الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمن اسرائيل وأمن الكرسي

حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)

2017 / 9 / 20
الثورات والانتفاضات الجماهيرية



لا أعتقد أن هناك من شعر بالسعادة الغامرة عند تولي ترامب الحكم، أكثر مما فعل الحكام العرب، فجميعهم كان يلقى معارضة متنامية منذ سنوات لأنظمتهم التي اُغرقت في الفساد وحولت البلاد العربية لدول مترهلة مفككة غير منتجة تعاني من مئات المشاكل ليس اقلها البطالة والديون والفقر وانهيار الخدمات وضياع الحقوق.
كان هؤلاء لا يجدون دعم كافي من الدول الغربية التي لا يمكنها علنا مساندة الفساد وتمرير عمليات التعذيب والقهر والاخفاء القسري التي انتشرت في تلك البلدان منذ 2011 والعمل على تغييب الوعي ونشر الدجل والجهل عمدا بين الشعوب ومطاردة كل من يعترض بالتشهير والتنكيل ومحاولات الاخضاع.
وبتولي ترامب الحكم صارت كل هذه الأفعال مقبولة ومعتمدة فهو جاء داعما للمشروع الصهيوني في المنطقة بشكل غير مشروط ولم يدعي اي اهتمام بحقوق الانسان أو مكافحة الفساد، بل أنه اعلن مرارا وتكرارا أن اسرائيل ستشهد ازهى عصورها في فترة حكمه ولن يتوجه اليها أحد بلوم او ملاحقة لا على المستوى المحلي ولا على المستوى الدولي في وجوده، وهو الأمر الذي ايدته نيكي هيلي سفيرة امريكا في الأمم المتحدة مرارا وتكرارا حيث هاجمت الجميع بما فيهم الأمم المتحدة نفسها ومنظماتها مدعية انهم يتحاملون على هذا الحمل الوديع البريء المتمثل في الدولة الصهيونية.
هنا وجد الزعماء العرب السبيل الوحيد للبقاء رغم أنف أي معارضة ورغم ما تسببوا فيه لبلادهم من تراجع وانهيار على كافة المستويات، وجدوا أخيرا الغطاء المناسب لكل افعالهم في حق شعوبهم ولتبديد ثروات بلادهم فهم وكما قال ترامب في حماية امريكا وبدون هذه الحماية لن يكون لهم وجود.
ولذلك انهمرت الاستثمارات الخليجية على الولايات المتحدة الأمريكية منذ تولي ترامب الحكم وتم ضخ ترليونات الدولارات العربية الى الاقتصاد الأمريكي، فهو الضامن الوحيد لبقاء هؤلاء الحكام في مناصبهم وتمتعهم بما نالوه وينالوه من مميزات هم ورموز انظمتهم والموالين لهم بدون اي خوف من محاسبة.
ولم يكن من الغريب اذا ان يقدم الرئيس المصري أمن وسلامة الشعب الاسرائيلي على أي شئ أخر ويعتبر أن المصالحة مع اسرائيل أهم من المصالحة مع ابناء الشعب المصري الذين يزج بهم في السجون بلا جريرة ويتركون نهبا للفقر والمرض والجهل.
المعادلة بسيطة للغاية فأنت ستحافظ على أمن وسلامة من أوصلوك للحكم فأمانهم يعني أمان منصبك ومكتسباتك، فليس على أي حاكم عربي الادعاء بأنه مؤيد من شعبه وله وجود مشروع في نظام ديمقراطي وحتى يكون أمن وسلامة المواطن العربي له الأولوية على أي شئ أخر لديه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أنصار ترمب يشبهونه بنيسلون مانديلا أشهر سجين سياسي بالعالم


.. التوافق بين الإسلام السياسي واليسار.. لماذا وكيف؟ | #غرفة_ال




.. عصر النهضة الانجليزية:العلم والدين والعلمانية ويوتوبيا الوعي


.. ما الذي يجمع بين المرشد الإيراني وتنظيم القاعدة واليسار العا




.. شاهد: اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين يطالبون باستقالة رئيس وز