الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
حينما بأمانيك يعبث الزمن ، بخلط أوراقك .
يوسف حمك
2017 / 9 / 24الادب والفن
![](https://www.ahewar.org//debat/images/fpage/art/3.jpg)
عندما تنفلت الأمور من عقال المنطق و الوعي ، و تخرج من دائرة الذكاء و التحليل و التأمل و التدقيق و الاستدلال العقليِّ ، تضطر حينها للاعتماد على الحدس و الفراسة و التخمين و اللااستقامة .
لأن مجموعةً من الدلائل تثبت أن هذه الأمور ستحدث قريباً ،
فينتابك شعورٌ بأن الحظ بدأ يحن إليك ، فيهرع نحوك راكضاً .
و أنك قد تجاوزت مرحلة الشك التي كانت تفيد – أن نجاحك غير ممكنٍ – فتمسكت بناصية النجاح ، و فوزك بات قاب قوسين أو أدنى .
و المؤشرات كلها تمنحك جرعةً من التفاؤل التي تزيد من ثقتك بنفسك ،
على أن شعورك الجديد هو الصحيح .
فتحصن نفسك بهذه المؤشرات ، و تحت تأثير تلك الجرعة .
و مع ذلك يغزوك القلق ، و تجتاحك موجةٌ من الحيرة .
أما عقلك فيواجه رزمةً من التعقيدات الكارثية التي تثبت أيضاً أن ما تتمناه لا يمكن حدوثه ، و حلمك لن يتحقق .
فمعايير الفوز حاضرةٌ ، و مثلها مؤشرات الخيبة و الخسارة لك بالمرصاد .
ألا يدل هذا على أنك في مأزقٍ فكريٍّ ، و أن العقل قد أقفل على نفسه الباب ، بعد أن استسلم ، و رفع الراية البيضاء أمام مجموعتين من الدلائل المتضادة .
مجموعةٌ تؤكد قرب الخلاص ، و أخرى تدحض افتراءها .
فيترك العقل الساحة للإدراك الحسيِّ ، و يفسح له المجال .
فإما لزمرة الإحباط ينحاز ، أو لمجموعة التفاؤل يحتضن .
جميلٌ جداً أن يسعى حسك وراء وميض الأمل ، ليثير فيك الحماس ، و يغذي رغبتك الجائعة لأمانيك .
و أنيقٌ جداً أن يهبك وجبةً مشبعةً من وهج نشوة الانتظار ،
فتتعامل مع هذا الشعور بودٍ حميميٍّ و سرورٍ لا يوصف .
و على النقيض مؤلمٌ جداً أن تتلبد دواخلك بغيمةٍ سوداء مكفهرةٍ تراوغ عواطفك التواقة لبلوغ مأربها بإدمانٍ ....
ثم تمدها بنصولٍ حادةٍ تخدشها لإطفاء وهج شمسك .
و لا تتيح لك المجال سوى إصدار أحكامٍ احتماليةٍ متأرجحةٍ بين ما سيحدث مستقبلاً من أن تحرز فوزاً ساحقاً ، أو يهزمك فشلٌ ذريعٌ .
نعم إنها لدوامةٌ تتعاظم قسوتها ، و رقعتها تتسع ، و تعقيدها تزداد حينما تستند على وجهة نظرك ....
يستغلها خصومك بالثرثرة و اختلاق الأكاذيب ، لزعزعة أمن مداركك ، و إضعاف الثقة بقدراتك الحسية ، فتغفو بتأثيرها ، و تغط في سباتٍ عميقٍ .
على أية حالٍ الاستمرارية في التفاؤل ، و القفز على إرث الخيبات – و إن كان في وسط الظلام _ لهو عنصرٌ هامٌ ، و عاملٌ أرقى ، و أفضل بكثيرٍ من أن تنغمس في وحل التشاؤم ، و تغرق في بحر التعاسة و النكد قبل أن تطفو النتائج النهائية على السطح .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. لقطات من عرض أزياء ديور الرجالي.. ولقاء خاص مع جميلة جميلات
![](https://i4.ytimg.com/vi/ssW9r4-GVLg/default.jpg)
.. أقوى المراجعات النهائية لمادة اللغة الفرنسية لطلاب الثانوية
![](https://i4.ytimg.com/vi/jAVSZKZ1xVw/default.jpg)
.. أخبار الصباح | بالموسيقى.. المطرب والملحن أحمد أبو عمشة يحاو
![](https://i4.ytimg.com/vi/poYK6ScXXmY/default.jpg)
.. في اليوم الأولمبي بباريس.. تمثال جديد صنعته فنانة أميركية
![](https://i4.ytimg.com/vi/pa3cRJo8_k4/default.jpg)
.. زوجة إمام عاشور للنيابة: تعرضت لمعاكسة داخل السينما وأمن الم
![](https://i4.ytimg.com/vi/m5Z7AvyOtdo/default.jpg)