الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تامارا .. 8 .. القصّة .. فصل 2 ..

هيام محمود

2017 / 9 / 28
الادب والفن


بعد وصولنا جلستُ في مكاننا المعتاد وذهب "كريم" ليقتني شيئا يُأكل وآخر يُشرب ، وأنا أنتظره نظرتُ إلى البحر طويلا فتذكّرت أشياء كثيرة جميلة معه وكلّ شيء كان جميلا .. كنت دائما أسأل نفسي هل سيدوم هذا الحلم ؟ فتجيبني إلى الأبد .. كم أُحبّه ! وكم أحب هذا البحر الذي شهد أجمل لحظات عمري معه !

لله درّكَ يا بحرُ آنَسْتَ قلوبنا كلّمَا زُرناكَ حِينَا ..
فيكَ قال العشّاق وزادتْ لمجدِكَ غَنَّتْ قوافينَا ..
ثالثنا أنتَ وشاهدُ حُبِّنَا باركتَنَا وكلّلتَ أمَانينَا ..
إليكَ إشتياقنا كعبةَ حبّنَا أنتَ ونحنُ المُصلِّينَا ..
كيفَ نُجازيكَ وقد أحببتنا دون وعدٍ لتُغرينَا ..
أحببناكَ وسعدنا بلقياك دومًا تَؤمُّنا وتُناجينَا ..
حتى صرنا لودّكَ الأصحابَ الغُرَّ الميامينَا ..
وقلنا لعُذَّالك لمّا زعموا أنك تُدمينا وتُبكينَا ..
وقالوا رجس تنآهُ القلوب فلنُحطّمه بأيدينَا ..
خسئتم بل يبقى "التَّداني بديلاً عن تنائينَا" ..
قلب رحيم وأب كريم وإن لم تقولوا آمينَا ..
وحبّه الذي لا نخون نُقِش في القلوبِ دينَا ..
هذه أنغامنا التي عن كل أَراجيفكم تُغنينَا ..
وعليها نزيدُ كلَّ يومٍ رقصًا وغناءً وتلحينَا ..
فقرّ عَيْنًا يا بحرُ عن قُربِكَ ليس أمر يُثنينَا ..

حبّي للبحر كان منقطع النظير حتى أن "كريم" قال لي مرّات عديدة أنه منه صار يغار لكنه يعشق البحر مثلي وربما زاد عليّ .. عاد "كريم" فأيقظني من تأملاتي وذكرياتي .. خُذي بورگر صغير لكِ وبورگر كبير لي ، عصير لكِ وكولا لي .. لم أكن أكولة ، كان القليل يكفيني رغم أن صديقاتي كنّ يقلن أني أتعمّد ذلك للمحافظة على رشاقتي .. أكلنا وتكلمنا قليلا حتّى ..

نزلت من فوقنا .. بيننا وقالت دون سلام أو مقدمات : أفسحا المجال قليلا .. جلست بيننا ونظرت إلى "كريم" .. أنا جائعة .. خطفت من يديه أكله وشرعت تأكل بنهمٍ غريب وهي تنظر لي وتقول : لا تأكلي .. أظن أن بورگر هذا الشاب الوسيم لن يشبعني .. أكملَتْهُ ثم خطفت ما بيدي فأجهزت عليه ثم إلتفتت إلى "كريم" وقالت : كنتُ أحبّذ بيرا لكن لا مانع عندي من الكولا .. وشربتها كلها .. نفس الشيء فعلت مع عصيري .. كل ذلك وأنا و "كريم" لم ننطق بحرف .. كنا مذهولين من هول ما يحصل أمام أعيننا من غريبة لم نرها قطّ .. إستلقت إلى الخلف بعد ذلك ووضعت يدها اليسرى على كتف "كريم" واليمنى على كتفي وقالت : من عنده سيجارة ؟ .. ضحك "كريم" وأعطاها واحدة .. بدأت تدخّن وهي تنظر أمامها إلى البحر ونحن ننظر إليها .. قالت : أحب البحر .. وأحب أكثر إزعاج المُحبين .. إلتفتت إلى "كريم" وقالت : عزيزي أريدُ قهوة .. أجابها : "عزيزي" !! .. ردّت : بلا سكر وأسرع من فضلك سأعود إلى العمل .. قام وقد إختلط عليه مثلي الإندهاش والغضب وقال : حاضر "عزيزتي" دقائق معدودات وأعود !

كانت من عادة "كريم" إذا وصل غضبه الحد يسكت أو ينسحب فظننتُ أنّه إبتعد عنها كي لا يتصرّف تصرّفا غير لائقٍ ، لكنه عاد بعد قليل ومعه القهوة ! .. قبل عودته وبعد أن تجاوزتُ وقع الصدمة ، إبتعدت عنها وسألتها : من أنتِ ومن أين لكِ كل هذه الجرأة والوقاحة ؟! .. فقالت : إسمي غير مهم وأعملُ "عاهرة" لذلك أنا "وقحة" ، في مجتمع نفاقٍ كهذا إمّا أن تكوني "شريفة" فتموتي أو "عاهرة" فتعيشي وأنا إخترتُ الحياة ! .. هرعتُ من مكاني ، لم أستطع أن أقول شيئا وكأنّ لساني قد قُطع ! كنتُ أفكّر في الفضيحة .. قد رآنا كثيرون وهي تجلس بيننا ! .. مع عودة "كريم" أخذت منه القهوة ، شربتها بسرعة وقالت له : شكرا "عزيزي" ، عليّ الذهاب الزبائن ينتظرون .. سألني "كريم" : زبائن ؟ .. أجبتُ : عزيزي ، مصيبة ! قالت إنها تعملُ "عاهرة" وقد رآنا الناس معها !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شخصية أسماء جلال بين الحقيقة والتمثيل


.. أون سيت - اعرف فيلم الأسبوع من إنجي يحيى على منصة واتش آت




.. أسماء جلال تبهرنا بـ أهم قانون لـ المخرج شريف عرفة داخل اللو


.. شاهدوا الإطلالة الأولى للمطرب پيو على المسرح ??




.. أون سيت - فيلم -إكس مراتي- تم الانتهاء من تصوير آخر مشاهده