الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كنت قبلك

أديبه حسيكه

2017 / 9 / 20
الادب والفن


كنت قبلك
بقلم/أديبه حسيكه/
كنت قبلك
حين كنت تكبرني بعمر من قصب
فامتد موالي نهرا مبحوحا
واتسعت ضفتا الدمع
وتقلصت ثقوب حنجرتي فاستحضرت بارتعاش أصابعي ألحان ذاكرتي البعيده....
وهذا القلب هرم
مذ كان طفلا
وقالوا : أنه لم يتوقف عن الركض خلف السراب كي لا يمسكه ظله متلبسا ويستقر حد الشمس فوق رأسه كالسيف وينتصف من حبه الحقيقي نبضه....
وسبقني ظلي إلى حدود خيالك واستطال إلى ليل زمن غادر ولم يطل من ظهيرة وقتك إلا سقف عنادك
وأنا ما زلت هنا
منذ ملايين السنين أرضي الوادعه بين كتفيك وفي عينيك سمائي السمحاء....
كنت قبلك
حين كانت الجنة تحت أقدامي والغواية نار الله
فحملتني وزر تفاحة خطيئتك
كنت أنثى الحرف والتاريخ والأرض والسماء والغيم والمطر والريح والمياه
ولو لم أقل أحبك لما تلاصقت حروف الأبجديه
ولو لم تبكي عيون سمائي لما ربت الأرض واهتزت وانتجت من كل زوج بهيج
ولو لم تثبت قيعان بحاري لما تهادى الموج على نهود المحيطات وتشكل على صدري ناموس الوجد والضباب
وبقيت أنثى
حين غدرني البحر فتفرعت أطرافي سواق تجدف من عيون قهري للوصول إلى قيعان الصبر فالتففت عليك وغمرتك برحمة شواطئي الواسعه ومزجتك بريق قبلة نائيه عذوبة وأجاجا...
وجئت بعدك
حين بذرت في رأسي هشيم الحشيش والأفيون
وتكاثر على أرض الحب هذيان الغيرة والكلام والإنتقام والدخان والجنون
وقبل أن تتفجر حنجرتي بالنطق أسكتني عري المنطق....
اغتصبتني الحروب
وأكلتني ثمار الشهوة نصفين
نصف لإله على الأرض
ونصف قربانا لرب السماء
فضحوا بي قبل أن اتوب
وشحذوا سكاكين الظلم على عنق الشعوب
ونسوا من دمائي نصيب الفقراء
فانشقت الأرض بالكفر
وأريقت على أصوات المآذن أنفاسي البكر
وسالت دماء الأرض بفتاوى ذبح الأبرياء.....
وكنت قبلك
آلهة العرشين
وممالك أكوان النساء
وجئت بعدي بتسعة أشهر
وشاهد على عدلي
بكفي الدعاء
وعلى هاتين اليدين
لتستهدي
من مذاق ناري زرقة الأنوار
بأن رحمي وطن من طين وماء
وشمس عريي
وملح بحاري
و من جراري
أبجدية الألف والباء
ومن أزهاري
حملت بطون الأنهار
حضارة الحرف واللون
وبأن ساقاي صنمان لعبدة الطاغوت
والطاغوت كان قبلي
نبيا وتاجرا ومدعيا وقوادا ومفتي
وكان ينتظرني ليكبر نهداي ويصغر عقلي
ويعلم فقه هدر الدم والهدم للصغار
ويبتر يد الإسلام
ويستحضر إزميل النبي
ويكسر زجاج غشاء النور في الروح
ويولج ليلاه في طهر النهار
فكيف يقف فوق أعمدة قدماي رأس وطني
دون أن ينهار
وكيف يروني عوره
وروحي هيكل
وجسدي إلى النار
وأبناء رحمي
خصب وثروه
والبائع والشاري
بدرر ثماري
خائن وسمسار .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم


.. صباح العربية | بمشاركة نجوم عالميين.. زرقاء اليمامة: أول أوب




.. -صباح العربية- يلتقي فنانة الأوبرا السعودية سوسن البهيتي


.. الممثل الأميركي مارك هامل يروي موقفا طريفا أثناء زيارته لمكت




.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري