الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصالحة ألامصالحة

هيثم بن محمد شطورو

2017 / 9 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


نرى في مشروع فقانون المصالحة الاقـتصادية فالإدارية رأيان يبدوان متـناقضان و لكنهما في العمق متـفـقان.
الرأي الذي يرى في القانون تـشريعا لمملكة الفساد باعتباره مصالحة مع كبار الموظفين في النظام الدكتاتوري و المتعلقة بهم شبهات فساد دون أدلة قانونية.
يقابله الرأي القائل أن تعطل الإدارة ما بعد 2011، بسبب استبعاد هؤلاء الموظفين، إضافة إلى تكريس مبدأ تـنصيب عديمي الكفاءة في عهد الترويكا و ضخ الإدارة بالعناصر على أساس الانتماء لحركة النهضة الإسلامية، إضافة إلى مخاوف المديرين من المبادرة بل من تطبيق القانون مخافة شملهم بالمشبوهين بالفساد أو بأزلام النظام السابق، و غيرها من الأسباب التي عـطلت آلة الدولة أي الإدارة و بالتالي عطلت الانجاز الحكومي الفاعل و بالتالي عطلت إمكانية الترفيع في نسق النمو..فإرادة البناء تتطلب إرجاع هؤلاء الموظفين إلى أماكنهم و إرجاع قدرة الإدارة على العمل، و قانون المصالحة الإدارية يزيل التردد و العطالة عن عمل الإدارة..و بالتالي فان هذه المصالحة قد تأخر وقتها كثيرا و كانت لابد أن تكون منذ سنة 2014 بعد الانتخابات الأخيرة..
فالحجة الأخلاقية لا تدحض الحجة المقابلة التي بدورها لا تدحض شبهة الفساد. و هذا ما يشكل اتـفاقا ضمنيا.
فالمشهد السياسي التونسي اليوم يشهد تـقابلا بين مطلب شريعة القلب و مطلب شريعة العمل الواقعي.
شريعة القلب تجد نفـسها مجرد كلمات هنا و هناك و بعضها ذو تأثير و ينفذ، و شريعة العمل الواقعي تجـسدت في قانون تم تمريره في البرلمان بمكر شديد.. انه التـقابل بين النوايا الطيبة التي لا تبرح الحناجر، و بين المكر و الدهاء السياسي الذي ينجح في تجسيد نفسه على ارض الواقع..
شريعة القـلب تـتـناسى انه ليس من أخلاق لازمانية، كما انه ليس من أخلاق فردية يحددها الفرد وفق ما يراه. و بالتالي فان النظرة التعميمية هي مغالطة بامتياز و هي تصدر عن كائنات لا تعمل و لا تنظر إلى ذاتها و العالم في نفس الوقت. إنها الذات المتورمة بتجريداتها الاواقعية بحكم عدم محاولة تجسيد أفكاره على ارض الواقع و بالتالي اخذ الدروس من صفعاته..
لا يمكن لأي "حيوان فكري" حسب التعبير الهيغلي أن ينكر مثلما قال "هوبز" و "هلفسيوس" أن الشخص محكوم برغبة الإشباع الفردي المباشر أو المصلحة الأنانية المباشرة، و لكن هذا النشاط يتم وفق مصلحة كلية تسيره، فـ"جميع الناس لا يملكون وعيا حقيقيا بما يعملون" مثلما قال "هيغل"..
الأستاذ و الفنان و العاطل عن العمل ، يتعلق بالمقولات المجردة و كأنه مالك لحقيقة العالم. يرى نفسه محيطا عـلما بالمجتمع بحاله، و لا تروق له حقيقة كونه مجرد جزء من المجتمع الخائض في أعماله المختلفة. و بطبيعة الأمر فان الجزء لا تصدر عنه إلا نظرة نسبية جزئية..
و انك هنا، بالنسبة للمجتمع فانه يحتاج إلى هذه الأجراس الكنسية التي تدعوه إلى الأخلاقية، برغم أن عديدا منها ينطبق عليها ما قاله الكاتب البرازيلي "جورج امادو"، انك "لن تجد أبلغ من المومس حين تـتحـدث عن الشرف"، مثلما يحتاج أساسا أن يعيش واقعه..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قطر تعلق على مساعي الجنائية الدولية لإصدار مذكرات توقيف بحق


.. من بينهم طبيب ومعلم وطالب.. مقتل 7 فلسطينيين بنيران إسرائيلي




.. مستقبل السياحة في جزر المالديف لن يعتمد على سحر شواطئها فحسب


.. مقتل 7 فلسطينيين وإصابة 9 باقتحام الجيش الإسرائيلي لجنين




.. بين سليماني ورئيسي .. ما هو سرّ الخاتم؟