الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رب ضارة .. نافعة

نزار صباغ

2006 / 2 / 15
كتابات ساخرة


نعود مجدداً إلى الدعوة للمقاطعة " قاطعوا المنتجات الدانماركية .. إلى الأبد" ، بنداءات إعلانية على الهواتف المحمولة ، بإعلانات "تنافسية" في الصحافة المحلية .. وكأنها فوضى "تجييش" منظمة ، بما تشمله من حرق للأعلام والدمى ، والتأكيد على المقاطعة الشاملة وحتى للأوروبية منها إن لزم الأمر لوجود البديل في دول جنوب شرق آسيا ، وضرب للسفارات " بالبضائع محلية الإنتاج" كالبيض والبندورة .
المقاطعة الشعبية وكما هو معروف ، تشمل الجميع ، المستهلك وبائع المفرق وبائع الجملة والمستورد والوكيل ، وهي مقاطعة طوعية وبمشاركة وتعاون كامل من الجميع ، كما كانت عليه مقاطعة البضائع "الإمبريالية" لأجل القضايا القومية والوطنية ، مع التركيز على توفر البدائل من المنتجات المحلية .
قطعاً مني لأي التباس أو تأويل ، وتماتشياً مع العصبية (!) ، يمكن القول بأنه ما من متضرر من هكذا مقاطعة شعبية إلا "ذاك الغير، المارق" ... وتأكيداً لذلك فقد يقوم " داعموا " الدعوة للمقاطعة ، بتجميع المنتجات الدانماركية كافة والقيام بإتلافها علانية ضمن حملة إعلامية ضخمة ، حرقاً أو دعساً أو "طمراً" كالنفايات النووية أو شنقاً للأبقار الهولندية بما أن المقاطعة ستشمل جميع منتجات " ذاك الغير، المارق" . وذلك بعد تقديم البديل المحلي كتعويض إلى البائعين بالتعاون والتنسيق مع غرف التجارة والصناعة "قطعاً للضرر" بالطبع .
أما من الجانب الآخر ، فإن المقاطعة ستعود بالخير على المنتجات الوطنية ، بدءاً من الشركات السعودية صاحبة الامتيازات الكبرى للشركات العالمية للصناعات الغذائية وصولاً إلى الشركات السورية ومنها بالطبع المنتجة للمشتقات الحيوانية ، بأنواعها .. هذا تحديداً كما فعلت المقاطعة للمنتجات الإمبريالية لأجل القضايا القومية والوطنية من دعم غير مباشر للصناعات المحلية وحتى الحكومية منها ، من طناجر وبرادات وغسالات وتلفزيونات ، إلى ما هنالك من "حمايات" ..
ثم وصولاً إلى أسماء منتجات "ذاك الغير، المارق" وتسويق منتجات محلية بأسماء محلية و"عصبية" ، ومن يدري .. فقد ينجم عنها مقاطعة شعبية لشخصية "بابا نويل" واختراع شخصية محلية تراثية بديلة عنها بلباس محلي تقليدي بمستلزماته كافة ، لتقديم الهدايا "النوعية" إلى الأحباء الأطفال .. أو تغيير اسم "عيد الحب" إلى اسم آخر ( دون أن يكون النقيض بالطبع) ، وصولاً إلى مقاطعة استقبال الوفود التجارية التي قد – وأشدد هنا على "قد" – تفكر في القدوم إلى بلادنا لتسويق منتجات بلاد "ذاك الغير، المارق" .
ومجدداً من يدري ؟ .. رب ضارة نافعة ... للمنتجات المحلية ولصانعيها ومسوقيها ولوكلاء المنتجات الصينية والتايوانية والماليزية والأندونيسية والعربية وغيرها من الدول ( بما تشمله من واردات ومكونات مختلفة المنشأ ) ، هذا رغم أن أغلبها مُصنَّـع بموجب اتفاقيات مع دول "ذاك الغير، المارق" أو بامتياز منها .. كما هي سجائر "كنت" و "لاكي سترايك" التي ستُصَّـع في بلادنا ..
تهنئتنا القلبية ، وتمنياتنا بدوام التوفيق والاستثمار ... والمقاطعة .
................
قد يحق لنا التساؤل ، وعلى الهامش ، هل تقبل شعوب دول "ذاك الغير، المارق" برسم وتخطيط أعلام الدول التي حُرِقَت سفاراتها بها ، على الإسفلت لمرور السيارات فوقها ...؟ " لاتنه عن خلق ............. .................."
وعلى الهامش أيضاً ، ألم يكن من الأجدى التصرف كما فعلت "المملكة العربية السعودية" دون مظاهرات واستنكارات شعبية وحرق للسفارات ، رغم أنها أثبتت قدرتها على تحريك الشارع ...؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرباط تستضيف مهرجان موسيقى الجاز بمشاركة فنانين عالميين


.. فيلم السرب لأحمد السقا يحصد 22.4 مليون جنيه خلال 10 أيام عرض




.. ريم بسيوني: الرواية التاريخية تحررني والصوفية ساهمت بانتشار


.. قبل انطلاق نهائيات اليوروفيجن.. الآلاف يتظاهرون ضد المشاركة




.. سكرين شوت | الـAI في الإنتاج الموسيقي والقانون: تنظيم وتوازن