الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وتلك ثمار نظام المحاصصة القومية الطائفية البغيض...

مديح الصادق

2017 / 9 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


صباحكم خير ومحبة وسلام، أينما كنتم، أحبتنا الطيبين والطيبات...
ليس غريبا عنكم ما يجري في كردستان العراق من إصرار وتعنت القيادة الكردية ذات الخلفية الإقطاعية الشوفينية على فصل جزء مهم وحيوي من الجسد العراقي مستغلة ما آلت إليه الأوضاع
بعد احتلال داعش لأجزاء حيوية من العراق، وما كلف الدولة ذلك من جهد بشري ومادي لتحريرها، فوضعت القيادة الكردية يدها على ما حررته قواتها من أراض، وبسطت نفوذها على نفط كركوك، وتمادى محافظها برفع علم الإقليم بدل العلم العراقي، ليمهد ذلك لقرار الاستفتاء على استقلال الإقليم عن وطن جمعت أهله علاقات وثيقة بكافة أطيافه الدينية والقومية، وكانت لهم مجتمعين مواقف وطنية اختلطت فيها دماء من محتلف الأطياف، دفاعا عن قضايا الوطن والإنسان.
مقابل ذلك كان ردّ فعل الحكومة المركزية والبرلمان مساويا أو يزيد قليلا على موقف القادة المتسلطين على رقاب شعبنا الكردي، رئيس الوزراء يصرح بعدم دستورية الاستفتاء، البرلمان يقرر نفس القرار، رئيس الجمهورية الذي صوت حزبه، الاتحاد الوطني الكردستاني في برلمان كردستان لجانب الاستفتاء؛ يلزم الصمت وهو الذي أقسم على حماية وحدة العراق، وهناك من يجمع التواقيع في البرلمان العراقي على سحب الثقة منه فهو - حسب رأيهم ( لا شوي ولا طبخ ) كما يقول المثل العراقي، الشارع العراقي يغلي.
خطباء الجوامع وقادة الحشد الشعبي يهددون بالقوة في حال تعرضت كركوك لاحتلال كردي، البيشمركة في حالة استنفار في كركوك والإقليم والمناطق التي سميت عبثا بالمتنازع عليها، والأحرى أن يقال عنها مختلطة السكان.
دول الجوار والدول الكبرى ومنها أمريكا حاولت ثني مسعود عن مخططه المشبوه في هذا الظرف الصعب دون جدوى، وعندما عجزت كان لها موقف التهديد بما لا تحمد عقباه في حال تم الاستفتاء، خصوصا تركيا وإيران التي يُغني كل منها على ليلاه.
الشعب العراقي بكل أطيافه لا يروق له هذا الانفصال، ولا يرتضيه، لكن الشعوب على دين ملوكها، كما تقول الأمثال، وغالبية الشعب الكردي باتت تصفق لما يراه الحاكم الذي ترى فيه المُخلص والمنقذ، وهو الذي لا يتردد عن التحالف مع الشيطان لتحقيق مايصبو إليه من غايات، عازفا على الوتر المشروخ، حق الشعب الكردي في تقرير المصير، ومنهم من جاهر بالتلويح بالعلم الإسرائلي في التجمعات والتحشيدات.
إننا في الوقت الذي نرفض ونشجب أي صدام عسكري يوقع البلد عرضا وطولا بالويلات والكوارث، ونحن لم نزل نلعق جراح ما خلفته حرب التحرير من الدواعش الأشرار، نُذكِّر أن تشخيصنا صائب بأن نظام المحاصصة الطائفية والقومية البغيض الذي أسس له المحتل الأمريكي سيء الصيت؛ لم يثمر غير الفساد والتخلف والاقتتال الطائفي والعرقي على أيدي الأحزاب الطائفية الدينية في الوسط والجنوب مشتركة مع الأحزاب القومية الشوفينية في كردستان، وجميعهم مشتركون في مخطط تدمير الوطن أرضا وشعبا، وتقسيمه بما يضمن حفاظ كل منهم على ما وقعت عليه أيديهم من مكاسب ومناصب وثروات، وما الخلاص من كل هؤلاء القادة التعساء إلا بتغييرهم جذريا، وبناء دولة المواطنة الديمقراطية الشعبية، بعيدا عن التعصب القومي والديني والطائفي، واختيار الكوادر التي تدير الدولة على أساس الكفاءة والمواطنة والإخلاص، بتعايش سلمي وحب للوطن والإنسان، واحترام حقوق الآخرين، والعدالة في توزيع الحقوق والواجبات.
بناء على ما تقدم فإن الحجة تسقط بيد المراهنين على تقسيم العراق، وإغراقه في بحور من الدماء في قتال بين الأخوة الذين يربطهم أكثر من رباط، ومصالحهم تكمن في وحدتهم وعيشهم الكريم متحابين كما كانوا من قبل، ولتسقط مؤامرات ومخططات قادة تهمُّهم الكراسي والمطامع على حساب جيوش الشهداء والمعوَّقين والأرامل والأيتام، جراء حروب هم يجنون ثمارها، ويموت فيها الخائبون.
الأحد 17 - 9 - 2017








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا: القيادي اليميني المتطرف إريك زمور يتعرض للرشق بالبيض


.. وفد أمني إسرائيلي يزور واشنطن قريبا لبحث العملية العسكرية ال




.. شبكة الجزيرة تندد بقرار إسرائيل إغلاق مكاتبها وتصفه بأنه - ف


.. وزير الدفاع الإسرائيلي: حركة حماس لا تنوي التوصل إلى اتفاق م




.. حماس تعلن مسؤوليتها عن هجوم قرب معبر -كرم أبو سالم- وتقول إن