الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الموقف الاخير للأمير تحسين بك والمجلس الروحاني بشأن الاستفتاء

علي سيدو رشو

2017 / 9 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


في مثل هذه المفاصل الحيوية لحياة الشعوب لا أعتقد هناك إيزيدي واحد يقف بالضد من الحياة الكريمة للشعوب التي نالت من الاضطهاد حصة الاسد. كما لا أعتقد بأنه هناك إيزيدي واحد سيقف بالضد من حق الشعب الكردي بتقرير مصيره والعيش لحياته بالشكل الذي يتمناه، إنما الذي يريده ويتمناه الإيزيدي هو أن تكون معيشته وانسانيته مصانة ومحفوظة مع الجهات والاقوام التي يتعايشون ضمنهم. وفي هذا المفصل (ومن باب الحرص)، فإن المطلوب أن لا يتم ربط مصير الاقوام المتعايشة بالاشخاص أو المواقف وإنما ترتبط تلك الحقوق المستقبلية بالمعاهدات والبروتوكولات الموقعة بين الجهات المعنية كحقوق تاريخية للرجوع اليها في حال الاختلاف او التنصل منها من قبل طرف من الأطراف (1).
وعلى هذا الأساس فلقد رأينا سمو الأمير تحسين بك ومعه المجلس الروحاني (ومستشاريه المعينين بشكل شخصي وليس عن طريق الاجماع الايزيدي)، في غياب تام لأهل وذوي الضحايا من سنجار وبعشيقة وبحزاني على وجه الدقة وكذلك ممثلي المجتمع المدني والجهات السياسية الإيزيدية بمثقيهم وأصحاب الرؤية والفكر. لذلك نقول بأنه على المجتمع المدني الإيزيدي أن يعلن عن رأيه الصريح بمثل هذا الموقف المصيري ووضع حد لهذا التمثيل المتهريء الذي لا يمثل حقيقة الشعب الايزيدي في رسم سياسته وطريقة تعامله مع الاحداث الجارية ومنذ 2003 ولحد الان، كما هو الحال مع تصرف سمو الأمير قبل يومين بشأن الاستفتاء. صحيح أنه أمير الإيزيديين ولكنه لا يحق له بالاعتماد على مجموعة أشخاص بذواتهم (لا يمثلون الطيف الايزيدي) بالاعلان عن مثل هذه المواقف نيابةً عن الرأي العام للشارع الإيزيدي. وبذلك فإنه بات من الضروري أن يقف المجتمع المدني على هذا الموضوع الحساس وأن يأخذ دوره العالمي في هذه المفاصل.
وبهذه المناسبة أناشد المجلس المركزي الإيزيدي في المانيا (المتألف من 32 منظمة مجتمع مدني)، ومنظمة يزدا العالمية والاتحاد الإيزيدي في فرنسا والسويد والبيوتات الايزيدية ومراكز ومنظمات المجتمع المدني في أوربا والعالم بإدامة الاتصال في غضون اسبوع أعتباراً من اليوم لبلورة رأي مشترك وتحديد موقفهم من الاحداث الجارية والوقوف على معاناة الايزيديين ومطالبهم بما لا تتعارض مع القوانين والمعايير النافذة في المركز والاقليم ومراعاة حساسية الاوضاع السياسية واحترام رأي الشعب الكردي في الاستفتاء وما يترتب عليها بعده من نتائج، وكذلك احترام آراء الإيزيديين في تحديد قوميتهم وتوجهاتهم الفكرية ومشاركتهم في الاستفتاء من عدمها كونها حقوق شخصية لكل انسان بالغ الاهلية.
فالموقف الأخير للمجلس الروحاني ممثلاً بشخص سمو الأمير تحسين بك بشأن تأييد الاستفتاء وبهذه الصورة البائسة، لم يكن موفقاً بدون ضمانات موقعة لكون أن الشعب الإيزيدي قد فقد الثقة بجميع الوعود السابقة من القيادة الكردية، كما أن الشارع الإيزيدي لم يعد كما كان في عام 2010 مثلاً لكي يقول سموه بما يتمناه أن يتحقق لأنه لم يقم بواجبه الأخلاقي كأمير تجاه محنة شعبه، وكذلك لم يزرهم يوم تعرضوا للإبادة عام 2014، كما أنه لم يأخذ التنوع والتطورات السياسية والاجتماعية الحاصلة في السنوات الأخيرة بعين الاعتبار. إنما من الافضل احترام رأي الناس وترك الاختيار للمواطنين في قناعاتهم الشخصية بالمشاركة في الاستفتاء من عدمه، لانكم لستم بحزب سياسي لكي تقولوا كلمتكم في هذا الشأن.
علي سيدو رشو
بيليفيلد في 24/9/2017
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1): موافقة القايدة الكردية على مطالب الشعب الكلدو اشوري في عينكاوا http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=854381.0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو