الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تامارا .. 8 .. القصّة .. فصل 3 ..

هيام محمود

2017 / 9 / 29
الادب والفن


مضى يومان على ذلك اللقاء الغريب ، لم نستطع أن ننساها خوفًا من أن يكون أحد قد رآها معنا ولأنّنا تكلّمنا كثيرا عنها حتّى غضبتُ من "كريم" ، كان يقول أنه لا يظنّها "..." كما قالت عن نفسها والذي أغضبني .. حُجّته ! - جميلة جدا ورقيقة جدا لتكون "..." رغم أنها "متوحّشة" عندما تأكل - ! .. فقلتُ له : أريدك أن تتصرّف بشكل غير متحضّر في المستقبل كأن ترميها في البحر مثلا خير من أن تتكلّم عن "رقّتها" المزعومة !

في اليوم الثالث ذهبتُ لمكان عمل "كريم" وبقيتُ أنتظره في الخارج ، كان يوم جمعة وفي الغد كان يوم زفاف أحد أقاربي ولم يكن عندي ما ألبس للمناسبة ! .. كانت تلك الليلة آخر أجل لأشتري شيئا ، كم أكره الأعراس ! كل عرس يلزمني فستان جديد لا نُتِم دفع ثمنه إلا بعد أشهر ! .. هذه المرّة أعجبني فستان رأيته قبل أيام لكن ثمنه باهض جدا ، ولم أستطع إعلام "كريم" لأنه لن يرفض لكن شراءه سيكلفنا أنا وهو تقريبا سنة عمل !! .. المحل الذي رأيتُ فيه ذلك الفستان فيه ماهو فخم جدا وفيه المتوسط فقلت في نفسي أشتري على قدرِ إمكانيّاتي ولا أقترب من الرواق الفخم ..

وأنا أنتظر "كريم" وأتحسّر لظروفي المادية المتواضعة ، مرّت بخاطري تلك "الجميلة" "الرقيقة" فازداد غيضي : لن تجد أي حرج في إقتناء ما تريد تلك "..." أما أنا فلا ! من درست وسهرت الليالي تعيش في الأدغال ومن "..." تعيش في العلالي ! أهذا عدل يا وطني ! .. فاجأني "كريم" قائلا : لماذا لم تصعدي ؟ ومالكِ تُتمتمين ونيرانكِ موقدة ؟ سنذهب لشراء فستان على حدّ علمي أم أننا سنقتل أحدا الليلة ؟ .. أجبتُه : هناك بعض الأشياء لم نعشها معا إلى الآن .. منها هذا .. علينا أن نفكّر في الأمر .. سيكون حتمًا جميلا ما دمنا معا ..

ذهبنا إلى المحل واخترت سريعا فستانا يفي بالغرض .. وعندما خرج "كريم" ليدخن هرعتُ إلى ذلك الفستان أنظر إليه وأتحسّر .. بقيت دقائق ، كل من رآني يومها كان سيفهم مأساتي ! كنتُ كتلك الطفلة الصغيرة التي لا تستطيع شراء شكولاطة أو آيس كريم فتأكل حتى تشبع في خيالها .. قمتُ بجولة صغيرة بعد ذلك إقتنيتُ فيها بعض الأغراض الأخرى وإلتحقتُ بالكاسة لأدفع ثمن مُشترياتي .. فأعلمتني العاملة أن كل مقتنياتي قد سُدّد ثمنها ومعها "هدية" أيضا ! وعندما فتحت "الهدية" وجدت فيها الفستان الذي أردتُ ! .. تساءلتُ كيف عرف "كريم" ؟ هل رآني من الخارج وأنا أمام ذلك الفستان ؟ وكيف سندفع ثمنه !! .. كنتُ حريفة عندهم وكلمة "هدية" كانوا يستعملونها كي لا أُحرج أمام باقي الحرفاء .. "هدية" يعني الدفع بالتقسيط !! مصيبة ! سنة عمل !!

غادرتُ المكان ، بحثتُ عن "كريم" فلم أجدهُ .. جلستُ أنتظر عودته وفي أذنيّ أسمع كلمتين فقط : سنة عمل !! سنة عمل !! .. عندما عاد صرختُ في وجهه : كيف سندفع ثمنه ؟ ومن طلب منك شراءه ؟!! .. فأجابني مستغربا : ندفع ثمنه ؟ شراء ماذا ؟ .. أريته الفستان فتغيّر لون وجهه عندما رأى ثمنه وقال : عزيزتي كيف تشترين هذا ؟ أجُننتِ ؟ هذا سيرهن راتبي وراتبك قرابة السنة .. هذا قرض من بنك النهب الدولي وليس فستانا ! .. قلتُ له : إنتظر .. وعدتُ إلى المحل لأسأل من دفع .. العاملة أجابتني أن هناك من دفعت الثمن لكنها لا تستطيع أن تقول من وإلا طُردت من عملها ! .. فسألتها : قلتِ "دفعت" ، إمرأة أم رجل ؟ .. أجابت : أرجوكِ آنستي أنا لم أقل شيئا ، أنا قلتُ أن كل مُشترياتكِ دُفع ثمنها ، فقط .. في الأثناء إلتحق بي "كريم" وسمع كل شيء .. وبعد أن غادرنا قال لي أنه رأى تلك الفتاة التي أغارت علينا منذ ثلاثة أيام تخرج من نفس محل الفستان ثم إلتحقت بإمرأة قد تكون أمها فتبعهما لذلك لم أجده عندما خرجت .. فتأكّدنا أنها هي من "أغارت" علينا مرة ثانية !

بعد نقاش طويل مع "كريم" قررنا إرجاع الفستان وعدم قبوله وأن ندفع ثمن بقية مشترياتي .. عدنا إلى المحل مرة أخرى فطلبت منا العاملة بعد أن قامت بإتصال هاتفي الإلتحاق بالمديرة في مكان آخر وأعطتنا عنوانا .. المحل الذي كنتُ حريفته كان واحدا من سلسلة متكونة من ستّة محلات في المدينة وكنت أشتري منه دون الخمسة الآخرين لأنه كان الأقرب .. إلتحقنا بالعنوان فأدخلونا مكتب المديرة التي ألحّت علينا أن نقبل فرفضتُ وسألتها عن هوية الفتاة فقالت لي مبتسمة : هي كما قالت لكِ .. فسألها "كريم" : هل أنتِ أمّها ؟ رأيتكما معا في المحل الآخر ..

جاء الجواب من خلفنا .. باب خلفي وراءنا فُتح : نعم ، أمي .. إلتفتنا .. وجدناها هي ..

قالت المديرة .. الأم .. لنا : عذرًا عندي شغل ، الجميع يخرج .. نظرت لي : أنتِ إقبلي ، ل "كريم" : أنتَ لا تحشر أنفك في متاهات النساء ، لإبنتها : وأنتِ لا تُدخليني مرة أخرى في مغامراتكِ .. اغربوا عن وجهي جميعكم ! .. لا أعلم كيف ضحكتُ وقتها ومثلي "كريم" لكننا ضحكنا وقمنا ، فقالت هي لأمها : قُبلتي ومباركتكِ قبل أن "نخرج" ؟ .. فقبَّلَتْها الأم وهمست في أذنها .. ثم .. خرجنا ..

"كريم" : أريد أن أعرف ما الذي يحدث ؟
هي : لا تحشر أنفك في متاهات النساء ..
أنا : من أنتِ ؟ وماذا تريدين منا ؟
هي : ألم أقل لكِ المرّة السابقة أن إسمي غير مهم .. المهم الآن أن تلبسي الفستان بسرعة لأراكِ وننتهي من هذه القصة .. وأنتَ راقب من بعيد ولا تتدخّل وفكِّر لنا في أقرب مكان من هنا يُأكل فيه لأني جائعة .. جدا !
"كريم" : أنا سأسكت ..
هي : وأنتِ أدخلي هنا لتقيسي الفستان .. أسرعي وإلا خطفتُ حبيبكِ ..

لا أعلم كيف حدث كل ذلك وبتلك السرعة ، أشياء كثيرة دارت في بالي وقتها لكني كنتُ مطمئنة لوجود "كريم" معي .. ولبستُ الفستان ...

هي : لا تسأَلْ كيف عرفتُ مقاسَها .. متاهات نساء إحذرها ..
"كريم" : أنا ساكت !
هي : لسنا في حاجة أن تقول لها أنها أجمل إمرأة فهي وأنا نعلم ذلك ..
"كريم" : "لسنا" ؟
هي : أين ستدعونا للعشاء "عزيزي" ؟
"كريم" يكلمني : قولي شيئا ، صبري قد ينفذ في أي لحظة !
هي : تستطيع أن تغادر إذا أردتَ ستدعوني هي ..
"كريم" يكلمني : عزيزتي يجب أن أخرج ، سيجارة ! وأعود .. أو إلحقي بي !
هي : هناك باب خلفي ، سنخرج منه ولن تجدنا ..

عندما خرج "كريم" خفتُ ..
سألتها : ماذا تريدين مني ، منّا ؟ ..
أخذت يدي وقالت : وهل ستُصدّقينني ؟ ..
قلتُ : لا أعلم ..
قالت : كل خيرٍ لكِ ، لكما .. هل تُصدّقينني ؟ ..
قلتُ : لا ..
قالت : أظن أن جوابه سيكون مثل جوابك ..
أنا : أكيد ..
هي : أريد أن أطلب منكِ طلبا أخيرا لن يكلفكِ أي شيء ؟
أنا : وهو ؟ ..
هي : إقبلي الفستان ..
أنا : بشرط ..
هي : ما هو ؟
أنا : ألا تقتربي منّا أبدًا ..
هي : وإذا إقتربتما أنتما مني ؟
أنا : لن نفعل ..
هي : ستفعلان .. تُصبحين على خير .. سأخرج لأقول له ما قلتُ لكِ ..

غيّرتُ لباسي بسرعة وخرجت فوجدتها مع "كريم" .. تقول نفس ما قالت لي فيقول نفس ما قلتُ لها .. ثم غادرت وغادرنا المكان ومعنا .. الفستان ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شخصية أسماء جلال بين الحقيقة والتمثيل


.. أون سيت - اعرف فيلم الأسبوع من إنجي يحيى على منصة واتش آت




.. أسماء جلال تبهرنا بـ أهم قانون لـ المخرج شريف عرفة داخل اللو


.. شاهدوا الإطلالة الأولى للمطرب پيو على المسرح ??




.. أون سيت - فيلم -إكس مراتي- تم الانتهاء من تصوير آخر مشاهده