الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السياسي في بلادي عاهر أو قواد!

محمد مسافير

2017 / 9 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


حملتني رياح الأقدار إلى بلاد المغرب، وهنا... وجدت الناس تقدس الحاكم وتنحني إجلالا بين يديه... وجدتهم يمارسون طقوسا غريبة تتكرر في اليوم خمس مرات ما بين الجثو والقيام، وطقوس سنوية تضطرنا إلى الإمساك عن الطعام والشراب، ومواسم تفاخر بالذبح... ت شعبا يضحي بكرامة العيش وبحقوقه جميعا ولا يحرك في سبيلها ساكنا، لكنه ينتفض كليا حين تمارس أخته حقها في الحياة، لقد أوهموهم أن الشرف يكمن في حفظ العرض ولو تلحفوا السماء وفرغت أمعاؤهم من الطعام أو أهينوا في الإدارات...
ورغم هذا كله، فنحن مجبرون على الأخذ بهذا المقياس المختل دون اعتراض، وإلا فسيزج بنا خلف القضبان وفقا لمقتضيات الفصل 267-5 من القانون الجنائي.
بعد أن تابعنا تدخلات الأحزاب المثيرة، ووعودها المشرقة بالآمال، سألت صديقي ببراءة تفيض نورا:
- أي الأحزاب تراه أجدى وأنفع؟
أجابني بثقة رهيبة:
- أتتذكر؟ في إحدى سنوات الابتدائي، درسنا في مادة النشاط العلمي، قاعدة تقول: "الماء يتخذ شكل الإناء الذي يوضع فيه"، الماء هو الأحزاب، والإناء هو الدولة بمؤسساتها الزائفة، فمهما اشتدت حماسة أي حزب ومهما تضخمت تطلعاته، يروض بما تشاء قريحة أزلام النظام...
قبل شهرين تقريبا... وأنا أمشي في شوارع طنجة في غياب القصد، لمحت تجمعا بشريا أسفل بناية شاهقة، كانت حناجرهم تصدح بشعارات تنديدية بالحيف الذي طالهم، اقتربت من التجمع، كان المتظاهرون معاقين جسديا أغلبهم مقعد على كرسي متحرك، إلا أنهم كانوا دون لافتة توضح للعامة أهدافهم، دنوت منهم أستفسرهم في أمرهم، فجاء الرد صاعقا من أحد المتظاهرين:
- لقد استدعتنا السلطات إلى حضور ملتقى يهدف إلى إشراكنا في موضوع تحقيق الولوجيات لفائدة المعاقين بالمغرب، لكن كما ترى فقد عقدوا الإجتماع في الطابق الخامس، والمصعد ضيق جدا لا يسع كراسينا المتحركة، وإنهم في هذه اللحظة هناك يتناقشون في أمورنا، أين مبدأ الحكامة الجيدة والديمقراطية التشاركية التي صدعوا بها رؤوسنا؟
(ملحوظة: تحقيق الولوجيات هو المساهمة في إزالة الحواجز المعمارية أو داخل وسائل النقل لتمكين الأشخاص المعاقين والأشخاص المسنين، من التحرك بسهولة داخل البنايات والمجالات العمومية المفتوحة دون عوائق
لم أعد أراهن كثيرا على التغيير في بلدي الحبيب، لست عدميا، فالتغيير آت لا محالة، أقصد بالتغيير إبادة كل تلك الأفكار والعقليات المتخلفة والتي تنتصر لفئة دون أخرى بسبب الاختلاف العقائدي أو الجنسي... التغيير آت لا محالة... لكني أراه بعيد المنال، ربما بعد قرن أو قرنين في أحسن الأحوال، أي أني لن أشهده، لكني أريد أن أعيشه، فليس منصفا أن أقضي عمري كاملا في ترقب الأمل، يجب أن أسعى إليه بدلا من انتظاره، يجب أن أهاجر، لكن أين الطريق؟ كيف لي أن أجتاز أسوار سجن الوطن؟ أريد أن أتنفس الحرية... أكاد أختنق داخل وطني!،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكبتاغون والكوكايين: سوريا -تهدد- الخليج وأمريكا اللاتينية


.. جانتي شعبان.. لقاء حصري لا يخلو من الطرافة والمعلومات المهمة




.. روسيا تعرض غنائم الحرب الغربية من أوكرانيا تزامنا مع احتفالا


.. غزة.. هل تستطيع إسرائيل الاستمرار في الحرب دون الأسلحة الأمر




.. احتجاجات في مالمو السويدية على مشاركة إسرائيل في مسابقة (يور