الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هروب النظام السوري من الاستحقاقات يحقن الازمة الملتهبة في البلاد

روشن قاسم

2006 / 2 / 16
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


لم يعد خافيا إن الأزمة التي تدك مكامن البعث تتفاقم بشدة، والسبب الرئيسي في ذلك هو طمس الحقائق من قبل السلطات في مهب الشعارات البالية، والتي بدورها نكست مصداقية تعاملها مع المستجدات والتطورات على الساحتين الاقليمية والدولية.
وبما أن مزاد الفتنة لسائر الأجهزة الأمنية مفتوح على مصراعيه، بدل القيام بخطوات التي من شأنها انقاذ البلاد من التدخل الأجنبي المزعوم، فإن ما قامت به السلطة حيال القضية الكردية العادلة من دعوتها للعشائر الكردية، وتأطير القضية الكردية مجدداً في إطار الإلتباس، والتراجع الذي نغّص على شعبنا الكردي في سوريا معيشته في منطق يشبه ويختلط مع اللامنطق الممارس من قبل السلطة وأجهزتها المعتكفة في عباءة الاحكام العرفية وقانون الطوارىء ضمن فواجع وفتن لا حصر لها، و تناثر للوعود وتقبل الوعيد من تشتيت وتهميش.
لا تستطيع السلطات السورية بهذه الاللاعيب شطب الحركة الكردية ، التي تناضل منذ ما يقارب النصف قرن من اجل احقاق حقوق هذا الشعب الذي يتعرض لانواع شتى من الاضطهاد العنصري البغيض ، الذي يفرق بين ابناء الوطن الواحد بسبب العرق ليس الا.
إن تقزيم السلطة لثنايا المرحلة الراهنة والغوص في مرحلة مضت عليها عقود من الزمن، تلك المرحلة التي كانت العشائر تلعب دوراً في العقد الاجتماعي، فقد كان الأجدر بالسلطات أن تعي مرحلة المجتمعات المدنية وفتح باب حوار وطني لا يستبعد فيه أي طرف حمل أمتيازه السياسي والوعي الوطني والقومي.
فكما هو معلوم وبعد توكع الحجج الواهية من قبل النظام السوري والذي أصاب العصب الحساس لما أقترفته من أنتهاكات لدى المجتمع الدولي اصبح يخشى- هذا النظام- من تطور الهيكل الاجتماعي، ذاك النظام الذي وقع في مستنقع العنجهية الواهية المفتقدة إلى الأرضية المتينة الداخلية لن تنقذه تحالفات اليورانيوم في رحلته التخصيبية الصعبة .
كما انه استوجب على العشائر الكردية المنتقاة ،الإصغاء إلى ضمير الشعب الكردي وعدم الإنجرار وراء الاوهام واللاعيب السلطوية، واللحمة مع مبدأ التكتل بعيدا عن المقايضة في رهان خاسر مع جنجاويد البعث الذي ما كل ومل من افتراءات الوعود في أزمته الحالية أمام المجتمع الدولي.
إن خيار النظام في تقزيم قضيتنا كشعب وأرض ضمن بعض القضايا الإدارية والقانونية، لن ينقذه في غسل يديه من آمال شبابنا الذين حرموا من أن يحيوا كأناس ومواطنين، ولن تنصرف ممارساتهم العقيمة والتنكيلية بشعبنا في أضابير التصرف الدستوري، ولن يستطيع النظام أن يمرر سنوات القمع ومسخ ماهية شعبنا ببعض الوعود للعشائر الكردية. إنها مرحلة استحقاق يستوجب الوقوف على صراط الحق لشعب وهب الحرية أثمن ما يملك. فهل مازال هناك وقت ضائع يسمع لـ (حيص وبيص) النظام عن الاصلاح مجدداً ؟
ألم يستوجب الظرف عليهم لعنة الوعي والتعاطي والمستجد، أم أن العقلنة الشوفينية ستلعب دور الحسم في استباحة الوطن؟.
وأي ضرب من الجنون حمل العشائر لمصارعة الهواء ؟ مسح الله مابهم من علة!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح -الحي الميت- السنوار يخيم على قراءة الإعلام الإسرائيلي ل


.. الحركة الطلابية في الجامعات : هل توجد أطراف توظف الاحتجاجات




.. جنود ماكرون أو طائرات ال F16 .. من يصل أولاً إلى أوكرانيا؟؟


.. القناة 12الإسرائيلية: إسرائيل استخدمت قطر لتعمّق الانقسام ال




.. التنين الصيني يفرد جناحيه بوجه أميركا.. وأوروبا تائهة! | #ال