الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ويَمِضُ الكُرْدُ في ظلام الذاكرة!

عبدالله الداخل

2017 / 9 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


1
عندما ثار الملا مصطفى البرزاني ضد سلطة عبدالكريم قاسم في 1961 لم يكن قبل ذلك في الواقع مطالباً بالاستقلال بل بالحقوق القومية ضمن الجمهورية العراقية، وقد كان على صواب، لأن الدكتاتور قاسم لم تكن لديه فكرة واضحة عن معنى الحقوق القومية، ولم يُعِنْهُ أحدٌ على تكوين تلك الفكرة سوى كتّاب المقالات "التقدمية" في الصحف "اليسارية" التي لم يكن لديه وقتٌ لقراءتها جميعاً، لكنه صَوَّرَ للعراقيين بأن حركة البرزاني "انفصالية"، كما انه دمغ القضية بطابع شخصي فأخذ يكرر وصفَه للملا مصطفى بأنه "ناكر الجميل"، بمعنى أنه كان قد نسّب راتباً شخصياً للملا (مائة وخمسين ديناراً)، لذا توجب على الملا أن يكف عن المطالبة بحقوق شعبه. وبما أن القائد الشيوعي (الخروشجوفي اليميني) سلام عاطل كان ضعيفاً ويفتقر إلى المبادرة، فقد ساهمت مواقفُه في استفحال الأزمة، مفضيةً إلى الكوارث.
هكذا ضيّع العراقُ الفرصةَ بين "مُلاّ" ودكتاتور عسكري شبه أمّيّ، و"يساريين" يعانون من إزورارٍ يميني أوسع (عالمي) ضيّع بدوره فرصةً أكبر لاختصار طريق الإنسانية في الوصول إلى حياة المستقبل على كوكب الأرض.
2
قال صدام في حفل "جماهيري" في 1976:
"..البرزاني.. الله يرحمه..." وانتظر قليلاً كي يُسمَع أحد الحضور بصوتٍ مسموع:
"أبو كَلب الچبير"! (يا لقلبك الكبير)
وتابع صدام معلقاً كأنه لم يسمع ما قاله تواً أحدُ رجال مخابراتهِ، المكلَّفُ بإلقاء العبارة: "..كل ميّت ولُ رحمة..."! ("ولُ رحمة": ولهُ رحمة!)
شاهدتُ هذا على التلفزيون وقلتُ لعائلتي على الفور أن ما شاهدوا وسمعوا على التو ما هو إلاّ تمثيلية إعلامية وأن كل الخطاب الذي اُلقيَ ما كان إلاّ من أجل تقديم ذلك الجزء المسرحي بالذات!
3
هذا يذكّرنا بابتسامة صدام الكبيرة قبل ذلك بأربع سنوات عندما بدأ عامر عبدالله يلقي أمامه كلمةً حول "السبوت الشيوعية"، بعد التأميم المزيف في 1972، (السبوت، جمع سبت، وهي مبادرة وتجربة تاريخية في العمل الاشتراكي) وأعلنتُ للعائلة أن هذا العميل المزدوج لعبد الكريم قاسم والسفارة البريطانية يواصل أداءَ دورهِ القديم بوقاحةٍ لا مثيل لها.
لماذا "للعائلة" فقط؟
لأنني كففتُ عن الجدالات المناوئة للمفاوضات "الجبهوية" والمعادية على المكشوف لــ"جوقت" مع كل من أعرفهم!
كانت الفاشية واقعاً لم يَزُل عن العراق منذ شباط 63، بل قبل ذلك منذ بدء الفاشية القاسمية ضد الشعب الكردي في 61 التي قابلها اليميني سلام عاطل ورهطُه بشعار "السلم في كردستان"، المحايد، الانتهازي، شبه المتفرج، والذي ساهم في الإفضاء لانقلاب شباط.
4
في 1985 كان مسعود على BBC يقول ما معناه (في نقد الإعلام الغربي وتجاهله لحركة البارزاني):
"قالوا الكثير من أجل شخص مات في قضية ’أكيلي لارو‘ لكنهم لا يقولون كلمة واحدة وهم يشاهدون آلاف الأكراد يُقتَلون".
أدركتُ آنذاك أنه يوجه نقداً إلى حلفائه أيضاً، في الوقت المناسب!
كيف؟
(يتبع)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح -الحي الميت- السنوار يخيم على قراءة الإعلام الإسرائيلي ل


.. الحركة الطلابية في الجامعات : هل توجد أطراف توظف الاحتجاجات




.. جنود ماكرون أو طائرات ال F16 .. من يصل أولاً إلى أوكرانيا؟؟


.. القناة 12الإسرائيلية: إسرائيل استخدمت قطر لتعمّق الانقسام ال




.. التنين الصيني يفرد جناحيه بوجه أميركا.. وأوروبا تائهة! | #ال