الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تركيا والدبلوماسية الكاذبة

دلشاد مراد
كاتب وصحفي

2017 / 9 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


لا يوفر نظام أردوغان في تركيا أي أزمة إنسانية دولية وبخاصة في العالم الإسلامي، إلا ويستغلها لمصالحه الشخصية، لإبراز نفسه كقائد أو كحامٍ للمصالح الإسلامية، وذلك في سياق مشروعه المتطرف المتمثل بإقامة خلافة تركية فاشية متطرفة في العالم الإسلامي.
وكما استغل أردوغان الأزمة السورية لمد نفوذه على الطائفة السنية في سوريا عبر أدواته المتطرفة وبخاصة حركة الأخوان المسلمين تحت مسميات مختلفة، فإنه يحاول اليوم تكرار ذلك على إثر الحملة الإبادية التي يشنها النظام في بورما ضد السكان المسلمين في البلاد، وذلك اعتماداً على خطاب دبلوماسي كاذب وفاضح للجميع، فكما ذهبت وعوده للسوريين في الأعوام الأولى لثورتهم ضد نظام الأسد بعدم السماح للأسد بارتكاب الجرائم ضد المسلمين (السنة) في إدلب وحماة والغوطة أدراج الرياح، وللأسف صدق بعض من المُغرَّر بهم وأصبحوا أجندات وأدوات بيد الاستخبارات والقوات التركية، فإن الخطاب الذي يمارسه أردوغان تجاه الأزمة البورمية ليس إلا مناورة منه لكسب عطف المسلمين في العالم.
ولتأخذ تمثيلية أردوغان جديتها أمام الرأي العام العالمي، كان لابد من البكاء – دموع التماسيح- للحال الذي أصاب مسلمي الروهنغا، ولذلك لم يكن مستغرباً منه أن يقوم بإرسال زوجته أمينة أردوغان إلى بنغلاديش للالتقاء باللاجئين من المسلمين الروهنغا في بورما (ميانمار) الفارين من بلادهم، والبكاء على حالهم أمام شاشات التلفزة العالمية. ثم أطلق وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو تصريحاً مفاده أنَّ مسلمي بورما يتعرضون لمأساة إنسانية أمام أعين العالم أجمع. وليكتمل المشهد قام أردوغان بتحريك أدواته في المنطقة بغرض التطبيل له وتسويقه في العالم الإسلامي من خلال تصريح ليوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين و"الزعيم الحقيقي لحركة الأخوان المسلمين العالمية" شكر فيه أردوغان على دوره الهام في نصرة مسلمي الروهنغا.
ولعل ما يظهر النفاق الأردوغاني التركي بوضوح في هذا السياق، حملة الإبادة السياسية والثقافية والجسدية التي يشنها بحق الشعب الكردي في كردستان، ورفضها الاعتراف بالمجازر الأرمنية التي راح ضحيتها أكثر من مليون ونصف قتيل أرمني وملايين آخرين منهم شردوا في أنحاء العالم، وكذلك المذابح التي ارتكبها أجداده ضد السريان والآشوريين والكلدان واللاظ في الربع الأول من القرن العشرين. والتي راح ضحيتها مئات الألوف من أبناء تلك الشعوب.
فالذي يرتكب الجرائم بحق أبناء بلده ويرفض الاعتراف بجرائمه، لا يتورع أبداً عن ارتكاب أي فعل إجرامي آخر، فالطبقة الحاكمة في أنقرة لا يهمها لا ما تتعرض له الشعوب السورية من انتهاكات ومجازر وهتك للأعراض، وكذلك ما يتعرض له شعب الروهنغا المسلمون في بورما من حملة تصفية جسدية ممنهجة من النظام البورمي، بقدر ما يهمها استغلال أزمات الشعوب ومعاناتهم وإظهار نفسها كحامية للشعوب في العالم الإسلامي، وهي في الحقيقة أكثر من يقوم بارتكاب المجازر ويشن حملات الإبادة بمختلف أشكالها على الشعوب الأصيلة في الشرق الأوسط، رغبة منها بفرض حاكميتها على المنطقة والحؤول دون توحيد شعوب المنطقة على كلمة واحدة، لأنهم يخافون من ظهور وانكشاف عوراتهم وحقيقة أهدافهم وممارساتهم الدنيئة في المنطقة.

* زاوية "في العمق" صحيفة روناهي- سوريا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أمام إسرائيل خياران.. إما رفح أو الرياض- | #مراسلو_سكاي


.. استمرار الاعتصامات في جامعات أميركية.. وبايدن ينتقد الاحتجاج




.. الغارديان: داعمو إسرائيل في الغرب من ساسة وصحفيين يسهمون بنش


.. البحرين تؤكد تصنيف -سرايا الأشتر- كيانا إرهابيا




.. 6 شهداء بينهم أطفال بغارة إسرائيلية على حي الزهور شمال مدينة