الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عَنْ وحَولَ إستفتاء كردستان

امين يونس

2017 / 9 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


هنالك سوء فِهم واسِع ، بالنسبة لما يجري هذه الأيام حول إستفتاء إنفصال كردستان عن العراق . فالسؤال الوحيد المطروح : هل تُؤيِد إنفصال كردستان عن العراق ؟ وعليك الإختيار بين : نعم أو كلا . من الواضِح لكُل ذي عينَين ، ان الغالبية العُظمى من شعب كردستان ، مع الإنفصال وتشكيل دولة مُستقِلة . فمن النادِر أن تجِد كُردِياً ضد " مبدأ " حَق تقرير المصير أو ضِد تشكيل دولة كردستانية .
إذن لماذا الإحتفاليات الكبيرة والضخمة ، مُقتَصِرة على دهوك وتوابعها وأربيل وتوابعها ؟ بينما هي ضعيفة وباهتة في السليمانية وحلبجة وكركوك ؟ .. هل حَقاً أن الكُرد تحت نفوذ الحزب الديمقراطي " أكثر كُرديةً " من الكُرد تحت نفوذ الإتحاد الوطني وحركة التغيير ؟ هل ان أهالي زاخو وعقرة ودهوك أحرص من أهالي جمجمال وكرميان والسليمانية ، على نَيل الإستقلال ؟ .
( ... قبل أسابيع ، قالَ لي صديقٌ مُنتَمٍ للحزب الديمقراطي : .. لو أن الذي طَرَحَ فكرة الإستفتاء ، شخصٌ " سوراني " ، لأيدهُ فوراً أهالي السليمانية وكركوك ... ولكن لأنهُ الرئيس مسعود البارزاني ، فأنهم يقفون بالضِد من ذلك !! ) . على الرغم من سطحية الفكرة وسذاجتها ، دعونا ننظُر إلى الموضوع من خلا النقاط أدناه :
* ليستْ المسألة صراع بين " بهدينان " و " سوران " ، أبداً . بل ببساطة وبدون رتوش ، هو صِراعٌ بين إرادتَين : إرادة الحزب الديمقراطي ، المُتماسِك والمركزي ، بقيادته الكاريزمية المتمثلة بمسعود البارزاني ، المُسيطِر على كُل مفاتيح السُلطة في منطقته ، والقابِض على مفاصِل مُهمة في الأقليم كله . ولهُ فوق ذلك حُلفاء محليين مثل بعض التُركمان وبعض المسيحيين ، وإستطاعَ " تحييد " الإتحاد الإسلامي الييكرتو وإبعاده عن الجبهة الأخرى ، وكذلك نجحَ في تفتيت الإتحاد الوطني ، وكسب أجنحةٍ مهمة منه إلى جانبه .
مُقابِل إرادة حركة التغيير ، التي فقدتْ زعيمها الكاريزمي نوشيروان مؤخَراً ، ولا تمتلك قوة مُسلَحة ذات شأن ولا أجهزةً أمنية يُخشى منها ، وفوقَ ذلك فأن حركة التغيير لم تنجح في تجيير الإتفاق والتحالُف مع الإتحاد الوطني ، لصالحه .. بل أن المراكِز المتنفذة في الإتحاد الوطني " باعَتْ " حركة التغيير ببساطة ، وإتفقتْ مع الحزب الديمقراطي على تفعيل البرلمان وتمرير ما يريده الديمقراطي ! .
* حركة " كلا للإستفتاء في الوقت الحاضِر " التي أسسها ويتزعمها ساشوار عبد الواحِد ، والتي تنتقد الأحزاب الحاكمة بصورةٍ سافِرة وحركة التغيير والأحزاب الإسلامية جُزئياً ، لم تستطِع حشد جمهورٍ واسِع مُؤثِر لحد الآن . ولكن من المٌؤكَد ان غالبية المنتمين لحركة التغيير والجماعة الإسلامية والكثير من قاعدة الإتحاد الوطني أيضاً ، مع [ تأجيل ] موعد الإستفتاء .
* كُل دُعاة التأجيل وهُم جمهورٌ واسِع في السليمانية وحلبجة وكركوك ، والعديد من أهالي أربيل ودهوك أيضاً ... يقولونَ بأنهُ : ( لم يتُم الإعداد الجيِد للإستفتاء وأن الأمر صدرَ بعجالة .. وهنالك الكثير من العمل المطلوب محلياً وأقليمياً ودولياً ، قبل ذلك ) . وذلك رأيٌ معقول . إضافةً إلى ذلك ، أعتقد بأن جبهة كلا للإستفتاء في الوقت الحاضر ، بالتوازي مع جبهة التأجيل ، لحين تهيأة الظروف المُلائمة ... هؤلاء جميعاً ، مُقتنعون ومُتفقون كما يبدو ، على أمرٍ واحد : [ أن الطاقم الذي حكمَ وأدارَ الأقليم في ال 26 سنة الماضية ، فشل فشلاً ذريعاً على كافة الأصعدة .. وذلك الطاقم المتمثل بالحزب الديمقراطي والإتحاد الوطني ، غير مُؤهَل لبناء " دَولة " ، لأنهُ غارِقٌ في الفساد حتى اُذُنيه ] .
......................
أيامٌ قليلة على موعد الإستفتاء ... أما أي الإرادتَين هي الأقوى والأكثر حظًا ؟ ... لم أتطرَق إلى العوامل الأساسية في العملية بمجملها ، مثل موقف بغداد ودول الجوار والعالَم ، وتشابُك المصالح والتوازنات والصراع على النفوذ بين مُختلف هذه الأطراف ... ودعونا نكتفي بالتنافُس المحّلي الكردستاني ، بين الإرادتَين أعلاه : .. كما يبدو على السطح ، فأن إرادة الحزب الديمقراطي هي الأقوى ، ويكفي الديمقراطي فخراً " وفق الحسابات المحلية الداخلية " أن ينجح البارزاني اليوم الأربعاء 20/9 في حشد عشرات الآلاف في وسط السليمانية يُصّفقون لهُ ، في إحتفالية التأييد للإستفتاء ، ويكون نجماً للحَدَث الكبير ، وعلى جانبيهِ كوسرت رسول وعقيلة الطالباني وملا بختيار وشيخ جعفر ... لكن في العُمق ، فأن العملية مَبنِية على رمالٍ مُتحرِكة " كركوك والمناطِق المتنازع عليها ، مثلاً ... وموقف قاعدة الإتحاد الوطني مثلاً آخَر .. فلا ينبغي المُجازَفة ، على مَنْ سيفوز ، مُسبَقاً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد -الزلزال- الانتخابي.. كيف تبدو فرنسا؟| المسائية


.. الدورة الأولى للانتخابات التشريعية الفرنسية.. تزوير وحريق رف




.. -بيريل-.. إعصار -كارثي محتمل- من الفئة الخامسة يضرب منطقة ال


.. كأس أمم أوروبا: فرنسا تنتزع بطاقة التأهل لربع النهائي بفوز ص




.. كأس أمم أوروبا: البرتغال لمواجهة فرنسا في ربع النهائي بعد فو