الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
نكبتي ولجوئي: أن تصفع بحذاء بالي
عطا مناع
2017 / 9 / 19الثورات والانتفاضات الجماهيرية
أن تصفع بحذاء بالي يتخذ شكل البشر يعني انك أصبحت مجرد سلعة رخيصة في أسواقهم، وأن تمر على تاريخك الدامي وتتعامل مع ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا كخبر يعني انهم فرغوك كشعب.
أن تصفع بحذاء بالي يعني تكرار المحاولات لترويضك والدفع بك للحضيض، لا تفكر إلا في نفسك، كيف توفر لقمة عيشك، كيف تغطي مديونيتك لجيش البنوك التي حالها كما القوارض تتكاثر للانقضاض عليك ونهشك، اللهم ان القوارض تستهدف النفايات وهم لا يستهدفوك وأنت من وجهة نظرهم تجمع للنفايات البشرية.
أن تصفع بحذاء بالي يتخذ شكل البشر يعني انهم شطبوا كل حقوقك المعنوية والمادية، يعملوا على صناعة الانسان الجديد الذي لا يختلف عن الروبوت اللهم انت ربوت من لحم ودم، أنت تتخذ من الصمت ملاذاً لك، ولا بأس من بعض الضجيج الذي بمنع انفجارك في وجوههم، لا مانع عندهم ان تنفجر جراء سكتة قلبيه أو ارتفاع في ضغطك، انفجر كما شئت ولكن بعيداً عنهم.
أن تصفع بحذاء بالي يتخذ شكل وزير سابق ينقض على الاسرى الفلسطينيين ويتهمهم بالإرهاب ويحرض على حصارهم وعوائلهم يعني انك بصدد الاعلان عن حقبة جديده، هي حقبة ليست وليدة اللحظه بل تم التأسيس لها منذ عقود، حقبة تهدف لدفن التاريخ والنيل من كرامتك كشعب.
الحذاء البالي الذي يصفعوك به كان قامة وقيمة ويمثل طموحك وتطلعاتك، كنت تقف له وتعتبره مثلك الاعلى" على اقل تقدير شريحة لا بأس بها من ألمجتمع هذا" المثل الاعلى" كان ممثل ناجح في طرح شعارات الكذب والدجل.
أن تصفع بحذاء بالي يتخذ شكل "مناضل" يعني انها الصدمة التي لا تشبهها صدمه، خاصة أن عامة شعبك صفقوا له ولأمثاله وحملوه على الاكتاف، وقد يكون يعضهم قد سموا ابنائهم باسمه تيمناً به، وقد يكون بعض اهالي الاسرى الذين يصفهم بالإرهاب ويدعوا للانقضاض على رغيف خبزهم قد وضعوا صورته في صدر الدار.
أن تصفع بحذاء بالي وحسب قد تتحمل ذلك وتقوى على مقاومة القلق والأمراض المستوطنه كالسكر والضغط ونقض ال B12 ، وان تتعامل مع الجلطات كقدر مقدر لك، لكن أن تتكالب عليك الاحذية البالية وتستقوي عليك بتاريخ حاله كحال الذي اتخذ شكل الحذاء البالي فهي الطامة الكبرى.
أنا وأنت ندرك تماماً الحالة البالية التي نعيش جراء تكاثر الاحذية البالية التي تتقمص الدور بإتقان، وأحيانا نتساءل ونقول من حقنا أن نتساءل، الى متى سنتحمل هذه الاحذية التي خنفتنا ومنعت عنا الهواء ألنظيف اتتفق معي بأن رائحة الهواء الذي نتنفسه نتنة.
نعم: الروائح النتنه تحاصرنا كما الجرذان التي تحتل حاراتنا ليلاً، والمصيبة ان الجرذان في حاراتنا وأزقتنا لم تعد تخاف، كانت الفئران زمان تهرب منك عندما تستشعر الخطر، اليوم الجرذان وقحة لأبعد الحدود، ولذلك فهي الخطر المحدق بنا.
الجرذان التي تحتل مخيمنا ليلاً تتضخم، خوفي ان يأتي اليوم لنتقض علينا كما الحذاء البالي، والخوف الاكبر من اعلان التحاف بين الجرذان والأحذية البالية، وقتها سينتصر عليك الجوع وستستفحل الامراض في وسطك، ستتمنى الحصول على الاغذية الفاسدة، وسينتشر بعضنا لمكبات النفايات عسى ان يجد ما يسد الرمق، وقتها ستنسى من انت، ولن تكون انت، لان الجرذان والأحذية البالية احتلت روحك.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تصريح الأمين العام عقب المجلس الوطني الثاني لحزب النهج الديم
.. رسالة بيرني ساندرز لمعارضي هاريس بسبب موقفها حول غزة
.. نقاش فلسفي حول فيلم المعطي The Giver - نور شبيطة.
.. ندوة تحت عنوان: اليسار ومهام المرحلة
.. كلمة الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي العمالي الرفيق جمال