الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غموض غير متعمد

محمد علاء الدين عبد المولى

2006 / 2 / 14
الادب والفن


غموض غير متعمّد
ما بعد حدّ الوردِ يأتي العطر محتدّاً
ويرفض أن نشبّهه بمسكِ غزالةٍ
أو نزوة امرأةٍ تبثّ نجومها شرقاً وغرباً...
هذا مكانٌ لا يطيلُ الظّلّ
حتى يخسرَ الجسدُ الهزيلُ رداءهُ
ويعود طفلاً...
أشبهُ الماضي ولا أمضي إليهِ،
لي هنا حجرٌ نما في ذاته وترٌ
فجمّع فوقه بعض الطيورْ
لا حدّ لي
مستوحشٌ كالأرضِ فارغةً
كجسرٍ لا يجمّله العبورْ
فعلى الرياح إذا مفاوضتي
لنسقط في الفراغ معاً
ونترك إخوةً في سلّة الآلامِ ثم نسيلُ
كالتّوتِ الشّآميّ المهيأ للمساءْ
كم مرةٍ أجَّلتُ عرس الأرض في مهد النّدى
وقطعتُ صوت البلبل الذهبيّ حتى
لا يعكّر رغبة الأنثى التي سكتت
أساورها ونامت في فحيح خيالها
قلتُ الأميرةُ سوف تزعلُ
كيف نفعلُ لو هوت من حالها في حالها
أسندتُ شتلةَ نعنعٍ نشوى إلى شجرٍ قريبٍ من يدي
أجلستُ فوق الغصنِ كلّ بلابلي
لأعدّ سيمفونيّة أخرى
تناسبُ ما تجدّد من زمانٍ أو مكانٍ
لم يكونا هكذا من قبلُ...
قلتُ ستفرح الأيامُ لو سمّيتها عسلاً
ولكني أسميها طواحين الدمار
فتخجل الأيام من لغتي
وتدفن رأسها في الرملِ...
عاريةً تجيءُ البنتُ
تدلك بالعبير نهودها
وتعيرُ جزءاً من ذراعيها لخيّالِ الشبقْ
- أعني أنا -
حتى يدوزنَ جنّةً صغرى
ويُبْعِدَ عن زوارقها الغرقْ...
.........
الوردُ في ذهني خيالٌ لازورديٌّ
يشرّقُ أو يغرّبُ
أو يبادلُ سيدات النبعِ شهوتهنّ
يرشو حارسَ البستان كي يسهو عن التفاحِ والرمانِ
والبستان قاطبةً ويسرق ما تيسّر من عبقْ
هذا غموضٌ غير مقصود
لهذا لن أبالغ في الوصولِ إلى جمالٍ غير معهودٍ
وقد أرثُ ارتعاش الفجر من شفةٍ
تذيب اللوزَ في شفتي
وقد ألتذّ بالتقريبِ بين يدٍ وخصرٍ
ينحني ويميلُ حتى يسقط الجبلُ الجليديّ اللعينْ
الورد في كفّي
وفي قلبي عواءٌ شاحبٌ
والوقت لا يكفي لأغفو قرب عازفةٍ تقطّر في النهاوندِ
العتيق عراءها
أنا لستُ زرياباً
ولن تُجدي مقامات العراق جميعها
في وصف سيدة تشلّحني الفضاء
وتنزوي في نغمةٍ مأخوذةٍ من لحظتينِ
كأن بينهما حواراً مستمراً حول طعم الرقصِ
والأوتارُ صامتةٌ لأسبابٍ تخصّ ذهولها
بجمال سيدة ترقّصُ حولها حتى الهواءْ
حتى جزيئات الوجودِ تظنّ أنّ الجنّ
قد دخلت إليها فانتشتْ من نعمةٍ حدّث بها
واشكر عليها كلّ آلهةِ السّماءْ
هل بعدَ سحرِ الرّقص إغراءٌ يثيرُ الساهرين
ويخطف المعنى إلى معنى جديد ؟
.........
يا ليل ما أشهى الظّلامَ العاري
ثمرٌ توهّج دونما أشجارِ
نضجتْ خصور اللابساتِ حدائقاً
فاتبع خطاياها ولو للنارِ
يا ليلُ ينكسر الخريفُ إذا صحتْ
بنتٌ... وتنزل كلّها أمطاري
.........
لو كنتُ وحياً
لاخترتُ نفسي شاعراً لأضيء ذاتي
فوق ما ضاءت بها الأنثى
ولو جمحت بكوكبها القصائد
لانتبذت بها مكاناً غير مكشوفٍ
وألفتُ الأغاني من لقاء النور في جسدينِ
يحتفلان تحت الرّعدِ بالذكرى...
ولو كانت مفاتيح الجنان معي
إذاً لرميتها واخترت فاكهة الجحيم
" بودلير " يامولاي ساعدني لأسكن فيك
يا جدّي الرّجيمْ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان