية سواء التي مثلت في البرلمان أو الوزارة أو التي اختارت البقاء خارج المؤسسات السياسية الرسمية وان كانت هي ليست خارج العملية الدستورية أقول الذي ينظر ينتابه احد الاتجاهين في التفكير بشأنها فطرف مشغول جدا بمخاضات هذه العملية السياسية ويراهن على نجاحها وهو متفائل بذلك وما اندفاعه إلا بتأثير هذه القناعة وطرف رافض وبمبررات كثيرة وفي الحقيقة ان هذا يذكرنا بمسالة او قضية الكاس الذي يوجد فيه ماء لمنتصفه فالمتشائم يقول ان نصفه فارغ أما المتفائل فيقول يكفي أن نصفه ممتلئ وممكن أن يرويني لفترة مع العلم إن الكأس هو ذاته نصف الفارغ وهو ذاته نصف المملوء المهم نعود الى عمليتنا الدستورية والمتشائمون والمتفائلون ففي الحقيقة ان بوسع المرء ان يتخذ أي قناعات تجاهها ولكن الأهم من ذلك ان لا يقف حجر عثرة بطريق ايجاد الطريق الذي يطور العملية السياسية الذي يؤدي الى بناء مؤسسات البلد وعلى اسس سليمة هذه المرة مهما كانت الصعوبات الموجودة على ارض الواقع علينا ان لا ننسى ان الصعوبات في جزء كبير منها يعود الى تراكمات النظام البائد السابق الذي تفنن في تقويض كل ما يمت بصلة للعراقية بصفته مشاعراً أو تقاليد سياسية أفقرت البلد حضاريا والجزء الاخر يعود الى أن الذات العراقية لم تتمرس على الآلية الديمقراطية والدستورية بسبب حرمانها منها لعقود طويلة وهكذا نرى ان المرحلة الحالية بما فيها من صعوبات هي افراز وواقع موضوعي لمسيرة بدات وراينا من خلالها الحوارات التي تجري بين الكتل السياسية والمناقشات حول صياغة دستور للعراق وتضمينه قيم الديمقراطية والتعددية والفيدرالية وشكل نظام الدولة والعلاقة بين القوميات الرئيسية فيه ولطالما غابت هذه الممارسات السياسية الشفافة عن العرف السياسي الوطن العراقي وحلت محلها مفردات وممارسات حادة مثل ثورات مسلحة جاءت بشكل عنفي وابنت ثقافة العنف وما رافق ذلك من نعت الغير بالخيانة والردة وغيرها من التهم التي لم نجني سوى الدمار والفقر السياسي والحضاري اما هذه المرة وفي هذه الأجواء الديمقراطية فلم نعد نسمع ان بناء البلد سياسيا ودستوريا يتم من خلال تيار او طرف واحد بل كل الجهود الخيرة مشتركة في حوار سياسي مثمر والامر الاخر هو سيادة الشفافية والديمقراطية بين الكتل السياسية المتحاورة وأيضا ان كل هذه الحوارات التي تجري الان بين الكتل بالرغم من الاختلافات حول قضايا معينة وهذا أمر طبيعي لان الواقع السياسي العراقي ورث أوضاع مملوءة بالمشاكل التي لم تحل بعد والتي تعقدت جراء ما فعله النظام السابق من تعميق هذه المشاكل الى درجة كبيرة وهو من جملة ما دمره النظام السابق في بلدنا العراق الأصيل فاذا ان الوضع السياسي العراقي المعاصر مهما بدا انه معقد الا انه لا يدعو لليأس ولأنه ومن خلال التجارب التي رأيناها وسمعنا بها عن دول اخرى عانت من الاستبداد والشمولية تراها مرت بنفس المرحلة ويكاد يكون ذلك استحقاق زمني لا بد منه وقد يكون من سنن الكون او الطبيعة حتى يأخذ مسواه وقد يكون فرصة نفتح لنا لتعريف الذات الانسانية على كيفية التفاهم وإدارة الحوار وبالتالي إيجاد طريق هادئ وبلا عنف سياسي أو مادي يساهم في بلورة قناعات مشتركة لدى كل الأطراف وبالتالي الاحساس بأهمية الحوار والنقاش بشان القضايا المشتركة ان الوصول لهذه المرحلة الرائعة من الديمقراطية تمثل قمة النضج السياسي بعدما مررنا بفترات من الطفولة السياسية مثل رفع شعارات لا نفقه دلالتها الى مرحلة المراهقة السياسية ومحاولة فرض هذه القناعات بالقوة على الشعب وعلى الاخرين الى وصولنا الى مرحلة النضج السياسي في المرحلة المعاصرة وادراكنا جميعا ان لا رفع الشعارات الطنانة ولا الاندفاع العنيف لفرضها على الشعب هو ذي جدوى بل الحوار المشترك والمتواصل وبلورة قناعات انسانية مشتركة هي الطريق الى المستقبل الهادئ والحضاري لبلدنا بكل أطيافه لذلك أقول أنا مع نصف الكأس المملوء أيها الأصدقاء لبناء عراقنا ولان مهمة بناء تقاليد سياسية مهما كانت عملية صعبة الا انه واجب مشرف .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات بحث وسط الضباب.. إليكم ما نعرفه حتى الآن عن تحطم مروح


.. استنفار في إيران بحثا عن رئيسي.. حياة الرئيس ووزير الخارجية




.. جهود أميركية لاتمام تطبيع السعودية وإسرائيل في إطار اتفاق اس


.. التلفزيون الإيراني: سقوط طائرة الرئيس الإيراني ناجم عن سوء ا




.. الباحث في مركز الإمارات للسياسات محمد زغول: إيران تواجه أزمة