الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاختطاف .. عنوان مرحلة يجب ان ينتهي

هيام طه

2006 / 2 / 15
القضية الفلسطينية


عمى الألوان الذي قد يصيب البعض لا يأتي من فراغ ولا يمكن أن يأتي بالصدفة فالحالات التي سبقت إجراء الانتخابات التشريعية الفلسطينية وما أعقبها أيضا من جنون في الممارسة على ارض غزة على وجه الخصوص يدعو للتساؤل ...
فاي اختطاف هذا وأي جريمة هذه التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني وأبنائه ..؟؟ يعتبرونها خطوة ذكية.. لكنها بثوب قذر ، نحن هنا لسنا بصدد حالة فردية انعكست قسرا على المستشار المصري فما سبقها من اختطافات لنشطاء أوروبيين عكس حجم الخلل الذي يعيشه الواقع الفلسطيني كما يعكس حجم الفجوة الناتجة عن غياب الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي.. بعد أن اصبح مجلس الوجع الدولي يأخذ موقف المتفرج .. عبْر عجزه عن فرض الحلول للصراعات التي أفرزت حالة اللااستقرار التي تجتاح الحالة الفلسطينية بمجموع أطيافها
فمصر التي استضافت حوارات القاهرة ، واحتضنت جزء من الهم الفلسطيني لا تأتي مكافأتها باختطاف احد أبنائها على الأرض الفلسطينية ومن الفلسطينيين أنفسهم بغض النظر عن مسمياتهم وأسبابهم ومبرراتهم... بل أن هذا السلوك إنما يضفي الضغينة في النفس المصرية سواء على الصعيد الرسمي أو الشعبي و ما سبقه أيضا من تجاوز لحدود العلاقة المصرية الفلسطينية بعد مقتل جنديان من حرس الحدود المصري على معبر رفح.. جملة متراصفة من التساؤلات والاسئلة المتعلقة من جهة اولى بالخريطة السياسية ومن جهة اخرى بالخريطة الفلسطينية..
فما الذي يبرر أختطاف فلسطيني أو مصري أو أجنبي اذن ...؟؟
نحن هنا.. وهم يفصلونا حسب مقاسات تليق بهذه الدولة أو تلك ننظر لإخواننا الفلسطينيين في الضفة العربية وقطاع غزة بمودة وحرص على نقاء ساحتهم من العبث الذي بدأ بتغيير صورة الاحترام التي فرضها الذين ضحوا بدمائهم لاجل الحفاظ على الهوية الفلسطينية وعدم ضياعها وتقاسمها بين الدول والأقاليم وعلى عدم اندثار قضيتهم التي تمثل عارا على المجتمع الدولي بصمته وتواطؤه ووهجا في فضاء أحرار العالم ...
حسام حسين عبد السلام الموصلي الذي أطلق صراحه –أثناء كتابة هذا المقال- المحتجز لدى كتيبة الأحرار -حسب ما أعلن- هو يمثل المواطن المصري قبل أن يمثل وزارة الخارجية المصرية والمواطن المصري شانه شان المواطن الفلسطيني لا نقبل أن يخضع للمساومة والمقايضة حتى وان كان الثمن أسرى فلسطينيون في السجون المصرية وهذا ما دفع أعلى المستويات في مصر والسلطة الفلسطينية إلى الإعلان عن أن الاختطاف يهدف للطعن في العلاقة الفلسطينية المصرية وللتشويش على العلاقة التي تربط بين الشعبين ...
الاختطاف بمفهومه الإنساني يمثل فضيحة إنسانية وخروج عن المعايير والمباديء والحقوق فإطلاق سراح الاسرى بين الدول والكيانات المختلفة يستدعي تنسيقا بين هذه الدولة اذا ما افترضنا ان العلاقة سوية ووثيقة وهذا ما يجب ان يحدث في حال احتجاز مصر لفلسطينيين لدوافع سياسية ... فالدعم المصري مطلوب ومبارك بغض النظر عن الوجهة السياسية للفلسطينيين وكما هو البعد الوطني ينطلق من عوامل الوحدة والتلاحم فان البعد القومي والعربي ينطلق من عوامل الانتماء للوطن العربي الكبير..
هنا لا يمكن التشبيه والمقارنة بين ما يحصل في العراق من عمليات اختطاف تتضارب أسبابها وعناوينها في ساحة اقل ما يمكن وصفها بساحة الدم وبين الساحة الفلسطينية القائمة على استقطاب الرأي العام الدولي في ظل غياب التاثير العربي على منابع التأثير العالمي وعلى رأسهم أمريكا ...فعملية نقل الفكرة بمرارتها إلى الأرض الفلسطينية يعني بالضرورة نقل المجتمع الفلسطيني إلى ساحة من ساحات الدم وهذا ما يرفضه الفلسطينيين والعرب وكل المؤيدين والمتعاطفين مع حقوقهم السياسية فالتاناقض الرئيسي يكمن مع الاحتلال فقط ولا يوجد أي تناقض فلسطيني عربي او فلسطيني فلسطيني أو فلسطيني دولي لذلك إن توسيع دائرة التناقض والعداء لا تخدم سوى المحتل ولا احد غير المحتل وهذا ما يجب أن يدركه الفلسطينيون ..
الاختطاف مدان ومرفوض ويجب على الفلسطينيين فرض القوانين المناسبة لشل هذا التوجه الذي بات يتسيد الحالة الفلسطينية على مدار الأشهر الستة الأخيرة وهذا ما يقع على عاتق المجلس التشريعي الجديد الذي تنتظره حزمة من القضايا الشائكة التي تستدعي فرض القوانين وتطبيقها في آن واحد لإعادة لملمة المجتمع الفلسطيني وتوجيهه نحو الوجهة التي تحفظ حقوقه ... عدا ذلك سيدخل المجتمع الفلسطيني في فوضى نوعية أخرى قد تكلف الفلسطينيين الكثير وهم على أبواب الانتقال من مرحلة سياسية إلى أخرى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قمر الطائي من انطوائية وخجولة إلى واثقة بنفسها ??????


.. قصص مؤلمة في كل ركن.. شاهد ما رصدته CNN داخل مستشفى في قطر ي




.. بين طلبات -حماس- ورفض نتنياهو.. كيف يبدو مشهد مفاوضات وقف إط


.. ماذا يحدث على حدود مصر فى رفح..




.. اشتباكات في الفاشر تنذر بانطلاق المعركة الفاصلة بدارفور