الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف يؤثر الاحتباس الحراري على صحتنا؟

معاد محال

2017 / 9 / 20
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


يهدد الاحتباس الحراري، حياة الإنسان بعدة طرق، فهو يؤثر على كل أسباب الحياة: الهواء، الماء والتغذية. وحسب المعهد الوطني للصحة العامة – كيبك ، فإن عدد الأشخاص الذين فقدوا حياتهم نتيجة أمراض لها صلة بالتغير المناخي يناهز 150 ألف شخص، وتتسبب الكوارث المرتبطة في وفاة أكثر من 60 ألف شخص سنويا.
في أوربا، تسببت موجة الحرارة التي عرفتها القارة سنة 2003، في وفاة أكثر من 70 ألف شخص.
بالنسبة للمغرب، فرغم الجهود الذي يبذلها في مشاريع الطاقة المتجددة، والتكيف مع تغير المناخ والتخفيف من حدته، فالبلد لا زال مهددا في أمنه الغذائي بسبب تراجع كمية التساقطات ونقص موارد المياه والفيضانات الناتجة عن ارتفاع منسوب مياه البحر، بالإضافة إلى انتشار الأمراض المعدية بفعل درجة الحرارة المرتفعة.

معطيات عامة
حسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية ، صدر عام 2015، والذي يقدم لمحة عن المناخ والصحة في المغرب، فإنه في ظل الانبعاثات الحالية للغازات الدفيئة في الجو، من المتوقع أن يرتفع معدل درجة الحرارة السنوية ب 5,5 درجة مئوية بحلول عام 2100، وأن يطال الضرر الناتج عن الفيضانات بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر 187 400 شخص بين عامي 2070 و2100، وأن يرتفع عدد الوفيات بين كبار السن (65 سنة فما فوق) بسبب ارتفاع درجة الحرارة إلى 50 حالة وفاة لكل مائة ألف شخص بحلول عام 2080 في مقابل خمس حالات وفاة لكل مائة شخص قُدّرت بين عامي 1961 و1990، يُتوقع أيضا، ارتفاع الأيام الحارّة إلى 210 يوم في السنة بحلول عام 2100، وأن تطول فترات الجفاف وتستمر ل 125 يوم في السنة.
الاحتباس الحراري وسرطان الجلد
يُعد التعرض للأشعة فوق البنفسجية السبب الرئيسي للإصابة بسرطان الجلد. أدّى ثقب الأوزون إلى تسرب هذه الأشعة إلى جو الأرض، بفعل ارتفاع درجة الحرارة، يزداد التعرض لهذه الأشعة، وعليه، يزداد خطر الإصابة بهذا المرض.


الأمراض المعدية
تنتقل الأمراض المعدية التي تصيب الإنسان عن طريق الحشرات التي تعتبر نواقل لها، مثل البعوض والقراد. هذه الحشرات تتكاثر في مواسم الدفء، أي خلال فصل الصيف. أدّت التغيرات المناخية إلى الزيادة في عدد أيام الصيف، وعليه الزيادة في تكاثر هذه الحشرات، وبالتالي زيادة خطر الإصابة بهذه الأمراض. وحاليا يتوقع علماء من اللجنة الدولية للتغيرات المناخية GIEC، خلال الأعوام القادمة، انتشار الملاريا وحمى الضنك في أوربا، المعروفة بطقسها البارد، بسبب الارتفاع في درجة الحرارة.
في المغرب، وحسب نفس التقرير لمنظمة الصحة العالمية، فإنه في ظل الانبعاثات الحالية للغازات الدفيئة، فإنه من المُحتمل ارتفاع انتقال حمى الضنك (التي تنتقل إلى الإنسان بفعل لدغات البعوض) إلى 0,33 بحلول عام 2070 مقابل 0,22 خلال الفترة الممتدة بين 1961 و1990.

المشاكل الصحية المرتبطة بالمياه
تناقص تدفق مياه الأنهار والمنابع خلال فترة الصيف قد يزيد من احتمالية تلوث هذه المياه. بالإضافة إلى ذلك، فإن درجة الحرارة المرتفعة، تساهم بشكل كبير، في تكاثر الطحالب السامة. بصفة عامة، تناقص المياه في بعض المناطق، سيؤدي إلى تكاثر الأمراض لانعدام النظافة.

الأمن الغذائي
يؤثر التغير المناخي سلبا على الإنتاج الزراعي، بسبب ارتفاع درجة الحرارة وتقلص الأراضي الصالحة للزراعة، بالإضافة إلى الجفاف والفيضانات، وعليه، يصير أمننا الغذائي مُهددا. ويتوقع برنامج الأغذية العالمي، ارتفاع خطر المجاعة وسوء التغذية في العالم بنسبة 20% بحلول عام 2020 .

جودة الهواء
يُعرَّف الاحتباس الحراري بازدياد درجة حرارة كوكب الأرض الناتجة عن انبعاثات الغازات الدفيئة في الجو، هذه الغازات تنتجها الأنشطة الصناعية المُختلفة بما فيها احتراق وقود السيارات، تتفاوت درجة خطورتها، لكن كلها تسبب مشاكل صحية للإنسان، وهذه بعض الأمثلة:
أحادي أكسيد الكربون CO: ينتج عن الاحتراق الغير الكامل للوقود، هذا الغاز يمنع تأكسج خضاب الدم، حيث يحتل مكان الأكسجين على مستوى الخضاب، مما يؤدي إلى نقص الأكسجين في الجهاز العصبي.
أكسيد النتروجين NO: ينتج عن احتراق الآزوت والأكسجين، وهو غاز مزعج حيث يسبب اضطرابات في الجهاز التنفسي، وينفذ إلى الدم ويمنع تثبيت الأكسجين على الخضاب.
ثنائي أكسيد الكبريت SO2: ينتج أساسا عن احتراق الوقود الأحفوري، يسبب مشاكل للجهاز التنفسي ومشاكل تنفسية للأطفال والمسنين ومرضى الربو.
الأوزون O3: ينتج عن تفاعل الغازات الأولية (أحادي أكسيد الكربون وأكسيد النتروجين) مع الأشعة فوق البنفسجية، من تأثيراته : مشاكل القلب وتهيج العين.

وحسب تقرير آخر لمنظمة الصحة العالمية : "عبء المرض الناتج عن تلوث الهواء ا لمنزلي Burden of disease from Household Air Pollution for 2012" ، فإن استخدام الوقود الأحفوري في الطهي يلوث المساكن ومحيطها، واعتبر التقرير أن النساء والأطفال أكثر عرضة للأمراض الناتجة عن تلوث هواء الأماكن المغلقة الذي يشكل أحد الأسباب الرئيسية للوفيات الناجمة عن مرض نقص تروية القلب وسرطان الرئة والانسداد الرئوي.
وحسب نفس التقرير، فإن حالات الوفيات الناتجة عن التهابات الجهاز التنفسي السفلي الحاد تشكل 5% من مجموع وفيات الأطفال.

المصادر:
http://www.monclimatmasante.qc.ca/public/ma-sant%C3%A9.aspx

apps.who.int/iris/bitstream/.1/WHO-FWC-PHE-EPE-15.10-fre.pdf

https://www.wfp.org/content/two-minutes-climate-change-and-hunger

http://www.who.int/phe/health_topics/outdoorair/databases/HAP_BoD_results_March2014.pdf?ua=1








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات إسرائيلية ومؤشرات على تصعيد محتمل مع حزب الله | #غ


.. سائق بن غفير يتجاوز إشارة حمراء ما تسبب بحادث أدى إلى إصابة




.. قراءة عسكرية.. المنطقة الوسطى من قطاع غزة تتعرض لأحزمة نارية


.. السيارات الكهربائية تفجر حربا جديدة بين الصين والغرب




.. طلاب أميركيون للعربية: نحن هنا لدعم فلسطين وغزة