الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تراتيل صوفية عابرة

نور العذاري

2006 / 2 / 15
كتابات ساخرة


باسم الوطن الواحد.. الذي صار دويلاتٍ.. دويلات...
باسم الشعب الواحد.. المتقسم بين أسنان الخلافة والوراثة والخطابة... المحاصر بين أقمشة العمائم البيضاء والسوداء التي تخفي طياتها سموم العقارب والثعابين... المكبل بالكوفيات البيضاء والحمراء وأربطة العنق التي صارت مشداً ( لوِسْطِ الراقصات )...
باسم الشعب الغارق في بحور الجهل والعمالة والتخلف... الذي يسابق الكون فيظن انه السبّاق جهلاً – حسب ظنه – ولا يدري أنه يمشي نحو الجهة المعاكسة للسباق...
باسم الجزارين الذين يستمتعون وهم يذبحون أبنائنا الطيبين بأيديهم فيما تقطر أنيابهم دماً وهم فرحون.. لخراب هذا الوطن الذي صار مرتعاً للذئاب وقطاع الطرق...
باسم العلماء الأعلام الذين يقبضون الذهب والفضة ورزم الدولارات الأمريكية الخضراء ولا ينفقونها في سبيل الله... يسرقونها من قوت الشعب الغارق في الجوع والرذيلة والحرمان فيخبئونها تحت بسط إيرانية حمراء من ( الكاشان ) أعدت لهذا الغرض العظيم... ثم يطلقون بعد ذلك – متبجحين – نداءات لبناء هذا الوطن والتحكم في مصائر هذا القطيع من الأغنام...
باسم الأغنام التي تمشي على أرض الوطن وما من راعٍ يقودها في هذه المهزلة.. وأنى لها من راعٍ.. والراعي قد أضاع عصاه ورمى كوفيته ونايه ومسبحته.. وارتمى يشرب الجن بالليمون على صدر عاهرة بثديٍ واحدٍ بعدما سحق الثدي الآخر لغم زرع على جانب الطريق المؤدي إلى جرح الوطن...
لقد ترك راعينا الأغنام... واخذ يرعى الذئاب بعد أن اعتاد شرب حليبها بدل حليب النوق العربية...
باسم الأقاليم التي تمخض عنها الوطن... والتي سـتأتي مشوهةً بنصف وجه ونصف ذراع... وجسمٍ كله قيح وصديد لخبث صانعيها ومبتدعيها وقادتها ومفكريها... ودناءتهم... كمن يريد فصل جسد امرأة عن رأسها فيجعلها كآلهة من الحجارة أدعى إلى السخرية... ثم يصبح بعد ذلك ( قواداً ) من الطراز الأول للآتين من وراء الحدود لسرقة هذا الوطن وقتل أبناءه البسطاء...
باسم المزارات المقدسة الخالدة... والجوامع والكنائس والصوامع.. التي أصبحت مقرات لأحزاب دينية سياسية بذيئة تمزج الدين بالسياسة المريضة مع عمالتها فتجعله عفناً أدعى إلى التقيؤ كما الصديد...
باسمنا جميعاً... نعلن وفاة الوطن... بمرض " أنفلونزا الضمير " التي أصابت ضمائر المسئولين في الحكومة الجديدة والقديمة وما بينهما... أصابت ضمائر علماء الدين والمثقفين الذين دخلوا اللعبة طمعاً في كرسي دوار يخفي تحت مقعده قذارة العصور.. كمقاعد المراحيض في مؤسسات الدولة العراقية الحديثة!!...
أيها الشعب الذي كنت أهب له حبي وحياتي فيما مضى من الزمان... هناك... في تلك العصور السحيقة الموغلة في القدم... تلك التي جرت عليها السنين فخلفتها ذكرياتٍ لأطلال خربة مهدمة من بعد ما هجرها الأحبة هرباًَ إلى الهاوية.. أو إلى خارج دائرة الوطن التي صارت كحلبة مصارعة الثيران الاسبانية حيث يتصارع الساسة فيما بينهم على كرسي الحكم المغطى باللون الأحمر!!...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ذكرى وفاة الشاعر أمل دنقل.. محطات فى حياة -أمير شعراء الرفض-


.. محمد محمود: فيلم «بنقدر ظروفك» له رسالة للمجتمع.. وأحمد الفي




.. الممثلة كايت بلانشيت تظهر بفستان يحمل ألوان العلم الفلسطيني


.. فريق الرئيس الأميركي السابق الانتخابي يعلن مقاضاة صناع فيلم




.. الممثلة الأسترالية كايت بلانشيت تظهر بفستان يتزين بألوان الع