الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إستذكار بشاعة الحروب ودمارها في اليوم العالمي للسلام !

صبحي مبارك مال الله

2017 / 9 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


إستذكار بشاعة الحروب ودمارها في اليوم العالمي للسلام !
لقد تكدس لدى البشرية سكان كوكب الأرض الجميل، سجل طويل وتأريخي عن الحروب البدائية إلى الحروب الحديثة، من الإقتتال الفردي إلى الإقتتال الجماعي، من حروب مكونات عائلية إلى حروب مكونات عشائرية قبلية ثم تطورت إلى حروب وإقتتال بين الدول والشعوب، وحروب أهلية دامية بين الأخوة، وتنوعت مسميات الحروب وأهدافها تبعاً للتطورالحضاري حيث ظهرت الحروب الدينية والإقتتال بين ذوي المذاهب المتعددة، وحروب القرون الوسطى بين الأمارات والإقطاعيات والحروب القومية وحروب الفتوحات والمستعمرين لأجل السيطرة والإستيلاء على أراضي الغير وحكم الشعوب بالحديد والنار، أما الأهداف فكانت إقتصادية وسياسية وتوسع جغرافي من أجل الإستيلاء على الأراضي والثروات المهمة كما جعلت تلك البلدان كأسواق لبيع منتجاتها، فكانت تتغير الخارطة الجغرافية لكل دول العالم تبعاً للحروب كما ظهرت الحروب الثورية التحررية من أجل الإستقلال وقيام الأنظمة الوطنية. لقد أريقت الدماء كالأنهار على أديم هذه الأرض،حيث ذبح الملايين من البشر أطفال ونساء وشيوخ ورجال وشباب، فأن نشبت حرب هنا نشبت حروب هناك وما إن تنطلق شرارة نار حتى تصبح حريق كبير يحرق الأخضر واليابس. وأذا كان النزاع حول شيئ تافه ليست له قيمة، يتطور هذا النزاع حول ماتكدست من الخلافات المتراكمة. وتبعاً لذلك تطورت أسلحة القتال من أبسط صورها إلى أعلى شكل من التكنيك وإتساع مساحة القتل. وأول النزاعات كانت حول الكلأ والماء والأراضي والحدود إلى إن تحولت إلى حروب إقتصاديةوسياسية كما ذكرنا، تنفذها جيوش نظامية، لقد كانت الحرب العالمية الأولى 1914 والثانية 1939 في القرن الماضي نموذجين لبشاعة الحروب اللتان ذهب ضحيتهما أكثر من سبعين مليون إنسان فضلاً عن الجرحى والمعوقين وتدمير المدن بإستخدام أحدث الأسلحة حينذاك ومنها الغازات السامة والقنابل الذرية فكان تدمير البشر والحجر وحرق كل شيئ كما حصل في اليابان (هورشيما وناكازاكي) في أواخر الحرب العالمية الثانية، كشاهد على قساوة الإنسان على أخيه الإنسان وإذلاله. ولكن هل أنتهت الحروب على كوكب الأرض عند هذه الفترة؟ الإجابة كلا فلا زالت الحروب المحلية مستمرة بالرغم من وضع مواثيق السلام، حيث نشأت الأمم المتحدة على أنقاض منظمة عصبة الأمم، فبعد الحربين العالميتين ظهرت تقسيمات وخارطة جديدة للعالم تحكمت فيها الدول الكبرى أو العظمى، وبعد ظهور المعسكر الإشتراكي ودول عدم الأنحياز، كان هناك توازن بين النظامين الرأسمالي والأشتراكي ولكن سباق التسلح وتأسيس الأحلاف العسكرية مثل حلف الناتو وحلف وارشو وغيرها من الأحلاف، ساهم في تطوير الأسلحة الفتاكة في مقدمتها الأسلحة الذرية. وبعد أنهيار الإتحاد السوفياتي أصبح العالم تحت تهديد وتدخلات القطب الواحد أمريكا ولكن بعد تفاقم الأوضاع ونُذر حروب جديد بدأت تظهر أقطاب جديدة ومنها روسيا من جديد. لقد وضعت المواثيق وميثاق الأمم المتحدة لغرض ضبط الأمن العالمي ولكن لم تتقيد الدول بميثاق الأمم المتحدة وهناك الكثير من بؤر التوتر في مناطق عالمية عديدة وهذا نتيجة الأنظمة السياسية التي لاتعترف بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان. لقد عملت الأمم المتحدة دائماً على حفظ السلام من خلال المواثيق والقرارات والتدخل المباشر، والعمل عل توقيع إتفاقيات تحريم الأسلحة الكيمياوية والذرية والحد من سباق التسلح ومع هذا لم تستطع الأمم المتحدة بفرض السلام في الكثير من مناطق العالم نتيجة تحكم مجلس الأمن وعدم المساواة بين الأمم، فأمريكا التي تترأس العالم الحر الرأسمالي تتحيز إلى حلفائها وتعرقل الكثير من القرارات التي تعمل على توطيد السلام. وبهذا أصبحت قضية السلام تهم العالم وشعوبه، فاليوم العالمي للسلام أقرته الأمم المتحدة في عام 1981 م بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة المرقم 67/36 وبدأ الأحتفال به عام 1982 ،فهذا اليوم وكما ذكر في القرار يتيح لجميع شعوب العالم مناسبة مشتركة لكي ينظموا نشاطات وأعمال تمجد السلام والديمقراطية .
وفي مناسبة اليوم العالمي للسلام، نجد السلام مهدداً بأخطار جدّية فنشوء العديد من الأزمات والتي تنذر بالحرب الحرارية الذرية كما يحصل الآن في شبه الجزيرة الكورية، حيث التوتر والتهديدات المتبادلة وفرض العقوبات والحصار تجعل الأطراف فاقدي العقل والحكمة للتهور و الغضب وردود الفعل إلى إرتكاب حماقة إشعال حرب غير إعتيادية وخطيرة جداً تؤدي إلى تدمير الشعوب والحضارة الإنسانية. فلابد من إسقاط الحل المسلح من الحسابات واللجوء إلى طرق الحوار والطرق السلمية. من المؤسف إن تدق طبول الحرب وينهض تجار الحروب من جديد لبيع الأسلحة الحديثة فالجميع خائف من تداعيات الحروب الجديدة ذات التقنيات العصرية .إن كوكب الأرض والإنسانية على كف عفريت عندما يفقد الأمان والسلام، وهذا يضاف إلى الحروب المحلية المشتعلة في دول عديدة. كما إن العودة إلى بناء القواعد العسكرية في مختلف مناطق العالم وتحديث الأسلحة أمر يثير الإضطراب والقلق والخوف عندالشعوب . إن إشعال الحروب الذرية يعني الذهاب إلى المجهول !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ولي العهد السعودي بحث مع سوليفان الصيغة شبه النهائية لمشروعا


.. سوليفان يبحث في تل أبيب تطورات الحرب في غزة ومواقف حكومة نتن




.. تسيير سفن مساعدات من لارنكا إلى غزة بعد تدشين الرصيف الأميرك


.. تقدم- و -حركة تحرير السودان- توقعان إعلاناً يدعو لوقف الحرب




.. حدة الخلافات تتصاعد داخل حكومة الحرب الإسرائيلية وغانتس يهدد