الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من الذي باع الوطن؟

حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)

2017 / 9 / 26
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


منذ عام 2011 والاعلام يردد أن من قام بالثورة في مصر وتونس وسوريا والبحرين واليمن وليبيا هم عملاء لأمريكا واسرائيل، واختلق مرددوا هذه الشائعات العديد من القصص والروايات التي تدعم حجتهم من قبيل أن المرابطين في ميدان التحرير يُوزِّع عليهم دولارات ويأكلون كنتاكي ويتحدثون"انجلش لانجويش" بحسب اعلامي النظام.
وعندما قامت الثورة في البحرين كنت اعمل هناك في المستشفى العسكري، ولا انسى الدكتور العقيد الذي قال لي ان الثورات العربية هي صنيعة الموساد والمخابرات الأمريكية لتغيير نظم الحكم ونشر الفوضى والعبث بأمن المنطقة.
ويشاء القدر أن يدور الزمان وينادي ملك البحرين بالتطبيع مع الصهاينة والغاء المقاطعة وهو الذي تضم ارضه الأسطول الخامس الأمريكي، ولا يتوانى هو وقادة الخليج ومصر في تقديم فروض الولاء والطاعة للسيد الأمريكي في كل مناسبة ويدعمون الاقتصاد الأمريكي بترليونات الدولارات.
ولا أحد ينسى صفقات الغاز المصري الذي تم ضخه الى اسرائيل بأقل من تكلفة خروجه من الأرض في عصر مبارك ليعود رموز عصر مبارك ومن ضمنهم السيسي لشراء نفس الغاز بأغلى الأثمان.
ولا احد ينكر ايضا ان النظام المصري يضع اولوية كبيرة لحماية امن اسرائيل ويتبنى رؤيتها في المنطقة ويتحدث منذ اليوم الأول عن منع اي تهديد لامن اسرائيل من الأراضي المصرية والسلام الدافئ الموسع الذي سيدخل فيه العديد من البلدان العربية على الرغم من أن الحكومة الاسرائيلية لم تبدي اي نية حسنة تجاه اعطاء الفلسطينيين حقوقهم.
اصبح الأن اتهام المعارضة بالعمالة لاسرائيل وامريكا امر مثير للسخرية ولا يمر على طفل صغير فكان عليهم ايجاد عدو جديد وليكن مثلا قطر! .. ايران! .. تركيا!
اي عدو مختلق، فيجب ان يكون المعارض الرافض للنهب والتخريب واهدار موارد الدولة والاستئثار بالمناصب والثروات هو الخائن وهو الذي يهدد امن البلاد، على أساس ان البلاد اصبحت هي النظام، وامن البلاد هو امن النظام، والحاكم وزمرته هم الملاك الرسميين للبلاد والعباد، وحتى المالك لن يفرط في مقدراته بهذه الصورة الفادحة ولن يخرب ممتلكاته عمدا مع سبق الاصرار والترصد.
لقد كانت زميلتي في العمل فتاة من اسرة تسيطر بشكل كبير على وزارة الدفاع هناك وكانت تحكي بفخر عما نالته هي واسرتها من اراضي ومناصب ومنح ومكاسب بالمخالفة لقوانين البلاد، وكانت لا تخجل ايضا من ان تطالب بحرق المتظاهرين احياء او نزع جنسيتهم وطردهم من البلاد بما أن البلاد اصبحت ملك خالص لاسرتها ومن على شاكلتها.
ان مجرد الاعتراض على ما يفعله ويقوله هؤلاء وتكذيب ادعائاتهم كلفني الكثير، ففي عصرنا هذا الفساد يطارد من يعترض عليه وينكل به ويشهّر به ويغلق في وجهه السبل.
لا احد يخرج الى الشارع في بلدان تحكمها انظمة غيّبت الدستور والقنون وتفعل ما بدا لها امنة من المحاسبة الا اذا كان صاحب حق فهو يغامر في هذه الحالة بكل شئ وحتى حياته.
ليت هذه الأنظمة تتوقف عن سرد الأكاذيب وتجميل وجهها القبيح بالباطل فلا احد سيحاسبهم على جرائمهم وهم يعلمون ذلك جيدا ويكفيهم انهم يقومون وينامون في حماية الدبابة وبدعم من امريكا واسرائيل ولتحترق شعوبهم عن بكرة ابيها!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أنصار ترمب يشبهونه بنيسلون مانديلا أشهر سجين سياسي بالعالم


.. التوافق بين الإسلام السياسي واليسار.. لماذا وكيف؟ | #غرفة_ال




.. عصر النهضة الانجليزية:العلم والدين والعلمانية ويوتوبيا الوعي


.. ما الذي يجمع بين المرشد الإيراني وتنظيم القاعدة واليسار العا




.. شاهد: اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين يطالبون باستقالة رئيس وز