الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى انتفاضة الأقصى...الفلسطينيون أكثر إيماناً بالمقاومة

محمود سعيد كعوش

2017 / 9 / 28
مواضيع وابحاث سياسية



سبعة عشر عاماً مرت على اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي عرفت بانتفاضة الأقصى ؛ دونما تغيّرٍ في المشهد الذي أشعل شرارتها ، فاليوم تُستباح قبلة المسلمين الأولى يومياً من جانب قوات الاحتلال ، والجماعات الاستيطانية المتطرفة ؛ بعد أن كان ذلك بمثابة خط أحمر لا يمكن تجاوزه قبل تاريخ الثامن والعشرين من أيلول/سبتمبر عام 2000 ، يوم دنّس رئيس وزراء العدو "الإسرائيلي" الأسبق المقبور آرائيل شارون باحات الحرم القدسي الشريف.
وحملت هذه الأعوام المزيد من المخططات التهويدية والعدوانية ؛ إن كان على مستوى القدس المنكوبة ، أو حتى على مستوى الضفة الغربية وقطاع غزة ، مروراً بالداخل المحتل عام ثمانية وأربعين.
ولم يمنع ما يسمى "الربيع العربي" "تل أبيب" من المضي في حربها ضد الإنسان والأرض الفلسطينيين ؛ ويشجعها على ذلك الوضع المتردي للدول العربية. ولا شك أن مراوحة السلطة في مربع المفاوضات شكل الغطاء الرئيسي للاحتلال كي يسرع من وتيرة تهويده للقدس ، وترجمة مخططاته المتعلقة بالاستيلاء على المسجد الأقصى".
وللأسف المرير فإن الفصائل الفلسطينية لم تزل للعام العاشر على التوالي تتنازع على وَهم السلطة والمناصب ، بدل الذهاب باتجاه تبني مقاومة الاحتلال سواء بالوسائل الشعبية أو المسلحة.
إن ما يمارسه الاحتلال اليوم بحق مسرى الرسول الأكرم-عليه الصلاة والسلام- من إجرام متواصل وحفريات ، وعمليات تزييف للتاريخ والجغرافيا والحضارة ، فضلاً عن مناداته بتقسيمه زمنياً ومن ثم احتلاله وزرع بواباته الالكترونية عند مداخله وما رافق ذلك من إجراءات تعسفية وإجرامية ، هو أخطر بكثير مما كان عليه الحال قبل عقود ، في إشارة إلى إحراقه عام 1969.وهذا ما يستدعي رفع الصوت ومطالبة السلطة الفلسطينية بوقف أي نوع من المفاوضات "العبثية" أو الاتصالات أو التنسيق الأمني وغير الأمني مع سلطة الاحتلال فوراً مع العدو ، لأنها إن واصلت ذلك تكون عامل تعمية على الإجرام الذي تمارسه "إسرائيل" ضد الأقصى ومدينة القدس وكل فلسطين المحتلة.
تؤكد المعطيات الميدانية والتوثيقية أن الهجمة "الإسرائيلية" على المدينة المقدسة في هذه المرحلة غير مسبوقة ؛ بالنظر إلى حجمها وطبيعتها ، ومقارنتها بالسنوات الماضية.
ومن بين المؤشرات على ذلك ، تقرير لـ"المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان" ، جاء فيه أن أكثر من نصف منازل المقدسيين المكتظة ترزح تحت خطر الهدم ؛ بداعي عدم اكتمال إجراءات الترخيص.
ووفقاً للتقرير ذاته ؛ فإن الاحتلال يواصل حربه الديموغرافية على الفلسطينيين الذين يخصص لتوسّعهم الطبيعي أقل من 13% من مساحة الشطر الشرقي من القدس ؛ الأمر الذي يحمل في طياته بوادر كارثة حقيقية دون رادع دولي.
ومع هذا الواقع المأساوي ؛ تزداد فرص الانفجار يوماً بعد يوم ، وفقاً لمراقبين فلسطينيين يرون أن الضفة الفلسطينية على موعد قريب جداً من انتفاضة جديدة في وجه المحتل، ستكون بالطبع أشد وأقوى من الانتفاضات السابقة.
فانعدام ثقة الجماهير بمشروع التسوية الذي مضى عليه عقدين ونصف ، في ظل استمرار حرب الاستيطان ، واستمرار حالة الانقسام والتشرذم الداخلي الفلسطيني ، وتردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية ، وعدم وجود أي أفق لانفراجها، عوامل هامة ترجح ذلك.
هذا إلى جانب أن التجمعات الشبابية الفلسطينية تتداعى عبر صفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعي إلى البدء بأوسع انتفاضة شعبية نصرة للمسد الأقصى ومدينة القدس والقضية الوطنية بشكل عام؛ رافعة شعار "سنكتب على أزيز الرصاص .. سنكتب بلون الدم .. لتضحية ليست جديدة ؛ فالأرض لونها أحمر بلون الدم .. والسماء لونها أسود حداداً على الشهداء".

محمود كعوش
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسل الجزيرة يرصد توافد حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر منى ل


.. مقترح لحظر بيع السجاي?ر للمولودين بعد عام 2009 في تركيا مدى




.. مناسك الحج.. الجزيرة ترصد توافد الحجاج لرمي جمرة العقبة في أ


.. تفاصيل عملية اغتيال القيادي في حزب الله -أبوطالب- في مدينة ج




.. تقرير استخباراتي أميركي يكشف حجم الخسائر المادية بالبحر الأح