الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا بديل للاستفتاء حتى بوعد استقلال كوردستان لاحقاً

قادر سليم شمو

2017 / 9 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


تاريخ الشعب الكوردستاني مليء بالتجارب، واذا تمعنا بنظرة سريعة على احداث الماضي القريب تكفي لتأخذ القيادة الكوردستانية الخبرة الكافية للتعامل مع الاحداث الجارية في اقليم كوردستان والعراق عامة ، وكيفية التعامل مع السياسة الدولية والاقليمية فيما يخص مصير الشعب الكوردستاني وخاصة مسألة الاستفتاء المزمع اجراءه في 25 ايلول 2017.
الفرص لها مغزى تاريخي لا تأتي دائما، لذلك اذا جاءت ولم يستغلها الشعب الكوردستاني في الوقت المناسب سوف يفوته القطار وعليه الانتظار ربما كالعادة اكثر من قرن حتى يأتيه موعد جديد وفي ظروف جديدة.
حسب اعتقادي فان الاستفتاء المزمع اجراءه في 25 ايلول الجاري، رغم كونه قرار جاء متأخراً، فهو خطوة صحيحة في المسار السليم لإنجاز الحقوق المشروعة للشعب الكوردستاني والذي ناضل وكافح من اجلها قرابة قرن كامل.
ومن المعلوم ان انتهاء الحرب العالمية الاولى في عام 1918، كان فرصة تاريخية ادت الى نشوء عدد من الدول الحديثة والقومية على انقاض الدولة العثمانية وخاصة في منطقة الشرق الاوسط. وكانت معاهدة سيفر في اب/ اغسطس 1920، واحدة من احداث ومخلفات الحرب والتي وعدت فيها الدول العظمة الشعب الكوردستاني بأجراء استفتاء لتقرير مصيرهم في ولاية الموصل أنذاك والذي شمل ليس اقليم كوردستان العراق الحالي فقط وانما مناطق من كوردستان تركيا ايضاً. وكان تأسيس المملكة العراقية في اب 1921، تحت اشراف الدول العظمى أنذاك ورسم حدودها على وفق مصالح هذه الدول، واحدة من تلك الدول الحديثة التي من المفترض ان تضمن حقوق جميع مواطنيها بالمساواة والعدل. ولكن المهم في الامر، خانت هذه الدول العظمى وعودهم تجاه الشعب الكوردستاني وضاعت الآمال والحقوق القومية الكوردستانية في بحر مصالحهم السياسية والاقتصادية. ليس هذا فحسب وانما تم صياغة معاهدة جديدة عرفت بمعاهدة لوزان في عام 1923 وتحت اشراف نفس تلك الدول التي صاغت معاهدة سيفر حيث تم حذف البنود المتعلقة بحقوق الشعب الكوردستاني المتمثلة بتقرير مصيرهم من المعاهدة الاخيرة.
هكذا تم الحاق اقليم كوردستان العراق بالمملكة العراقية رغم ارادة الشعب الكوردستاني. وضاعت الفرصة التاريخية لنشوء دولة باسم كوردستان. وتجاهل المجتمع الدولي والاقليمي ليس فقط حقوق الشعب الكوردي للعيش الكريم في ظل حكومات العراقية وانما ارتكبت الاخيرة الجرائم ضد الانسانية بحق الشعب الكوردستاني ولم يحرّك المجتمع الدولي ساكناً على تلك الجرائم اللاإنسانية.
بعد نضال طويل ومليء بالتضحيات جاءت الفرصة من جديد ليثبت الشعب الكوردستاني حقوقه وترسم حدود دولته بعد سيطرة البيشمركة على اغلبية المناطق الكوردستانية في كوردستان العراق اثر سقوط النظام البعثي في سنة 2003. ولكن القيادة السياسية الكوردستانية وافقت طوعيا بالاستمرار في الحفاظ على وحدة العراق على شرط ان يتمتع الشعب الكوردستاني بحقوقه المشروعة. وتمت صياغة الدستور العراقي الاتحادي تحت اشراف دولي كضمان لوضع حد لمأساة الشعب الكوردستاني في كوردستان العراق. ولكن تخاذل الحكومات العراقية في بغداد بتنفيذ بنود الدستور العراقي لسنة 2005 وخاصة المتعلقة بحقوق الشعب الكوردستاني. ولم يمارس المجتمع الدولي او الدول العظمى التي اشرفت على صياغة ذلك الدستور اية ضغوطات ضد الحكومات العراقية للالتزام بوعودها وتنفيذ بنود هذا الدستور الخاصة بالمناطق الكوردستانية. لذلك ان موافقة القيادة السياسية الكوردستانية في ذلك الوقت بالبقاء مع العراق وثقتها بوعود بغداد ووعود تلك الدول الاجنبية كانت خطأ كبيراً، فضاعت تطلعات الشعب الكوردستاني مرة اخرى في اعلان دولته، ولكن مازالت الفرصة سانحة رغم تأخر الوقت قليلاً. ويجب ان لا ننسى ايضا كلما كانت الحكومات العراقية في بغداد ضعيفة وعدت الشعب الكوردستاني بتلبية مطالبه لاحقاً، وكلما ثبتت أقدامها وقويت سلطتها تنصلت من تلك الوعود.
حسب رأيي، ان يوم 25 ايلول 2017، والذي حدده مسعود بارزاني رئيس اقليم كوردستان العراق لأجراء استفتاء ليعبر فيه الشعب الكوردستاني عن ارادته وعن رأيه فيما يخص حق تقرير مصيره في كوردستان العراق، هي فرصة اخرى وربما اخيرة للشعب الكوردستاني لينال حقوقه المشروعة التي دفع ثمنا باهضاً من اجلها.
كما هو معلوم، ان هناك جهات داخلية وخارجية ترى ان وقت الاستفتاء غير مناسب، كما انه هناك اصوات وربما تصل الى حد الضغوطات على الرئيس مسعود البارزاني تدعوه الى تأجيل الاستفتاء. ومن جهته اعلن مسعود البارزاني في اكثر من مناسبة انه اذا تم اعطاء بديل افضل من الاستفتاء للشعب الكوردستاني من قبل المجتمع الدولي والذين يعارضون الاستفتاء، فمن الممكن تأجيل الاستفتاء الى اجل غير معروف.
كما سردت انفاً، التاريخ يثبت لنا ان تعبير الشعب الكوردستاني عن حق تقرير مصيره في 25 ايلول الجاري وحده الضمانة البديلة للاستفتاء، اي بعبارة اخرى لا يمكن للشعب الكوردستاني ان يثق لا بالمجتمع الدولي ولا بالحكومات المحلية فيما يخص تأسيس دولة كوردستان المستقلة، اي ان المضي بأجراء الاستفتاء واعلان الاستقلال هو الحل الوحيد لحل قضية شعب كوردستان في العراق. على الشعب الكوردستاني ان لا يضيع هذه الفرصة التي قد تكون الاخيرة في حياته، لان العولمة قادمة وقد لا تعطي المجال اكثر لقيام دول قومية.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا: السجن 42 عاما بحق الزعيم الكردي والمرشح السابق لانتخا


.. جنوب أفريقيا تقول لمحكمة العدل الدولية إن -الإبادة- الإسرائي




.. تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي


.. وول ستريت جورنال: عملية رفح تعرض حياة الجنود الإسرائيليين لل




.. كيف تدير فصائل المقاومة المعركة ضد قوات الاحتلال في جباليا؟