الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على الكورد عدم الاستهانة بقدرات حيدر العبادي فهو من طينة تختلف عن المالكي و صدام

هشام عقراوي

2017 / 9 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


في هذه الأيام الحساسة لا يمكن للإنسان أن يجلس متربعا دون الادلاء بدلوه في قضايا عديدة و كنت قد قررت مع نفسي عدم الكتابة بقدر المستطاع و لكل الاحداث تجري و تتطور و على الكورد أن يدرسوا الوضع بشكل جيد كي يستطيعوا قيادة العملية بشكل سليم دون تعريض الشعب لنكسة كنكسة 1975 أو 1988.

الكورد يتعاملون الان مع شخصية كحيدر العبادي و هو يختلف عن الكثير من القادة السابقين في العراق و هو شخصية أصعب من عبدالكريم قاسم و لا نقول صدام حسين و المالكي فقط.

فعبد الكريم قاسم الذي قاتلة القائد ملا مصطفى البارزاني كان رئيسا قويا و محبوبا للعراق و لكنه أتى في وقت كان العالم فيه مقسم الى قطبين و كان هو محسوبا على القطب السوفيتي الشيوعي، لذا كان من السهولة أن يحضى البارزاني بتأييد القطب الاخر أي الأمريكي الإيراني.

أما صدام حسين فكانت لدية نفس المشلكة أضافة الى مشلكة طموحاته للسيطرة على الدول العربية و بشاعته في قتل الشعب الكوردي و هنا أيضا كان سهلا أن يلقى البارزاني الابن و الطالباني بعض التأييد من سوريا أو أيران أو حتى بعض الدولة الاوربية و أخيرا أمريكا.

المالكي كان شخصية متهورة فهو لم يكن سياسيا بارعا و لا عسكريا قويا و لم يستطيع بناء علاقات دولية بل أنه كان طائفيا الى درجة كبيرة لذا النزال ضده كان أيضا سهلا و في عهدة صار العراق مرتع الإرهابيين و لم تسعفه علاقاته مع أيران.

حيدر العبادي يختلف كثيرا عن جميع هؤلاء، فلديه علاقات قوية مع جميع الدول و الأقطاب، فهو مقرب من أمريكا و أيران و أستطاع المهادنة مع السعودية و دول الخليج كما لم ينجر لخلق أزمه عميقة مع تركيا و بهذا خلق توازنا دوليا في العراق و قلل الى حد كبير من قيمة ألقادة الكورد تكتيكيا لدى الدول الكبرى و خاصة بعد أستطاعته أعادة تنظيم الجيش و الحشد الشعبي و الحاق الهزيمة المحدودة بداعش.

ذكاء العبادي لا يقتصر باستيعابة للغضب الجماهير العراقي و الطائفي بل تواجدة في أماكن الصراع و تدخلة في الوقت اللازم و ابتعاده عن الفساد شخصيا و ظاهريا.

حيدر العبادي تحول سريعا الى رقم صعب في العراق و شخصية قابلة لخوض الصراعات السياسية و العسكرية و شخصية يعتمد عليها أقتصاديا أيضا. و هذه الحقيقة وصلت الى المستوى الجماهيري.

عدم أستطاعة أقليم كوردستان من أدارة نفسة بعد السيطرة على النفط أيضا أعطت زخما كبيرا للعبادي. ففي الوقت الذي قام العراق بضمان اقتصادة حارب داعش أيضا و أدار الصراع بأقتدار كبير. هذه حقيقة يجب على القادة الكورد التعامل معه على هذا الأساس و ليس الاستهانة به و التعامل معه على أنه شخصية ضعيفة. فنحن لا نستطيع أزالة العبادي بجرة قلم أو بموقف سياسي كما كان في حالة المالكي.

نعم الكورد لديهم خصم لا يستهان به و هو أقوى و أذكى من المالكي بكثير و يحضى بتأييد دولي كبير. فبغداد ليست خصما لاية دولة و ليست هناك دولة تريد تفضيل التعامل مع الإقليم على التعامل مع العراق في هذا الوقت ماعدا عدد قليل جدا من الدول يعرفها الجميع.

و لكن من جهة أخرى فأن العبادي شخصية يمكن للكورد التفاوض معه حول الاستقلال و تحويل مسألة الانفصال الى مسألة سياسية بدلا من تحويلها الى مسألة عسكرية.

دراسة الطرف المقابل مهمة و هي من مهام مستشاري الرؤساء و في التقييمات لا يمكن التركيز على نقاط قوة أو ضعف المقابل بل عى خواصة و الطريقة التي يمكن بها الوصول الى الهدف بأقل الخسائر للجانبين و ليس من جانب واحد.

فالعراق سيكون جيرانا لكوردستان و المفاوضات السلمية يجب أن تكون الطريق الوحيد للوصول الى الاستقلال و يمكن جعل هذه قاعدة للتفاوض مع العبادي و العمل على التقليل من التشنجات و التصريحات النارية للعنصريين من الطرفين.

العبادي لدية من الخواص التي تجعل الكورد يستطيعون الجلوس معة مئات الجلسات و نتمنى أن لا يسطير العمى القومي و العنصري أي من الطرفين.

على قادة الكورد أن يكون لهم شرط واحد للدخول في مفاوضات الاستقلال و هو أن لا تكون هناك أية شروط للتباحث مهما طالت المباحثات و المفاوضات.

يمكننا أن نخلق أجواء تختلف عن أجواء السنوات الماضية و التي لم تدع الحكومات العراقية أي مجال للكورد للجلوس على مائدة المفاوضات. العبادي قد لا يفضل الحل العسكري كما فعلته الأنظمة السابقة، و على الكورد أن لا يعطوا المجال للوصول الى الحل العسكري أبدا و هذا لا يعني أن الكورد ليسوا بمقاتلين جيدين بل أن المقاتل الجيد هو الذي يقاتل على مائدة المفاوضات أولا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال